علي متن طائرة هليكوبتر مجهزة طبيا, انتقل الرئيس الأسبق حسني مبارك من سجن طرة إلي مستشفي المعادي العسكري. وتمت عملية إخلاء سبيل مبارك عصر أمس, بعد تأكيد النيابة العامة, ونيابة أمن الدولة, ونيابة الأموال العامة, ونيابة الكسب غير المشروع رسميا أن مبارك غير محبوس علي ذمة أي قضايا حاليا. ومنذ الصباح, شهدت منطقة سجون طرة حالة ترقب وانتظار, وباستثناء تجمع بعض مناصري المخلوع حاملين صوره خارج أسوار السجن, وعلامات الفرح والسعادة التي غمرت وجه مبارك ونجليه وفقا لمصادر داخل مستشفي طرة فإن كل شيء كان طبيعيا وهادئا, في انتظار ردود النيابات ولحظة الإفراج. وقد أدي تحليق طائرة هليكوبتر ظهر أمس فوق منطقة السجن واتجاهها إلي شرق القاهرة إلي إثارة تكهنات بأنها تحمل مبارك, لكن مسئولي السجن نفوا ذلك.وقد أثار قرار الإفراج عن مبارك ردود فعل متباينة, ثم جاء قرار نائب الحاكم العسكري مساء أمس الأول بوضعه تحت الإقامة الجبرية ليضفي هدوءا علي ردود الفعل الداخلية. ودوليا, اعتبرت واشنطن أن إخلاء سبيل مبارك هو شأن قانوني مصري, ليس لها علاقة به, في حين قالت الخارجية البريطانية في بيان رسمي إن الأمر يتعلق بالقضاء المصري, وإنها تأمل في أن تكون مثل هذه القرارات المتعلقة بقضايا شديدة الحساسية, شفافة ولا يشوبها أي تمييز. وبعيدا عن مبارك, فقد تحولت منطقة سجون طرة إلي ثكنة عسكرية, وقام الجيش بدعم حراسة المنطقة بثلاث دبابات وعدد من المدرعات, ومضاعفة الحراسة من قوات الشرطة بعشرات السيارات المدرعة والمصفحة التابعة للأمن المركزي, وزيادة المجموعات القتالية, وتم وضع كاميرات مراقبة إلكترونية تعمل بنظام فائق التطور, ولا يعتمد علي التيار الكهربائي, يسجل ويتابع كل حركة علي مدي الساعة, سواء عنابر قادة الإخوان أو أماكن الزيارة, أو الأسوار والمنافذ. وحرصت إدارة السجون علي الفصل بين قادة الإخوان والسجناء الجنائيين, وعدم التقاء قيادات الجماعة بعضها بعضا.