اذا أردت أن تري ظل السحاب وهو ينعكس علي الأرض عند شروق الشمس اذهب الي كورونجورو التي تعني منخفض باللغة السواحيلية والذي اكتشف فيه بقايا حفريات للانسان القديم, ولقد رأيت ذلك المنخفض الذي يطلق عليه سويسرا القارة السمراء, في رحلتي مع وفد اعلامي وصحفي مصري زار تنزانيا مؤخرا. وهذا المنخفض تكون بفعل الحركات الارضية في شرق افريقيا التي أحدثت انحدارا عميقا عبر آلاف السنين, وعلي قمته يقع واحد من الفنادق التاريخية المشيدة علي الطراز الانجليزي التي يتجمع فيها الزوار عند شروق الشمس لرؤية ظل السحاب الذي ينعكس علي الأرض. ومن خلال التليسكوب الموجود في شرفة الفندق تري أسرابا من مختلف الحيوانات في قاع المنخفض, أما إذا أردت أن تري تلك الحيوانات عن قرب فعليك أن تأخذ سيارتك وتسير في طريق جبلي متجها الي اسفل للوصول للمنخفض وهنا تبدأ رحلة السفاري وسط الحيوانات من مختلف الأنواع التي تتجمع وقت هطول الامطار حيث تنتنشر الاعشاب, وتهاجر في موسم الجفاف في جماعات من كورونجورو الي سيرينجيتي لتعبرالحدود الي كينيا ثم تعود مجددا, وخلال هذه الرحلة تستمتع بمنظر الجبال المكسوة بالخضرة بفعل الامطار. ويشتهر هذا المنخفض بنبات الكتاني الخوص بالسواحيلية الذي يصنع منه الاشغال اليدويةالتي تشتهر بها تنزانيا, فضلا عن انه يستخدم في انتاج الوقود الحيوي في منطقة تنجا. وفي تنزانيا المئات من الغابات منها غابة جوزاني التي زرتها وهي محمية طبيعية تزخربحيوانات فريدة من مختلف انحاء العالم وبها حوالي800 نوع من مختلف النباتات والأشجار النادرة, ومنها أشجار المانجروف المنتشرة بكثرة في تنزانيا والتي تتغذي عليها الأسماك فهناك أكثر من75 نوعا من أشجار المانجروف منها أنواع تستخدم لعلاج الأم المعدة كما أنها مصدرا لتكالب الدول الغربية عليها لاستخدامها في الوقود الحيوي, كما لفت نظري نوعية القرود فهي من نوعية فريدة بأصابعها الاربع وشعرها الاحمر وتستطيع أن تعيش لمدة8 أشهر بدون مياه وتكتفي بمياه جوز الهند والأعشاب. ومن الغريب أن أرض الغابة مغطاة باحجار المرجان, حيث كنا نتعثر بين الحين والآخر في أحجار المرجان المنتشرة في كل مكان, أذ فوجئنا بأنها تستخدم في البناء ورأيناها محمولة علي عربات النقل مثل الطوب الأحمر بكميات كبيرة وهائلة, ورأينا بيوتا مبنية بها, وقصة وجود المرجان في الغابة كما رواها مرشدنا السياحي التنزاني ترجع إلي أن الأرض التي نشأت عليها تلك الغابة كانت تحت مياه المحيط الهندي وبفعل التغييرات المناخية تراجعت مياه المحيط وتكونت الغابة, والعديد من الباحثين المهتمين بعلم الجيولوجيا والحفريات والسياحة البيئية بصفة عامة وأغلبهم من أيطاليا وأمريكا وأيرلندا يأتون الي هنا ويعيشون لأسابيع في هذه الغابة.