غادر السفير التركي عائدا إلي اسطنبول بعد تبادل كل من مصر وتركيا استدعاء سفيريهما لدي الدولة الأخري للتشاور. وذكرت مصادر مسئولة بمطار القاهرة أن السفير التركي أنهي إجراءات سفره علي الطائرة التركية المتجهة إلي اسطنبول بدون استخدام صالة كبار الزوار أو وجود احد من وزارة الخارجية المصرية. وأعلن نبيل فهمي وزير الخارجية في بيان مقتضب للغاية أمس الأول, أنه قرر استدعاء سفير مصر في أنقرة عبدالرحمن صلاح للتشاور. وعقب ذلك بساعات, أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان استدعاء السفير التركي بالقاهرة حسين عوني بوطصالي, لمناقشة آخر التطورات في مصر, وبعد ساعات من تبادل سحب السفراء أعلن الخارجية المصرية إلغاء تدريبات بحر الصداقة المشتركة بين الجانبين, احتجاجا علي التدخل المباشر والتصريحات غير المقبولة من جانب أنقرة في الشئون الداخلية المصرية. وعلي الصعيد نفسه, وبعد الضربة التي تلقتها جماعة الاخوان المسلمين علي أيد قوات الأمن في مصر, رأي محللون أن نفوذ تركيا في الشرق الاوسط يتراجع وهو ما يقوض آمال انقرة في قيادة قوي سياسية اسلامية في المنطقة. وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا من أول الداعمين للانتفاضة في عام2011 التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك واقام بالتالي علاقات وثيقة مع جماعة الاخوان المسلمين. واستثمرت تركيا سياسيا وماليا في مصر بعدما أصبح محمد مرسي أول رئيس منتخب ديموقراطيا في البلاد في يونيو2012 علي امل تعزيز نفوذ انقرة واثبات أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي يمكن ان يتعايش فيها الاسلام والديمقراطية, لكن عزل مرسي والقمع الدموي لاعتصام مناصريه وجها ضربة قوية لاحلام تركيا في لعب دور قيادي في منطقة الشرق الاوسط بعد الربيع العربي كما قال محللون. وقال الاستاذ في جامعة بيلجي في اسطنبول ألتر توران إن تركيا كانت تأمل في أن يصب التحول في الشرق الاوسط في مصلحتها لانها يمكن أن تكسب نفوذا اذا وصلت حكومات شبيهة بحكومة الاخوان المسلمين الي السلطة في مصر وتونس وسوريا. وأضاف هذه الخطة لم تنجح في سوريا وقد إنهارت في مصر. وأوضح تركيا أصبحت مرغمة علي العزلة في الشرق الاوسط وخسرت سيطرتها علي الوضع في المنطقة.