شنت القوي السياسية هجوما عنيفا, علي القوي الغربية بقيادة واشنطن, عقب ما أثير عن اعلانها عن توجيه ضربة عسكرية محتملة للنظام السوري, علي خلفية اتهامه بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيمياوية خلف أكثر من ألف قتيل الأسبوع الماضي. وطالبت هذه القوي, بموقف عربي موحد لاحباط المخطط الغربي بتمزيق العالم العربي, محذرة من أن الاعتداء علي سوريا هو خطوة بحسابات التاريخ في اتجاه الاعتداء علي مصر. ووصف حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري والقيادي في جبهة الانقاذ الوطني الاعتداء المحتمل علي الشعب السوري, بأنه همجية وبربرية لا يجب أن تسمح بها مصر, مطالبا الحكومات والشعوب العربية بتوحيد موقفها ضد العدوان الغربي الذي بدأت طبوله تدق أبواب الشقيقة سوريا. وقال صباحي عبر حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر درس التاريخ يؤكد أن الاعتداء علي مصر يبدأ دائما بضرب سوريا, والعدوان الغربي علي سوريا يدمر ولا يحرر, مطالبا بموقف حكومي وشعبي عربي موحد دفاعا عن أمننا القومي صار ضرورة ملحة وعاجلة. وأعلن التيار الشعبي رفضه القاطع لما وصفه بالحملة العسكرية العدوانية الأمريكيةوالغربية علي سوريا, محذرا من تأثيرها علي الأمن القومي العربي بشكل عام, وعلي الأمن القومي المصري بصفة خاصة. وقال عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية: إنني طالبت ومازلت أطالب بعرض الأمر علي مجلس الأمن انطلاقا من تقرير مجموعة المفتشين الدوليين الموجودين حاليا في دمشق, مشددا علي أنه يجب ألا يتم اتخاذ أي خطوة استباقية قبل نظر مجلس الأمن لهذا التقرير المتعلق بالمعلومات الخاصة بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا. وأشار موسي, الي انه أجري وتلقي عدة اتصالات مع عدد من الممثلين الغربيين في القاهرة والخارج, حذر فيها من تكرار السيناريو العراقي, حين تم الادعاء بوجود أسلحة نووية, ثم البناء علي هذا الادعاء الفردي الذي صدر من دولة واحدة ببدء الغزو الأمريكي للعراق مع تجاهل مجلس الأمن, وهو مايعاني منه العراق والمنطقة بأكملها حتي الآن. وأعلن حزب مصر القوية الذي يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رفضه للدعوات والتهديدات الأمريكيةوالغربية التي تدعو إلي تدخل عسكري ضد سوريا, مشددا علي رفضه كل أشكال التدخل العسكري والخارجي في الشأن السوري من أي طرف كان لما له من تأثير علي أمن المنطقة وسيادة شعوبها. وحذر عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي من قيام واشنطن وحلفائها بضرب سوريا مما سيشعل المنطقة ويحولها إلي بؤرة للتوتر الأمر الذي سيدفع بحلفاء سوريا لاتخاذ مواقف قوية دعما لدمشق مما يزيد من خطورة التداعيات علي منطقة الشرق الأوسط. وأعلنت القوي الثورية رفضها لتوجيه أي ضربات عسكرية أمريكية لسوريا, حيث قال محمود بدر, المتحدث الرسمي لحركة تمرد, إنه يؤيد الجيش العربي السوري في مواجهة الضربة العسكرية الأمريكية المرتقبة تجاه سوريا, مؤكدا رفضه التام القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في أي أرض عربية. وأكد محمود عفيفي, عضو المكتب الإعلامي لجبهة30 يونيو, رفض الجبهة لأي تدخل عسكري في سوريا, مؤكدا أن أمريكا تعمل من أجل مصالحها والتي يتصدرها حماية أمن إسرائيل في المنطقة. وأكدت حركة ثورة الغضب المصرية الثانية, وقوفها مع سوريا ضد العدوان الذي تخطط له أمريكا, معتبرة أنه مخطط لتفتيت الأمة العربية, مشيرة إلي أن التدخل الغربي دائما ما يكون لمصلحة السيطرة والمصالح الاقتصادية وخدمة المشروع الصهيوني وليس من أجل مصلحة قضية أو إحقاقا للحق. وقال محمد عطية, تكتل القوي الثورية الوطنية, إن نية الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول توجيه ضربات عسكرية إلي سوريا تأتي ضمن المخطط الأمريكي لتدمير الجيوش العربية القوية التي قد بدأتها بالحرب علي العراق والإعلان والتلويح بضرب سوريا ثم يتفرغون لمصر. وحذر عصام الشريف, منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي, من أي خطوة لضرب سوريا دون قرار من الأممالمتحدة, معتبرا ذلك عدوانا علي الشعب السوري, ويمثل تداعيات خطيرة في منطقة الشرق الأوسط كلها, وقال إن أي تطورات غير محسوبة ستؤدي لاضطراب حاد, كما أن ذلك يعني إيصال رسالة من أمريكا أنها مستعدة لضرب أي دولة لا تتفق معها. ولفت اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية والخبير الاستراتيجي إلي أن واشنطن ستحاول استصدار أولا قرار من الأممالمتحدة يتهم النظام السوري بانتهاك حقوق الإنسان إضافة إلي قائمة اتهامات منها استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين السوريين واللجوء للباب السابع الخاص بمجلس الأمن للتدخل في سوريا وتهيئة الأجواء أمام العالم لهذا الإجراء وما حدث في ليبيا خير دليل علي ذلك حيث تم فرض عقوبات أولا ثم توجيه إنذار وأخيرا توجيه ضربة للقضاء علي النظام وهو ما يتوازي مع دعم هذه الدول للمعارضة للسيطرة علي الأوضاع. واتهم اللواء طلعت مسلم, الخبير الاستراتيجي, واشنطن وحلفاءها بوجود نية مبيتة ونيات مسبقة للتدخل في سوريا دون انتظار تقرير لجنة الأممالمتحدة حول استخدام أسلحة كيماوية من قبل النظام ضد المعارضة السورية.