في القرآن الكريم اشارات علمية واضحة عن باطن الارض والصدع العظيم المحيط بها وبحارها المسجورة وظلمة البحر اللجي لم يكتشفها العالم ويتثبت منها الا في منتصف القرن العشرين. يقول الدكتور حسني حمدان استاذ الجيولوجيا بعلوم المنصورة إن حقيقة كون البحر مسجورا التي اكتشفت عام1962 م فقط تعد من روائع الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. ومصطلح البحر اللجي مصطلح علمي دقيق يستخدم اليوم, وهو قبل ذلك كلمة قرآنية أصيلة. قال الله تعالي( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب* أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور))( النور:39-40). وتتكون قيعان البحار والمحيطات من القشرة المحيطية المكونة من صخور البازلت ذي الكثافة العالية عكس القارات تتكون من القشرة القارية المكونة من صخور الجرانيت ذي الكثافة المنخفضة نسبيا وبالتالي فإن القارات تطفو بارزة بينما تهبط قيعان المحيطات. ومع استمرار النشاط البركاني تكونت كميات كبيرة من بخار الماء ومع برودة الارض تساقط الامطار مكونة المحيطات والبحار أي أن مصدر الماء في الارض قد أتي من باطنها. و هو ما ذكره القرآن الكريم بقوله تعالي:(( والأرض بعد ذلك دحاها* أخرج منها ماءها ومرعاها))( النازعات:30-31) وترجع قصة اكتشاف حيد أو حافة وسط المحيط لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, حيث تمكن دارسو المحيطات من رسم سلسلة جبال تمتد باتجاه شمال جنوب بطول المحيط الاطلسي وتتحرك ألواح الغلاف الصخري متباعدة علي حافتي المحيط وتوجد تلك السلسلة من الجبال في جميع أحواض المحيطات. ويمثل حيد وسط المحيط أطول سلسلة جبلية في الارض. إلا أنها لا تري علي سطحها لأنها تمتد تحت البحر, وتحيط بالكرة الأرضي و الامام القرطبي يقول في تفسيره قوله جبل يحيط بالأرض إحاطة كاملة والسماء عليه مقبية, ونشأ من زمردة خضراء.. وتردد كتب الجيولوجيا الحديثة في وصفها لحيد وسط المحيط نفس الكلمات, فتصف حيد وسط المحيط بأنه حيد عالمي يحيط بالأرض. أما الزمردة الخضراء فربما كانت الحمم التي يتكون منها البازلت الذي يكون مادة قيعان المحيطات, والذي يتكون من معادن الأوليفين والبيروكسين الخضراء اللون. ويتجلي إعجاز القرآن الكريم في هذا المجال في قوله تعالي:( والأرض ذات الصدع)( وردت مادة سجر في القرآن الكريم مرتين حيث يقسم الله تعالي( والبحر المسجور) وفي الثانية يصف حال البحر يوم القيامة( وإذا البحار سجرت)وقوله:( وإذا البحار فجرت)( الإنفطار:3). فوسط البحر يسجر دائما منذ مولده وحتي يأذن الله بتفجيره يوم القيامة بالصهير الصاعد من جوف الارض خلال الوادي الخسف. وكلما اتسع وادي الخسف تبعا لزيادة معدل حركة الألواح المتباعدة زاد اتساع قاع البحر. وفي وقت محدد ستفجر البحار من مراكز انتشارها. وحينئذ ستخرج الأرض أثقالها. ويمتليء البحر بالحمم وتري أشراط الساعة رأي العين.