الله سبحانه وتعالي وعد من يصل رحمه بالخير الكثير في الدنيا والآخرة, كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم: من سره أن يبسط له في رزقه, وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه, ويقول أيضا: أبغض الأعمال إلي الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم. قطيعة الرحم: الرحم يطلق علي الاقارب, وهم من بينه وبين الآخر نسب, سواء كان يرثه أم لا, وسواء كان ذا محرم أم لا, وقيل هم المحارم فقط, والأول هو الراجح لأن الثاني يستلزم خروج أولاد الاعمام وأولاد الاخوال من ذوي الارحام وليس كذلك, والرسول يقول: ان الله خلق الخلق حتي اذا فرغ منهم قامت الرحم فأخذت بحق الرحمن, فقال امه, فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم, أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلي, قال: فذاك لك, ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام اقرأوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. لقد خلق الله الرحم وأخرج له اسما من اسمائه فهو الرحمن وهي الرحم, وأمر تعالي بوصل الرحم ونهي عن قطعها, لأن قطيعة الرحم هي من أبغض الأعمال إليه بعد الاشراك به, كما وعد الله تعالي من يصل الرحم بالخير الكثير في الدنيا والآخرة, والله سبحانه وتعالي توعد قاطع الرحم بألا يدخله الجنة جزاء وفاقا علي قطعه ما أمر الله به أن يوصل, والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم, وقال النووي: هذا الحديث يتأول تأويلين أحدهما: حمله علي من يستحل القطيعة بلا سبب ولا شبهة مع علمه بتحريمها فهذا كافر يخلد في النار ولا يدخل الجنة أبدا, والثاني: معناه ولا يدخلها في أول الامر مع السابقين بل يعاقب بتأخره القدر الذي يريده الله تعالي, بل إنه ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالي لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم.