في ظل فشل مساعي الإدارة الأمريكية لاحتواء حرائق الغابات المستعرة في ولاية كاليفورنيا منذ أكثر من عشرة أيام,حذرت تقارير إخبارية أمس من أن الحريق أصبح يهدد حديقة يوسيمايت الوطنية التي تعد من أشهر المواقع السياحية الأمريكية إلي جانب خزان المياه الرئيسي في مدينة سان فرانسيسكو. وقالت إن الحريق المندلع بولاية كاليفورنيا منذ17 أغسطس الماضي, ويعد سابع أضخم حريق تشهده الولاية علي مدار تاريخها, باتت السنته علي بعد15 ميلا فقط من يوسيمايت التي تضم أضخم وأقدم الأشجار في العالم. وقال ديك فليشمان من إدارة خدمة الغابات الأمريكية أن الحرائق أجهزت علي مساحة تصل الي281 ميلا مربعا في كاليفورنيا, وهي منطقة بحجم ولاية شيكاجو, مؤكدا أن رجال مكافحة الحريق الذين عمدوا إلي الطائرات والجرافات الضخمة لم يتمكنوا سوي من السيطرة علي20% من الحريق. وأوضح أن جفاف المنطقة وقوة الرياح الي جانب صعوبة الوصول لبعض المناطق يزيد من صعوبة الموقف. وحتي الآن لم تسجل حالة وفاة أو إصابة واحدة في الولاية,إلا إن الحرائق لحقت اضرارا بالغة بنحو111 مبني من بينها31 منزلا جري إخلائها مطلع الاسبوع الماضي, واضطرت السلطات الي اغلاق بعض الطرق الرئيسية.وحذرت إدارة الغابات من أن الحرائق مازالت تهدد5500 مبني آخر من بينها4500 منزل. وفي الوقت ذاته, أظهرت خريطة نشرت علي موقع انسي ويب لرصد الحرائق اقتراب النيران من خزان هيتش هيتشي الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه العذبة لسكان منطقة خليج سان فرانسيسكو الذي يصل تعدادهم إلي2.6 مليون نسمة.وأكد مسئولو المدينة الذين عكفوا علي تخزين المياه في خزانات أخري,علي أن المياه مازالت في حالة جيدة.وحذروا من أن خدمات الكهرباء قد تتدهور في الأيام القليلة القادمة بسبب إغلاق المحطات الكهرومائية مع اقتراب النيران. وعلي الصعيد نفسه,تواجه البرتغال واسبانيا سيناريو مماثل حيث تعجز قوات مكافحة الحرائق عن التصدي للنيران المستعرة في البلدين منذ الأحد الماضي.ولقي أربعة من رجال إطفاء الحرائق في البرتغال مصرعهم خلال أداء مهامهم في بعض المناطق التي وصل ارتفاع السنة اللهب بها الي عشرة امتار. وفي هذا الصدد, قال المتحدث باسم وزارة الدفاع البرتغالية أن الجيش علي استعداد للتدخل في الأمر إذا ساءت الأوضاع وخرجت عن السيطرة. كما دعا المتحدث باسم وكالة الطوارئ البرتغالية فرنسا الي الإبقاء علي مهمتها في البلاد التي من المقرر ان تنتهي اليوم. وكانت فرنسا قد بعثت بطائرتين قبل ايام للمشاركة في جهود إطفاء الحريق في البرتغال, إلا أنه لم يوجه الدعوة ذاتها الي اسبانيا التي شاركت بطائرتين ايضا, قائلا نقدر الظروف التي تواجهها جارتنا اسبانيا. ولقد اندلعت النيران شمال غربي اسبانيا الاثنين الماضي, واضطرت السلطات الي إجلاء بعض المواطنيين قدرتهم وسائل الإعلام الاسبانية ب176 شخصا لكن دون تسجيل حالات وفاة أو إصابة بسبب الحرائق.