في أجواء احتفالية كرنفالية استمرت حتي الساعات الأولي من فجر أمس الأحد, احتفل عشرات الآلاف في ميدان التحرير بالعام الجديد والانتصار لثورة25 يناير عبر التمسك بتحقيق كل أهدافها دفعة واحدة في الأيام المقبلة, والاسراع بإنهاء جميع الملفات العالقة, رافعين شعارات موحدة في صلوات ودعوات من أجل مصر سعيدة حرة في.2012 وبرغم حرص عدد من الشخصيات العامة والسياسية الذين احتضنوا هذه الاحتفالية, وفي مقدمتهم الإعلامية جميلة إسماعيل صاحبة الدعوة للاحتفالية, علي ضرورة تنحية السياسة جانبا عن أجواء هذه الاحتفالات, وفق ما أشارت إليه في بداية الحفل إلا أنها لم تتمكن من كبح دموعها وغلبت عليها والحضور وترديد شعارات سياسية بحتة, تطالب بضرورة الاسراع من قبل المجلس العسكري بتسليم السلطة وانتهاء الخوف من الآن لدي المصريين. وكانت حجة البعض أن عودة سلسلة الاحداث الأخيرة كانت نتاج بعض السياسات والأخطاء للمجلس العسكري في إدارة شئون البلاد, بداية من أحداث ماسبيرو ومرورا بأحداث محمد محمود, وأخيرا أحداث مجلس الوزراء. ولكن سرعان ما عاد الجميع لاضافة أجواء الطابع الفني والثقافي علي ساحة ميدان التحرير, بعد تزايد الأعداد بكثافة حيث صعد كوكبة من الفنانين والمطربين منصة الاحتفال وفي مقدمتهم الفنانة عزة بلبع والفنان علي الحجار, الذي وجه التحية والعرفان لكل شهداء ثورة يناير الذين ضحوا بأرواحهم فداء للحرية والكرامة, وأشعل حماس الجمهور بأغنية ضحكة المساجين التي غناها في بداية الحفل, وختم بها بناء علي رغبة الجمهور. وشارك في الحفل أيضا المطرب رامي عصام الذي عرف بمطرب الثورة, وفرقة التوني للإنشاد الديني, فيما انضم للاحتفالية عدد من القساوسة من بينهم راعي كنيسة قصر الدوبارة القريبة من الميدان, وامتزج الانشاد الديني بالترانيم المسيحية, لتتجلي وحدة المصريين في أبهي صورها, وكانوا قد وصلوا للميدان في مسيرة بالشموع من ميدان طلعت حرب, وفي نهاية الاحتفال عادت السياسة من جديد مرة أخري, حيث تم عرض فيلم مصور عن أحداث ثورة يناير من بدايتها في25 يناير وحتي أحداث مجلس الوزراء, لتعيد الي الأذهان مشاهد المواجهات الدامية التي سقط ضحيتها نحو ألف شهيد. وتأتي قصيدة القصاص للشاعر عبدالرحمن يوسف لتلهب مشاعر الحضور, والتي ينتقد فيها المجلس العسكري, وضياع حق الشهداء. وقبيل الساعة الثانية عشرة, وعلي المنصة التي زينتها لافتة كتب عليها بنصلي من أجل مصر, انطلقت دعوات القساوسة بأن يعم السلام في مصر, ويزداد رزقها, ويشفي مصابوها, ويرحم شهداؤها, وتمتلئ قلوب أبنائها بالمحبة.