تكاد الصلاة تكون أولي وأهم علامات الإيمان بالله عز وجل, شاهد ذلك أن الله تعالي حين خاطب موسي عليه السلام لأول مرة قال له وأنا اخترتك فاستمتع لما يوحي, إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري(طه13 14) وأيضا حين تحدثت الملائكة إلي مريم عليها السلام وإذا قالت الملائكة يا مريم إن الله إصطفاك وطهرك وإصطفاك علي نساء العالمين, يا مريم إقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين( آل عمران42 43).. والصلاة هي ركوع وسجود في مجملها..والقنوت هو التعبد لله تبارك وتعالي..فالعبادة كما تري مرتبطة بالصلاة ارتباطا وثيقا.. وفي أوائل سورة البقرة ألم, ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون( البقرة1 3) ونري أن الصلاة تأتي مباشرة بعد الإيمان بالغيب..يليها الإنفاق في سبيل الله..يدل ذلك علي أن الله يولي الإنفاق في سبيله زكاة وصدقة أهمية كبري.. والله يعلمنا أن نستعين بالصبر والصلاة في أمورنا الحياتية وإستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا علي الخاشعين. الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون( البقرة45 46) أي أن الخاشعين لا يستثقلون الصلاة بل يؤدونها راغبين فيها مقبلين عليها..فالصلاة قاسم مشترك مع الإنفاق والصبر.. وبرغم أهمية الصلاة وأنها لا بديل لها, فإن الله يعلمنا أن ذكرة أكثر أهمية وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون( العنكبوت45) وينبهنا ربنا عز شأنه إلي الحسنيين: ذكره والصلاة في جوف الليل واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا. ومن الليل فإسجد له وسبحه ليلا طويلا( الإنسان25 26).. ويحب منا ربنا أن نذكره دوما, وأوصي بذلك رسوله وخاتم أنبيائه محمدا صلي الله عليه وسلم وإذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والأصال ولا تكن من الغافلين( الأعراف205). والفرق بين الصلاة وبين الذكر, أن الصلاة ينبغي لها الوضوء, كما أنها شعيرة لها خصوصية الركوع والسجود, والالتزام بقراءات بعينة خلالها, في حين أن ذكر الله يحصل ونحن قيام, ونحن جلوس, ونحن مستلقون في الفراش, كما أننا نذكر الله في أنفسنا ومع الناس بلا أي قيود, وكله في حب الله وتحميده وتمجيده.. كما ندعوه سرا وندعوه علانية, وندعوه حال الخوف وحال الاطمئنان, أي أنه عبادة مفتوحة تقربنا إلي الله في جميع أحوالنا, وتجعلنا علي اتصال دائم به سبحانه يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا, وسبحوه بكرة وأصيلا. وهو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلي النور وكان بالمؤمنين رحيما, تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما( الأحزاب41 44).. كل ذلك تحتويه الآية الكريمة الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين علي ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون( الحج35).. جعلنا الله وإياكم ممن يفعلون, وممن يذكره كثيرا والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما( الأحزاب35)..