وسط سيل اللقاءات التي يزورنا فيها( بالإكراه) رهط من المسئولين والدبلوماسيين الأمريكيين والقطريين والأوروبيين, أتوقف أمام ذلك الفوج الأمريكي ممن أسميهم:( المظلليين الدبلوماسيين) إشارة إلي هبوطهم علينا فجأة. ومحاولتهم( بالتعبير العسكري) ركوب المشهد المصري السياسي, فقد قام بالإبرار علي بلدنا كل من وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدني, والسيناتور جون ماكين, والسيناتور ليندسي جراهام عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين... وبالطبع لفتتني التمديدات المتوالية لمدة زيارة بيرنز( بالإكراه كذلك), فالمؤكد أن تقارير السفارة الأمريكية تقول إن المصريين يرفضون تلك الزيارة, ويعتبرونها حلقة من سلسلة حقيرة جدا للتدخل في شئونهم الداخلية, والالتفاف حول ثورتهم في03 يونيو. ومع ذلك استمر بيرنز, كضيف ثقيل في زيارة بالإكراه تخللتها تصريحات عجيبة عن أن أحدا لا يتدخل في إرادة الشعب المصري.. يا سلام... إن لم تك تلك الوقاحة التي يمارس بها بيرنز مفاوضاته خلال زيارته هي عين أم التدخل. فماذا تكون إذن؟!.... ومن جهة أخري تحرص إدارة أوباما علي القول إن ماكين وجراهام ليسا موفدين من أوباما, ولكنهما يعبران عن نفسيهما والكونجرس.. وهذا كلام لا يصدر إلا عن محتالين لأن الدنيا كلها تدرك أن زيارات بهذا المستوي لا تتم دون تفاهمات مع الإدارة, ثم إن ماكين وجراهام صرحا في مؤتمرهما الصحفي أول من أمس بأنهما يحاولان مساعدة مصر ضد اتجاهات بقطع المعونة والعلاقات يقودها البعض في الكونجرس, وهذا فيما يبدو امتداد آخر لمنهج النصب الأمريكي, لأن من كانا يقودان فكرة قطع المعونة هما: دايان فينيشتاين رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب, ومايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ, وقد لقيا هزيمة ساحقة بعد تصويت أخير في الكونجرس بهذا الصدد, وعلي أي حال لو كانت هناك تقديرات دقيقة تقدمها السفيرة باترسون لعرف المظليون الذين هبطوا علينا أن المصريين لم يعودوا راغبين في المعونة, بل ويتمنون الخلاص من عبئها الذي يسمح لأي كاوبوي بالإبرار عليهم. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع