يعيش بدو الدلتا الرحل أو العرب الرحل كما يطلقون علي أنفسهم والبالغ عددهم بالآلاف في العديد من المحافظات حياة الترحال من قرية إلي أخري ومن مركز إلي آخر ومن محافظة إلي أخري بوسط الدلتا أو علي مستوي الجمهورية وكذلك من مرعي لمرعي, ومن أرض لأرض, يجوبون قري مراكز محافظة كفرالشيخ العشرة وقري المحافظات الأخري بحثا عن طعام الماشية والأغنام والماعز, ليس لهم محل اقامة ثابت وهم يمتلكون ثروة طائلة من الأغنام والماعز والأبقار التي تعتمد عليها الدولة في توفير اللحوم. نفقت الكثير من مواشيهم من مختلف الأنواع خلال فترة ظهور مرض الحمي القلاعية العام الماضي ولم يتم تعويضهم عن هذه الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها ويطالبون بتحصين مواشيهم والمسئولون بالطب البيطري لم يحصنوها بسبب كثرتها وبسبب دوام ترحال أصحابها من مكان لآخر, حيث لا يعرف لهم عنوان ثابت فهم اليوم هنا وغدا هناك وبعد غد, الله أعلم أين سيكونون فهل يكونون في كفرالشيخ أم في الغربية أو الدقهلية أو المنوفية أو دمياط أو الشرقية أو أي محافظة أخري لأنهم ليس لهم محل اقامة ثابت علي الاطلاق. وتعتمد المرأة البدوية أو العربية لطهي الطعام علي الخشب ومخلفات النباتات اليابسة وأعواد الحطب التي يقومون بجمعها من الأراضي حيث لا يستخدمون البوتاجاز أو أسطوانات الغاز طعامهم صحي للغاية, فحياتهم وسط الطبيعة والنبات تمنحهم الصحة وخلوهم من الأمراض الفتاكة وبرغم ذلك يتعرضون للبرد الشديد أيام نزول المطر في الشتاء وحرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف كما انهم لا يزوجون فتياتهم للأغراب ويتم تزويجها لأعرابي مثلها ويعتمدون علي الأحكام العرفية لحل أي خلاف بينهم حيث يلتزم الجميع بهذه الأحكام ويتم تنفيذها علي الفور. تظهر فتياتهم في الأعياد والمناسبات بملابسهن المزركشة ويكن في بعض الأحيان مثار سخرية الشباب وحديث فتيات المدن والقري اللاتي يتقربن منهن للتعرف علي كيفية تفصيل ملابسهن وكيفية وضع الطرح علي رءوسهن, حتي أفراحهم تختلف عن أفراح بقية المصريين ولا يلتحق أطفالهم أو فتياتهم بالتعليم ولا يحصلون علي أي قسط من التعليم ولا يشاهدون التليفزيون أو القنوات الفضائية ولا يستخدمون الثلاجات في حفظ الطعام حيث لهم طرقهم الخاصة في حفظ الطعام واعداده, والأطفال تعودوا صبية وبنات علي ملبس معين وعلي حمل العصا ورعي الغنم علي مدار اليوم والجلوس والسمر مع بعضهم البعض عندما يحل المساء وهم ينامون مبكرا ويستيقظون مع مطلع الفجر ويتكرر يومهم مثل سابقه بدون تغيير. توجهنا إليهم داخل الأراضي الزراعية للاستماع إليهم والتعرف علي مشاكلهم يقول عبدالعزيز محمود من البدو الرحل نحن كعرب رحل نجوب القري بحثا عن مراع لمواشينا والتي نمتلك منها الكثير ونحن نربي المواشي المنتجة والتي نبيعها للتجار والجزارين لتوفير اللحوم للأسواق. ويقول أبودهب البدوي إنهم يتحملون السير علي الأقدام أياما وأسابيع وشهورا بالمواشي لننتقل من قرية لقرية ومن مركز لمركز ومن محافظة لأخري والدولة لا تقدم لنا أي خدمات.. فحياتنا في الخيام والتي نسميها منزلا ونستخدم الكانون في طهي طعامنا وأولادنا تحرم من التعليم لأن حياتنا حياة الترحال ومنهم من يتعلم لسنوات محددة وبعد ذلك يخرج من التعليم ليتحمل اعباء مهنتنا التي لا نجيد مهنة غيرها ولم نستفد من أي خدمات اقامتها الدولة بمليارات الجنيهات في مختلف المجالات وحتي الطرق المرصوفة لا نستخدمها لانها تتسبب في العديد من المشاكل للماشية ونستخدم الطرق الترابية داخل الأراضي الزراعية. وأضاف علي جابر من البدو الرحل ان الحمي القلاعية قد اصابت عددا كبيرا من الماشية وقضت علي مواش كثيرة لديهم خلال الجائحة العام قبل الماضي والدولة لم تهتم بنا ولم تعوضنا عن المواشي التي نفقت بسبب هذا المرض اللعين. وأكد إبراهيم عوف من البدو الرحل أننا لا نحصل علي علاج من الدولة لأنفسنا وعندما يتعرض أحد منا للمرض سواء من الكبار أو الأطفال نقوم بالتوجه إلي الطبيب الخاص في عيادته سواء بالمدينة أو القرية التي نكون في زمامها ونقوم بصرف العلاج من الصيدليات الخارجية أو الاعتماد علي الأعشاب والأدوية البديلة للطب الشعبي والعربي وهو يشفي المرضي بإذن الله ويجب علي الدولة الاهتمام بنا ومنحنا مساحات من الأراضي الجديدة ونحن علي استعداد للاقامة فيها وتعمير هذه الأراضي وزراعتها ورعي الأغنام والماشية فيها بدلا من الترحال في البلاد العديدة وعدم الاستقرار الذي نعاني منه. وأشار إلي انهم لم يشاركوا في التصويت في أي انتخابات وكذلك لم يشاركوا في الاستفتاء علي الدستور ولا يعلمون عنه شيئا لانهم لا يستفيدون من الحكومة أي شيء لأن الدولة لا تعترف أصلا بوجودهم أو بهم. نساء البدو الرحل لا يتحدثون إلي أحد من الأغراب علي حد قولهم وتقوم النساء بمشاركة الرجال في جميع الأعمال بالإضافة لطهي الطعام وحلب الماشية واعداد الجبن الأبيض وبيعه وبيع الحليب والقشطة في الأسواق كما تقوم بحياكة ملابسها بنفسها بطريقة معينة ويقوم الرجال بحراسة الماشية ليلا وتوفير المأكل لهذه الماشية ونصب الخيام التي يقيمون فيها وحملها من مكان إلي آخر وحياتهم أشبه بحياة العصور الوسطي إن لم تكن العصور البدائية الأولي ويعتمدون علي الطبيعة في كل شيء.