شيخ العمود «إلكتروني».. شرح 60 كتاباً على يد كبار العلماء أسبوعياً بالأزهر    افتتاح الملتقى التوظيفي الأول لطلاب جامعة الفيوم    آخر تحديث.. تراجع جديد للدينار الكويتي مقابل الجنيه في البنوك    «صديقة الخباز» فى الصعيد.. رُبع مليار دولار استثمارات صينية    كتائب القسام في لبنان تعلن إطلاق عشرات الصواريخ تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    طلب مفاجئ من محمد صلاح يقلب الموازين داخل ليفربول.. هل تحدث المعجزة؟    إمام عاشور يمازح جماهير الأهلي قبل نهائي أفريقيا.. ماذا فعل؟    رسميا.. المقاولون يطلب إعادة مباراة سموحة ويستشهد بالقانون وركلة جزاء معلول أمام الزمالك    آخر تطورات الحالة الجوية بالإمارات.. توقعات بسقوط أمطار غزيرة على عدة محافظات    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    تعرف على موعد عزاء المؤلف عصام الشماع    باسم خندقجي.. الأسير الفلسطيني الذى هنأه أبو الغيط بحصوله على «البوكر»    الأربعاء.. قصور الثقافة تحتفل بعيد العمال على مسرح 23 يوليو بالمحلة    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    خالد الجندي: «اللي بيصلي ويقرأ قرآن بيبان في وجهه» (فيديو)    «الرعاية الصحية»: نتطلع لتحفيز الشراكة مع القطاع الخاص بالمرحلة الثانية ل«التأمين الشامل»    رئيس جامعة كفر الشيخ يطمئن على المرضى الفلسطينيين بالمستشفى الجامعي    لجنة الصلاة الأسقفية تُنظم يومًا للصلاة بمنوف    برلماني: زيارة أمير الكويت للقاهرة يعزز التعاون بين البلدين    صندوق تحيا مصر يطلق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم الفلسطينيين في غزة    محمد حفظي: تركيزي في الإنتاج أخذني من الكتابة    استعدادًا لامتحانات نهاية العام.. إدارة الصف التعليمية تجتمع مع مديري المرحلة الابتدائية    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    إخلاء سبيل المتهمين فى قضية تسرب مادة الكلور بنادى الترسانة    السفير محمد العرابي يتحدث عن عبقرية الدبلوماسية المصرية في تحرير سيناء بجامعة المنوفية    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    تأجيل نظر قضية محاكمة 35 متهما بقضية حادث انقلاب قطار طوخ بالقليوبية    الصين تشارك بتسعِة أجنحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ال33    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    زكاة القمح.. اعرف حكمها ومقدار النصاب فيها    مايا مرسي: برنامج نورة قطع خطوات كبيرة في تغيير حياة الفتيات    بعد انفجار عبوة بطفل.. حكومة غزة: نحو 10% من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر    تردد قنوات الاطفال 2024.. "توم وجيري وكراميش وطيور الجنة وميكي"    طريقة عمل الكيك اليابانى، من الشيف نيفين عباس    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    النشرة الدينية .. أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة .. "خريجي الأزهر" و"مؤسسة أبو العينين" تكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين    تنظيم ندوة عن أحكام قانون العمل ب مطاحن الأصدقاء في أبنوب    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    تجليات الفرح والتراث: مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم 2024 في مصر    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    الصين فى طريقها لاستضافة السوبر السعودى    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    السيسي عن دعوته لزيارة البوسنة والهرسك: سألبي الدعوة في أقرب وقت    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    اتحاد الكرة: قررنا دفع الشرط الجزائي لفيتوريا.. والشيبي طلبه مرفوض    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 29-4-2024 بالصاغة بعد الانخفاض    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواجهة..
فض الاعتصام بالقوة أم بالحوار؟ حرب:لابد من الحزم والشدة..وناجح:استخدام القوة أكبر الأخطاء

منذ أكثر من أربعين يوما واعتصاما رابعة العدوية وميدان النهضة مستمران,وقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها فض الاعتصام وبقاء مؤيديها لحين عودة الرئيس المعزول محمد مرسي, حيث يعتبرون أنفسهم مشروع شهيد في مواجهة أي محاولة تهدف لفض الاعتصام!! وقد فشلت الجهود الدبلوماسية في حل هذه الأزمة, ومنذ ساعات حذر الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء من نفاد صبر الحكومة في تحمل أعمال العنف والبلطجة بالاعتصام.
بعد وقوع قتلي وقطع للطرق وتعطيل للمنشآت وترويع للمواطنين. ويطالب غالبية المصريين بفض الاعتصام, لأن هؤلاء المعتصمين يعتدون علي الناس ويروعونهم ويحتجزونهم.. ومازالت الأزمة مستمرة, وتبحث عن مخرج لحقن الدماء المصرية. ولا يزال السؤال الصعب حائرا: كيف الخروج من هذا النفق المظلم؟
تدور مواجهة اليوم حول هذا السؤال: فض الاعتصام هل يتم بالقوة أم بالحوار؟
الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي بجبهة الإنقاذ, ليس من أنصار التعامل مع الاعتصام باعتباره أمرا عاجلا وملحا, وأن هذا الاعتصام من وجهة نظره مثل الثغرة في حرب أكتوبر.
وأن مصر لن تقف علي هذا الاعتصام ولكن في حالة حدوث فوضي أو تفجيرات فلابد من أن يقابل الأمر بمنتهي الشدة والحزم, ويستنكر حرب الحرص الزائد عن اللزوم في استخدام الآليات القانونية بواسطة الشرطة لفض الاعتصام.
وفي المقابل يري الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية أن فض الاعتصام بالقوة سيكون أكبر الأخطاء التي سيقع فيها الحكم الجديد وسيؤدي الي مذبحة, ويؤكد أن الاعتصامات بدأت سلمية, ولكن بعد واقعة الحرس الجمهوري الأمر تغير, وأن معركة تكسير العظام بين الدولة والإسلاميين ستضر الإسلاميين أكثر, وأنه إذا كان من ضرورة لفض الاعتصام فليكن بالتفاهم والحوار والتفاوض, وأن الوقوع في تناحر سياسي أهون من اراقة الدماء بغير حق. وبين هذا الرأي وذاك تدور مواجهة اليوم.
د. أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية:
لابد من الحزم والشدة في حالة حدوث فوضي أوتفجيرات
كيف يتم التعامل مع الاعتصامات وما آلية نزع فتيل الأزمة الحالية من وجهة نظرك؟
دعينا نتحدث من حيث المبدأ بأنه لا يمكن أن ندعي أننا في مجتمع ديمقراطي حقيقي, وأننا ديمقراطيون, وفي نفس الوقت ننكر حق الاعتصام تماما مثل حق الإضراب والتظاهر, باعتبارها من الحقوق الأساسية التي تقام عليها الدول الديمقراطية.. إنما في نفس الوقت أيضا وفي كل المجتمعات الديمقراطية, هذه الحقوق كلها تنظم وفقا للقانون, فالإضراب له قواعد, وكذلك الاعتصام والتظاهر, وتلك القواعد ينص عليها القانون, وينظمها, وسواء كان مبدأ وحق التظاهر والاعتصام والإضراب من الحقوق المكفولة للمواطن, وكذلك كون أن من الضروري أن القانون ينظمها ويحدد قواعدها, هي كلها نقاط يجب أن تكون حاضرة في الذهن, لأن المشكلة أن الاعتصام الحالي في مصر سواء في ميدان رابعة العدوية أو النهضة, مسألة تتجاوز بكثير فكرة الاعتصام اعتراضا علي قرار معين, كما يحدث في معظم الدول, اعتراضا علي قرار صادر من الحكومة, ويعترض عليها البعض, وإنما اعتصامات الإخوان المسلمين باعتبارهم القوة التي فقدت السلطة من خلال ثورة شعبية حقيقية, وهم يصرون علي إنكار هذه الحقيقة, وهذه هي المشكلة الأولي, والمتمثلة في حصول الإخوان المسلمين علي السلطة بوصول د. محمد مرسي إلي رئاسة الجمهورية من خلال انتخابات ديمقراطية حقيقية, ورغم التحفظات الكثيرة حول الظروف التي سبقت الانتخابات, أو التي تلتها من أحداث سواء كان بالإعلان الدستوري أو غيره من مواقف, وبغض النظر عن كل ذلك, إلا أن المشكلة الحقيقية أنه بعد عام من أداء محمد مرسي وحزب الإخوان المسلمين, اكتشف المصريون أنهم فاقدون لأي رؤية سواء للمستقبل أو للحكم أو لدور مصر الخارجي وأولوياتها, وظهر لنا جميعا أن مشروع النهضة ليس إلا مجرد كلمة دعائية لا أكثر ولا أقل, حيث إننا لم نصادف أي نوع من السياسات العامة, التي يفترض بها أن تلبي احتياجات المواطن, وتدل علي كفاءة الإخوان المسلمين, وذلك ناتج للفقر في الكوادر لدي الجماعة.
كيف تقيم المشهد السياسي الحالي في ضوء تعنت وتمسك الإخوان بمطالبهم والمتمثلة في عودة د. مرسي بدعوي الشرعية؟
نحن لسنا إزاء اعتصام عادي, ولكن نحن إزاء حركة سياسية, ونوع من مظاهر الصراع السياسي مع المجتمع والدولة كلها, فالإخوان هزموا في معركتهم عندما خرج المصريون في30 يونيو, رافضين حكمهم, وهذا ترجم في إسقاط حكم مرسي وتولي نظام جديد, فمصر حاليا بها رئيس للجمهورية, وحكومة جديدة, فهل يتقبل الإخوان الهزيمة؟, وخصوصا أن الخسائر التي مني بها الإخوان قضت علي حقبة تاريخية بأكملها من تاريخ الإخوان المسلمين, فأعتقد أنهم تلقوا من هذه الثورة ضربة قاضية تؤثر عليهم عشرات السنين القادمة.
في الوقت الذي تذكر فيه أن هناك دولا وجدت فرصة للخلاص من الإخوان فهناك دول أخري مثل قطر وأمريكا يدعمون ويساندون الإخوان ويتغاضون عن الإرادة الشعبية.. فما تفسيرك لذلك؟
الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة بعلاقات وثيقة مع الإخوان نتيجة العلاقة مع حماس وإسرائيل, بالإضافة إلي أن هناك تراثا طويلا للأمريكان في استخدام الإسلام السياسي, وذلك مرتبط بالسياسة الأمريكية منذ سنوات وسنوات في محاربتهم للشيوعية, فأمريكا طول عهدها تحرص علي استخدام المسلمين, وتجند عناصر إسلامية لخدمة مصالحها وأهدافها في حربها ضد الشيوعية, وتبنيها لتنظيم القاعدة في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي, فمعركة الأمريكان مع الشيوعية كانت معركة حياة أو موت, ثم تلتها معاركهم مع القومية, والتي كان يمثلها الرئيس الراحل جمال بعدالناصر, وكانت تلك المعارك باستعمال الإسلاميين, ويشير إلي ذلك كتاب جديد باسم مسجد في ميونيخ للكاتب الكندي أيان جونسون, والذي تحدث عن تاريخ العلاقة الأمريكية وجهاز المخابرات الأمريكية مع الإخوان المسلمين عن طريق أبرز قادة الإخوان في الخمسينيات, وهو سعيد رمضان, حيث كان حلقة الوصل بينهما, علي الرغم من ذلك الإخوان كانوا يلعبون لعبة غريبة جدا في ذلك الإطار, بحيث إنهم في العلن يسبون الأمريكان والصهيونية, وفي السر كان التعاون مع الأمريكان هو سبيلهم, وقال أيضا في كتابه إن أفكار الجماعة الفاشية لا تساعدهم علي حكم مصر.
ما سر العلاقة القوية بين الإخوان والأمريكان؟
نحن نري أن أحد الأسباب في الفترة الحالية بين الإخوان والأمريكان هو قدرة الإخوان الكبيرة علي الضغط علي حماس وكبح جماحها وترويضها والتعامل معها, ووقف الخطر عن إسرائيل, فإنقاذ حياة إسرائيلي واحد بالنسبة لإسرائيل وأمريكا أمر مهم جدا, والإخوان ساعدوا علي تحقيق ذلك, وتوفير الأمن, ووقف الخطر من جانب حماس علي إسرائيل, وبالفعل هذا ما تم علي أرض الواقع, فمنذ تولي مرسي الرئاسة توقفت حماس عن تهديد إسرائيل, وتوقفت التفجيرات.
وهل تسعي أمريكا لتنفيذ أي أمر يخالف إرادة المصريين؟
الأمريكان يحاولون ويسعون, ولكن التاريخ يعلمنا أنها لن تتمكن من شيء في مصر, وخصوصا مع وجود قيادة وطنية حقيقية تواجهها, وأعتقد أن هذا ما هو موجود في مصر الآن, فالأمريكان يرسلون مبعوثين كثيرين, ومن الناحية الشكلية يقولون إنهم لا يدافعون عن الإخوان أو عن الرئيس المعزول مرسي, ولكن دفاعهم عن الديمقراطية, وهذا ما يفسر سلوك الاتحاد الأوروبي وزيارة أشتون لمصر, وحديثهم عن الانقلاب العسكري, فالحديث الرسمي أن هناك انقلابا علي الوضع الديمقراطي في مصر, بحيث يرون أن هناك رئيسا انتخب بآليات ديمقراطية وتمت إزاحته بشكل غير ديمقراطي, ولا يريدون الاعتراف بأن ذلك حدث بثورة شعبية, وبالتالي الشعب هو الذي فوض ذلك الرئيس عن طريق آلية الانتخابات, وهو نفس الشعب الذي سحب ذلك التفويض من مرسي من خلال آلية ديمقراطية أخري, وهي التعبير السلمي من خلال ثورة30 يونيو, والتي ضمت تمثيلا شعبيا واسع النطاق, رافضين بحكم الإخوان, أما القول إن من دخل بالصندوق يسقط بالصندوق, فهذا حديث غير منطقي.
يدور الحديث حاليا عن صفقة تدار لحل الأزمة من أطرافها الأمريكان وقطر, للتواصل مع الحكومة والإخوان.. فما تعليقك عن تلك الصفقة؟
شأني شأن كل المواطنين, وأستمع لهذه الأحاديث من وجود صفقة يتم التفاوض عليها حاليا, وإن كان مقتضي هذه الصفقة أن يفض اعتصام رابعة مقابل الإفراج عن مرسي, فهذا مرفوض تماما, وهذا كله لا علاقة له بالثورة أو بالعدالة أو مطالب الشعب المصري, فالبوصلة التي نسير عليها هي مشاعر الشعب المصري, والذي يرفض رفضا تاما مثل تلك الأمور, وأتحدي أن أي زعيم في مصر يمكنه قبول مثل تلك النقاط.
هل يمكن للحكم الانتقالي الحالي أخذ قرار في هذه الصفقة بشأن الإفراج عن مرسي وقيادات الإخوان دون الرجوع للشعب؟
أتصور إذا تمت هذه الصفقة, سوف تقابل برفض هائل من الشعب.. ورأيي ينبع من خروج الملايين المعترضة علي حكم الإخوان.
إذن قرار الصفقة ليس في يد الحكم الانتقالي الحالي؟
لا أحد يملك حق القرار.
هل يمكن أن تعرض بنود تلك الاتفاقية للاستفتاء الشعبي؟
بالطبع لا.. فلقد حدثت ثورة حقيقية ضد حكم الإخوان, ونرفض وجودهم بالسلطة, فلا يوجد شيء اسمه استفتاء علي اتفاقيات.
إذن ما المفترض حدوثه في المرحلة الحالية؟
المتاح حاليا هو أن مقتضيات الثورة التي شهد بها العالم كله أن يترتب عليها محاسبة الذين ثار الشعب عليهم, مثلما حدث بثورة25 يناير, وثار الشعب علي مبارك, وتم عرضه للمحاكمة, فالثورة ضد أي حاكم ديكتاتور ينتج عنها تقديمه للمحاكمة, وبالتالي السيناريو الطبيعي لاستكمال الثورة, هو تقديم محمد مرسي للمحاكمة.. ولهذا أتصور أن احتجاز مرسي لفترة طويلة دون محاكمة لا مبرر له, فمجرد توجيه الاتهام إليه, يلزم أن يخضع للمحاكمة وفقا للتهم الموجهة إليه, وهذا ما ينص عليه القانون.
هل هذا التباطؤ والتراخي ناتج عن حجم الأزمة السياسية في البلاد؟
هناك نوع من المبالغة في تقديري والتفاعل والاحترام والاستجابة للضغوط الخارجية, وأعتقد أن هذا الوضع أصبح يثير كثيرا من المصريين, ويعترضون علي زيارات الأجانب للرئيس المعزول, ويستهجنون ذلك.
لماذا يشعر الكثيرون بتراخ من المسئولين الحاليين في فض الاعتصام؟
الاعتصام في التحليل السياسي هو حركة ثانوية, فالثورة نجحت, وسقط حكم الإخوان, وانتهي الأمر, فاعتصام الإخوان مثل الثغرة في حرب أكتوبر, التي انتصرنا فيها, وتمكن اليهود من تسريب مجموعة من الجنود لعمل تلك الثغرة كحركة تليفزيونية, واعتصامات الإخوان الحالية هي أيضا حركة تليفزيونية ليس إلا, فلو كان هذا الاعتصام يعبر عن الشعب المصري كله لكان شارك فيها الجميع من الشعب, ولكن الناس يعيشون بصورة طبيعية في ظل وجود مجموعة رابعة العدوية معتصمين, وهذا لا بعني أن مصر تقف علي هذا الاعتصام, فلدينا حكومة ورئيس, والحياة تسير, وسقط مرسي للأبد, وانتهي الموضوع.
صرحت من قبل بأنك تتمني ألا يتم تضخيم حجم اعتصام رابعة لأنها لن تحسم مصير الثورة.. فما تقديرك لهذا الاعتصام في ظل وجود حالات تعذيب وقتل وإزعاج لسكان المنطقة؟
هذا الاعتصام في مصر لا يزيد علي حجم الدمل في جسم الإنسان, والذي يمكنه أن يعيش ويتعايش وهو موجود في جسمه, فالاعتصام هو آخر علامات الاحتضار, والنهاية بالنسبة لهم.
مع استهانتك بحجم الاعتصام إلا أنه يمثل مشكلة؟
هو مشكلة فعلية.
كيف يتم التعامل معه إذن؟
الاعتصام من الناحية الفنية انتهاؤه والقضاء عليه بالقطع يكون بواسطة الشرطة, وهذه مسألة لا تحتاج لنقاش, فكل اعتصام بالدنيا توجد آليات لدي الشرطة لفضه بالقانون, ولكن نحن لدينا في مصر نوع من الحرص الزائد علي اللزوم في استخدام تلك الآليات القانونية, فليس لدي مانع شخصيا أن يستمر ذلك الاعتصام لشهر مقبل, فلست من أنصار التعامل مع ذلك الموضوع علي أنه أمر ملح وعاجل.
ولكن الفريق السيسي عندما طلب تفويضا من الشعب توقع الجميع أن يتم الانتهاء من كل ما يؤدي للعنف والإرهاب في مصر؟
التفويض جعل الناس تنتظر أن يتم فض الاعتصام خلال فترة قصيرة, ولكن ليس شرطا أن تتصور ذلك.
أليس التفويض الشعبي للجيش بالتعامل مع العنف والإرهاب كافيا لاتخاذ الإجراءات اللازمة له؟
بالطبع التفويض الشعبي كاف لكل شيء, فالتفويض موجود, والغالبية العظمي من الشعب رافضة لهذا الاعتصام, ولكن النقطة المهمة هي كيفية وتوقيت ذلك الأمر, وهي مسألة بالتأكيد الدولة والشرطة والقوات المسلحة وكل الأطراف المسئولة بالدولة حريصون علي أن يتم هذا الفض بأقل قدر من الخسائر, مع مراعاة حقوق الإنسان, وكل الحقوق الأساسية للمواطنين, ولكن الإخوان حريصون علي أن يجعلوا من ذلك الفض للاعتصام معركة تراق فيها الدماء, وأتصور لو ذهبت الشرطة بمنتهي السلمية لطلب فض الاعتصام بالطرق التي تحدث في بريطانيا والدول الغربية وأمريكا وتركيا عن طريق خراطيم المياه, وضبط المعترضين لفض الاعتصام في سيارات الشرطة, سيبدأ الإخوان في الضرب لكي يفتعلوا معركة لأنها معركتهم الأخيرة.
وهنا المشكلة الحقيقية.. فما تصورك للحل خصوصا أنت تتوقع السيناريو الذي سيحدث وجر القوات لإطلاق النيران وسقوط ضحايا؟
أري أنه لا يتم التعامل مع ذلك الاعتصام علي أنه مشكلة تضغط علينا, وأن يتم التعامل معها باستراتيجية المدي الطويل, والعمل بكفاءة بمحاصرة كل منافذ هذا الاعتصام, فهناك تدابير كثيرة يمكن أخذها, مع استخدام سياسة النفس الطويل, ستؤدي لفض ذلك الاعتصام, بالإضافة إلي أن كل القيادات التي تورطت بتحريض داخل الاعتصام ومطلوبة للعدالة, فلابد من القبض عليهم من داخل الاعتصام. وأنا لست من أنصار أن يفض الاعتصام بالقوة, لكن أن يتم من خلال مسألة فنية بحتة, فمثل تلك الأزمة تحتاج لتكتيك, ولا يوجد حل بديل, خصوصا أنهم متمسكون بعودة مرسي في مقابل فض الاعتصام, وهذا ما لن يحدث أبدا, فيجب أن يتعامل الأمن والقوات المسلحة بسياسة النفس الطويل, وفي حالة حدوث فوضي وعنف وتفجيرات, فهو أمر يجب أن يقابل بمنتهي القمع والشدة والحزم, فأي تآمر أو اغتيالات أو عنف يجب أن يقبض علي الجناة, ويتم ملاحقتهم كما يفعل الجيش في سيناء, فالبلد ليس في حالة طوارئ.
د. ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية:
استخدام القوة سيكون أكبر الأخطاء ويؤدي إلي مذبحة
كيف تري المشهد السياسي الحالي ؟
نحن نعيش زمن الإقصاء المتبادل.. ويبدو أنه لا أمل في أن نتشارك سويا في الحكم دون أن يكون الآخرون في السجن.
فكلما حكم مصر فريق أبعد منافسيه السياسيين وأقصاهم من خريطة الحكم تماما وشوه صورتهم وشن عليهم حملات التكفير السياسي أو الديني.. فعندما قامت ثورة25 يناير ألغت الحزب الوطني تماما وأدخلت الكثير من رجالات النظام السابق السجن وظهر شعارأمسك فلولو امسك شرطي في سماء مصر لتخلط البريء مع المسيء في تعميم بغيض يأباه العقل وترفضه الشريعة.. واليوم يتكرر المشهد بنفس تفاصيله مع الإخوان وكأنهم ليسوا من نسيج الوطن.
إذ برجالات الحكم في عهد د. مرسي يتحولون من قصور الحكم إلي غياهب السجون مرة أخري بتهم مضحكة ومخجلة قد تصلح لفترة الستينات ولكنها لا تصلح اليوم أبدا.
كيف تري ثورة30 يونيو ؟
مشكلتنا الأزلية غياب الحكمة والعقل والرؤية.. فالبعض دفع د. مرسي إلي الرئاسة دفعا دون أن يتأهل لها فظلمه.. والبعض الآخر دفعه للسجن بتهم ظالمة وغبية..فليس من العقل ولا الحكمة محاكمة د. مرسي أصلا.. أما الجنون بعينه فهو اتهامه بالتخابر مع حماس أو غيرها.. نعم حماس غير مصر.. ولا ينبغي التداخل المخل بينها وبين الدولة المصرية دون ضوابط..فهذا لا يحدث حتي بين الحركات الإسلامية المصرية.. ولكن من العار أيضا اتهام د.مرسي بهذا الاتهام.. وغزة وحماس وفلسطين وفتح هي امتدادات طبيعية لمصر ويجب أن تظل علاقتنا بهم جميعا حسنة بصرف النظر عن علاقتهم سويا.. وآرائهم في القضية الفلسطينية.
وما رأيك في المبادرات التي أطلقتها بعض الشخصيات المؤيدة للرئيس المعزول وأخرها مبادرة تطالب بإقالة وزير الداخلية وحماية وتأمين المظاهرات والاعتصامات ووقف ملاحقة أنصار الرئيس المعزول ؟
لقد طرحت مبادرة من عدة نقاط.. وهي ملك للجميع.. لمن أراد أن يزيد أو ينقص فيها وتتمثل في الآتي:
1- وقف كل أشكال العنف والتقاتل بين جميع الأطياف.
2- وقف الحملات الإعلامية ضد الإخوان.. فليس من الحكمة أن يتحول حكام الأمس إلي إرهابين اليوم.
3- الإفراج عن د. مرسي فورا بحيث يكون في مكان آمن خارج مصر.. مقابل تنازله عن السلطة طواعية.
4- عودة الحشود في كل الميادين إلي بيوتهم مع ضمان عدم القبض عليهم.
5- الإفراج عن كل المعتقلين من الإخوان أو السياسيين في إطار مصالحة وطنية شاملة.
6- مشاركة الإخوان وجميع التيارات الإسلامية في الحكومة الحالية وعدم التضييق علي الأحزاب الإسلامية في مصر.
7- عودة القنوات الفضائية التي أوقف بثها بضمان دعوتها للإسلام مع ترك بث الكراهية والعداوة
8- ألا يمارس الجميع السياسة بعقلية الألتراس الذي يريد النصر الكامل لفريقه والهزيمة النهائية للآخر.. والوصول إلي نقطة التعادل بين كل الفرقاء السياسيين المصريين.
ما تعليك علي استمرار اعتصامي رابعة والنهضة ؟
مظاهرات واعتصامات رابعة العدوية والنهضة هي ردود فعل طبيعية من الإخوان وحلفائهم بعد أن فوجئوا بأن كل شيء قد ضاع منهم فجأة فضاعت الرئاسة والوزارة والمحافظين.. وضاع مشروعهم وحلمهم في لحظة فهل يستسلمون لهذا الواقع المرير.. هذا كلام غير واقعي.
إنهم يرون أن المقاومة السلمية والإعتصامات والمسيرات تربك النظام وتحد من خسائر الإخوان.. وتمنع المزيد من الخسائر وتأتي بالكثير من المصالح وتساعد في الضغط للإفراج عن قادتهم وعلي رأسهم دكتور.مرسي وتمنع حظر نشاط الأحزاب الإسلامية.. وحتي لا يظن النظام الجديد أن الجماعة ستستسلم فيطمع فيها.
ما رأيك في دعوة وزير الداخلية لمنظمات المجتمع المدني لمتابعة فض الاعتصام؟
افضل شئ اذا تم فض الاعتصام أن يكون في ظل وجود منظمات حقوقية تحت سمع وبصر العالم كله حتي يكون الجميع علي بينة من الامر وحتي يقف كل انسان علي مسئولياته ولذا اؤيد تلك الدعوة من وزير الداخلية علي ان يكون هذا الحكم بالفض برؤية مدروسة ويكون الفض اختياريا بعد التفاوض والتفاهم الناجح.
ألا تري أن الشحنات العاطفية الزائدة في اعتصامات رابعة والنهضة قد تضر في المستقبل ؟
الشباب في رابعة العدوية والنهضة يتم شحنهم بجرعات مكثفة للدفاع عن مشروع الإخوان وحلفائهم.. ويفهم معظم الشباب هناك أن فض الاعتصام سيؤدي إلي تكرار تجربة عبد الناصر مع عبد القادر عودة حينما فض مظاهرة سنة..1954 أنا أدرك أن هذا قياس خاطئ والخمسينات في القرن العشرين غير القرن ال21.. ولكن هذا الأمر مترسخ في عقول الشباب هناك.
وأري أن الشحن الزائد للشباب هناك سيضر الإخوان فيما بعد حينما توافق في المفاوضات علي فض الاعتصام دون رجوع د. مرسي للحكم.. وهذا قد يؤدي إلي نوبات كارثية من الإحباط أو اليأس أو نشأة أفكار التكفير أو العنف.. أو الكفر بالمسارات السلمية.
ولذلك ينبغي علي قادة المنصة أن يهيئوا الشباب دوما للحلول الوسط حتي لا يفاجأوا بمثل هذه الحلول المنطقية ويفقدوا الثقة في قادتهم.
وهل تراها مظاهرات سلميه ؟
هي بدأت اعتصامات سلمية ولكني اعتقد أن مذبحة الحرس الجمهوري جعلت بعض الإسلاميين يفكرون في جلب أسلحة للاعتصامات للدفاع عنها.. وأكبر كارثة أراها أن يكون هناك مسلحون هنا وهناك وبينهم نساء وأطفال ومعتصمون آخرون ليسوا معهم شيء ولا يعرفون عن نية الفريقين شيئا.. ولذلك ينبغي علي الجميع حقن الدماء بأي وسيلة
وما رأيك في حالات التعذيب والقتل وترويع الآمنين وقطع الطرق والموجودين في رابعة والنهضة ؟
أنا سمعت عن هذا.. ولكني لم أتحقق منه بنفسي.. ولكني أعلم بخبرتي أن الجموع الشبابية تكون غاضبة جدا وثائرة ويغلب عليها الشك في أي إنسان غريب قد تظن أنه يتجسس عليهم.. فيكون رد فعلهم غير منضبط وغير مسئول.. وهذا رأيناه كثيرا ونحن في شبابنا.. إذ أن الشباب عادة.. وخاصة المقهور يأخذ بالظن والشبهة ويعتقد إنه يحق له ما يحق للدولة في مثل هذه الحالات.. والحل عموما هو الوصول إلي تسوية سياسية سلمية ترضي الأطراف جميعا وتوقف كل الأخطاء من كل الأطراف.
وأنا عموما ضد استلاب ومحاصرة أي جماعة لوظائف الدولة حتي لو ظلمت هذه الجماعة لأن ذلك سيضرها.
صرحت من قبل أن فض الاعتصام برابعة العدوية يجب أن يكون بالحوار فعلي أي أسس يتم ذلك من وجهة نظرك ؟
محاولة فض واقتحام رابعة العدوية بالقوة كما تردد في كل وكالات الأنباء في فترة سابقة سيكون أكبر الأخطاء التي سيقع فيها الحكم الجديد لأنها يمكن أن تؤدي إلي مذبحة كبيرة لأبناء مصر الشرفاء من الإسلاميين ومن العوام والمارة ومن الشرطة أيضا.. والسبب الأساسي في رفضي لفض هذه الاعتصامات بالقوة أنها ستتسبب في إراقة الدماء المعصومة.. وقتل الأنفس المعصومة هي من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله.. ومن أعظم الجرائم.. وإذا كان من ضرورة لفض هذا الاعتصام فليكن بالتفاهم والحوار والتفاوض حتي وإن طال أمده لشهر أو أكثر.. فضياع بعض المصالح الاقتصادية أو حدوث تناحر سياسي أهون بكثير من إراقة الدماء المعصومة بغير حق. وعلي كل مسئول عن هذا الأمر من قبل الدولة أو قادة المتظاهرين والمعتصمين أن يتذكروا قول النبي( صلي الله عليه وسلم) لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما.. وعلي الجميع أن يحذر أن يكون ممن عناهم الله بقوله من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا
وعلينا أن نكون من أهل إحياء الأنفس وهي التي تقوم عليها فلسفة الإسلام والأديان كلها والتي تنطلق من قوله تعالي ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. وليحذر كل امرؤ لنفسه فإنه سيسأل وحده أمام الله سبحانه وتعالي يوم القيامة
هل هناك ثمة امل للوصول لحل للأزمة وسط تعنت الاخوان وتشبثهم بمطالبهم؟
حقيقة الامر ان مايحدث في مصر حاليا ان كل طرف يضغط علي الاخر, فالنظام يسجن قادة الاخوان ومحاصرتهم اعلاميا وقضائيا, والاخوان يضغطون علي الدولة بالاعتصامات والتظاهرات والمسيرات واغلاق الطرق وغيرها من اساليب, فما يحدث هو صراع ايرادات بين الفريقين وكل فريق لديه صبر اطول سيهزم الآخر ولكن اري ان معارك تكسير العظام بين الدولة الاسلاميين الاانها ستضر الاسلاميين اكثر وستخصم من رصيدهم وقد تجعلهم يفقدوا المجتمع بعد ان فقدوا السلطة وفقدان المجتمع اخطر من فقدان السلطة لان السلطة تأتي وتذهب ولكن المجتمع هو الحاضنة الاساسية للحركة الاسلامية والرصيد الاستراتيجي لها واذا فقدته فقدت كل شئ وعلي الحركة الاسلامية مراعاة الرأي المخالف لها سواء كانوا ليبراليين أو يساريين أو مسيحيين اقتداء برسول اللة. و عليهم ان يستنكروا ما يحدث من هجمات علي الجيش والشرطة بسيناء وعلي قوات الجيش والشرطة في ان تضبط نفسها حتي لا تراق الدماء.
هل مازال الإخوان لديهم أمل في عودة الدكتور محمد مرسي ؟
معظم القيادات التي تفقه السياسة فقدت الأمل في ذلك ولكنها لا تصرح بذلك أمام جنودها.. حتي لا تنهار معنوياتهم من جهة.. وحتي يمكن تحسين شروط التفاوض مع النظام الجديد بهذه الحشود والاعتصامات والمظاهرات والحصارات.. حتي تحصل علي أكبر قدر ممكن من المكاسب ولا تخسر كثيرا.
ما رؤيتك للمشروع الإسلامي الآن ؟.. وهل يزول بزوال كراسي السلطة من الإسلاميين؟
المشروع الحضاري الإسلامي أكبر من كراسي السلطة.. وأكبر من أي دولة.. إنه مشروع هداية ورشاد وإصلاح وبذل للخير.. وليس مشروع سلطة فقط أو تصديرا للثورة إلي البلاد الأخري.. أو أن يحتل الإسلاميون بأنفسهم مقاعد السلطة.. هو أكبر من ذلك كله.. وله ثلاثة أذرع.. ذراع دعوي وتربوي وإصلاحي وهو الأهم.. وذراع اجتماعي يهتم بالفقير والمسكين والأرملة.. وذراع سياسي للحكم بشرع الله ومنهاجه وتطبيقه بين الناس جميعا بلا استثناء.. وإذا فشل الجزء السياسي فليس ذلك نهاية الكون.. فالسياسة فيها مئات الجولات والجولات.
والمشروع الحضاري الإسلامي يسع المسلم والمسيحي واليهودي واليساري والاشتراكي والليبرالي.. لأنه يصدر القيم الحضارية الرائدة.. وهذا المشروع لم يسقط لا بموت النبي( صلي الله عليه وسلم) أو الخلفاء الراشدين.. ولم يزل بزوال دولة الخلافة أو الأموية أو العباسية أو الأيوبية.. ولا بموت أعظم قادة الإسلام.. إنه أكبر من الأشخاص والجماعات والدول.
وما تعلقك علي زيارات مسئولين أمريكيين وقطريين لعقد صفقة لحل الأزمة؟
يؤسفني أن ثورة25 يناير جعلت مصر سداحا مداحا لكل القوي الإقليمية والدولية تعبث وتسرح وتمرح فيها كما تشاء.. والمال السياسي الوارد منها يدخل كل الأحزاب السياسية بلا ضابط ولا رابط. ويؤسفني أن هذه الدول هي التي تصلح بين الفرقاء السياسيين المصريين.. بل وتضع لهم الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء التي يسيرون عليها ويتحركون من خلالها.. وقد تنبأ بذلك البعض بعد ثورة25 يناير أن مصر ستكون ملعبا وكلأ مباحا لكل القوي الإقليمية والدولية وكل من ينظر لحال سيناء يدرك ذلك.
وهل توافق علي الإفراج عن شخصيات ارتكبت جرائم أو حرضت علي ارتكابها ؟
يؤسفني أن القانون في مصر مطاط جدا بدرجة لا يتخيلها أي إنسان وأنا اعتقلت سنوات طويلة وأعلم ذلك.... ولذا أري الإفراج عن السياسيين من كل الاتجاهات.. ونبدأ صفحة جديدة مع الجميع.. العفو أفضل من الانتقام.. وهو أفضل شيء نقدمه لشعبنا ونورثه لأبنائنا.
هل انت متفائل؟
بطبعي دائما متفائل, ولكني ادعو الجميع ان يحكموا العقل ويصلوا الي نقطة تعادل بدلا من عقلية الالتراس التي يلعب بها الساسة المصريون دائما بحيث يريدون النصر الكامل لفريقه والهزيمة الكاملة للمنافس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.