وجدت الجن قبل خلق سيدنا آدم بحوالي ألفي سنة, فلم يحفظوا أمانة الأرض فسفكوا الدماء. فبعث الله اليهم جنودا من الملائكة فطردوهم من الأرض إلي جزائر البحور, وعندما أخبر الله الملائكة بخبر خلق آدم, وقال لهم أني جاعل في الأرض خليفة علي سبيل التنويه بخلق آدم وذريته, فقالت الملائكة سائلين علي وجه الاستكشاف والاستعلام عن الحكمة من خلق الله لسيدنا آدم لا عن وجه الاعتراض والانتقاص من قيمة المخلوق الجديد والحسد عليه, كما قد يتوهمه بعض المفسرين أو المستشرقين أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. وقد علموا أن ذلك كان موجودا رأه من كان قبل آدم من الجن وفهموا أن الأرض لن يخلق منها وفيها إلا من يكون بمثابة الجن. وتساءل الملائكة في قولهم لله عز وجل نحن نسبح بحمدك ونقدس لك أي نعبدك دائما لا يعصيك منا أحد ورد مولانا علي الملائكة قائلا أني أعلم ما لا تعلمون أي أني أعلم من المصلحة من وراء خلق آدم ما لا تعلمون, كما سيوحد من ذريته بعد ذلك الأنبياء والمرسلون والصديقون والشهداء والصالحون. وعلم سبحانه وتعالي آدم الأسماء كلها, التي يتعارف عليها الناس, وهي أسماء الملائكة والإنسان والدواب والأرض والسهول والبحار والجبال والوحوش والطيور ثم عرض الله هذه الأسماء علي الملائكة, وقال لهم أنبؤني بأسماء هؤلاء أن كنتم صادقين وردوا سبحانك لا علم لنا. فطلب من آدم ذكر الأسماء, فلما فعل ذلك أمر الملائكة بالسجود لآدم لأن الله شرفه بخلقه له بيده, ونفخه فيه من روحه فقعوا ألا الشيطان أبليس, وخرج عن طاعة الله عمدا وعنادا واستكبارا عن امتثال أمر الله طرده الله من رحمته واخرجه من المنزلة والمكانه التي كان عليها في السماء وأهبطه إلي الأرض واسكن الله آدم وزوجته حواء الجنة, وطلب منهما عدم الأكل من شجرة في الجنة يقال لها الكرم, فوسوس لها ابليس بأنها شجرة الخلد كذب وعاتبهما ربهما ألم ينهاهما عن ذلك وأقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين, قالا ربنا ظلمنا أنفسنا, وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.