يخاف كثير من الناس من الرياء الذي يحبط العمل, وللشيطان دور كبير في هذا الإحساس ليصد الناس عن فعل الخيرات فمتي يكون الإنسان من أهل الرياء الذين أحبط الرياء عملهم فلا ثواب لهم؟ حول هذه القضية يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف: الرياء أن تعمل العمل لوجه الناس لا لوجه الله عز وجل وهذا هو الرياء المحبط للعمل قال الله تعالي: فويل للمصلين, الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون ينظر المرائي إلي الناس فإن وجدهم يرونه عملا حتي يقولوا فلان عمل وقد ورد في الحديث أن هؤلاء يؤتي بهم يوم القيامة ويقال للملائكة خذوهم إلي النار يقال ذلك لمن قتل في ميدان الجهاد وظنه الناس شهيدا حتي إنه يقول لقد مت في سبيلك! فيقول الله له كذبت لقد كنت تقاتل ليقال شجاع وقد قيل ثم يقول للملائكة خذوه الي النار, ويقال ذلك في الذي أنفق ماله في اطعام الفقراء والمحتاجين يقال له: لقد أنفقت ليقال كريم وقد قيل ويقال ذلك في الذي كان يقرأ القرآن وقد جوده وجمل به صوته يقال له: لقد كنت تقرأ ليقال قارئ وقد قيل وهذا تفسير لمعني أن الله أغني الأغنياء عن الشريك أي من التمس أجره عند غير الله فليأخذ منه أجره. أما من كان الله تعالي وجهه ومقصده سواء اطلع الناس عليه أو لم يطلعوا فهو الذي يسلك السلوك الصحيح مع الله عز وجل والناس, ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي فمن كانت هجرته الي الله ورسوله فهجرته الي الله ورسوله ومن كانت هجرته الي دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته إلي ما هاجر إليه), وقد قال الله تعالي في آية البقرة: إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم وقدم صدقة العلانية مع ما فيها من شبهة الرياء علي صدقة السر التي هي مظلة الإخلاص قال العلماء إذا كان يقصد بصدقة العلانية أن يكون أسوة لغيره, وذلك كما قلت مرده الي النية والنية محلها القلب, والقلب مرده الي الله عز وجل لأنه لا يعلم مافي القلب إلا الله وحده, ومن ثم كان علينا أن نخلص النية لله سبحانه وتعالي والا ننشغل بالرياء اطلع علينا الناس او لم يطلعوا وقد روي ابن عبد البر ان رجلا قال للنبي- صلي الله عليه وسلم- إني لأعمل العمل بالليل فإذا اطلع عليه الناس بالنهار سرني ذلك أو يحبط ذلك عملي ؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: لك اجر السر وأجر العلانية فلا ينبغي أن نستجيب الي وساوس الشيطان الذي يريد ان يصدنا عن سبيل الله بأن يلقي فينا احساسا بأنا مراءون.