من المعروف أن الفلسفة كلمة يونانية تعني فيلوسوفيا' حب الحكمة' وبدأت هذه الفلسفة الانتشار في بلاد الاغريق علي أيدي عظماء ذلك العصر وكان ذلك في عام430 قبل الميلاد تقريبا. فكان أولهم وأشهرهم' أفلاطون' الذي يعد من أشهر الحكماء وقد قيل أن الفلسفة نشأت أصلا علي يده وتتميز الفلسفة بالفكر والفنون التي ترتقي بقيمة الإنسان واستطاعت أيضا أن تصبح أعلي درجات العلم وأصبحت مع مرور الوقت تدرس في المدارس والجامعات وأصبح للفلسفة دورا حيويا مهما لا يستطيع الإنسان المثقف الاستغناء عنها أما الفنون فهي تلعب دورا أساسيا في تهذيب فكر الإنسان وتساعد علي تنمية الأحساس بالجمال والارتقاء به إلي أعلي درجة من الثقافة ورهافة الحس وإذا تكلمنا عن الفنون فنحن نستطيع أن نؤكد أننا نقصد الفنون الجميلة. التي تعبر عن قيمة فنية تحاكي المشاعر السامية للإنسان المثقف وتأتي الموسيقي العالمية بالطبع في مركز الصدارة بين الفنون الأخري لكن أتوقف اليوم عند ملاحظة غاية في الأهمية وهي أن هؤلاء الفلاسفة قد أشادوا بل وأكدوا علي أهمية الفنون في حياة الإنسان فالفنون قادرة علي تشكيل السلوك الاجتماعي والفكري للمجتمع وترتقي حتما بالمستوي الأخلاقي للإنسان ولا شيء يدل علي حضارة الشعوب قدر إنتاجهم الأدبي والفني والفنون التي أشير إليها اليوم. هي الفنون التي تستطيع مخاطبة الإنسان ووجدانه حتي لو كان في بيئة مختلفة فيكفي الأصغاء إليها والفنون عبارة عن إبداع فني راق تصدر من الإنسان الفنان المليء بالمواهب والدراسة ويحضرني في هذه المناسبة أقوال بعض الفلاسفة وأراؤهم في قيمة الفنون وأهميتها للإنسان فيقول' هيجل' أن قيمة الفنون أنها تساعد الإنسان علي تحقيق إنسانيته. ويقول' شوبنهاور' أن متعة الأعمال الفنية من خلال العقل تفسد متعة المتأمل وقال عن الموسيقي العالمية أنها أرفع الفنون وأسماها أما الفيلسوف' ديكارت' فأكد أن الموسيقي والفنون تبعث في الإنسان اللذة النفسية التي تأتي بعد الارتياح والسرور ويقول' كانظ' أن الفنون تبعث فينا الأمل والارتياح والبهجة والنشوة ونعرف أننا أمام قيمة جمالية رائعة هكذا تكلم الفلاسفة عن الفنون والمعني أن قيمة الفنون الجميلة في حياتنا مؤثرة بدرجة كبيرة فهي ترتقي حتما بالأخلاقيات وما أحوجنا إليها كما أنها ترفع من شأن المجتمع وهي أيضا مليئة بالقيم الجمالية الممتعة لكن مع الأسف قام الإعلام بتسليط الأضواء علي مالا يستحق حتي ضوء شمعة أن اهتمام المسئولين في وسائل الإعلام ينحصر في كل ما له بريق سطحي, ولم يعد هناك مجالا لما هو فكر وفن, فسادت الغوغاء وطغي الفن المزيف علي طبقات المجتمع فاستولي علي اهتماماتهم بينما الفن الحقيقي تغيب تماما ربما لأنه يبحث عن صديق.