يخاف كثير من الناس من الحسد وقد يعتقد هؤلاء أن الحسد سبب رسوب أبنائهم أو سبب كساد تجاراتهم أو سبب فوات الزواج علي بناتهم,فهل هذا صحيح ؟ يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ في جامعة الأزهر الشريف, الحسد ثابت بلاشك وهو من أمراض القلوب, قلوب الذين يكرهون الخير للناس فيتمنون زوال ما عندهم من نعمة وخير, وهو نوعان كما قال العلماء الأول تمني زوال تلك النعمة من عند المحسود وانتقالها إلي الحاسد نفسه, والثاني زوال تلك النعمة وانتقالها إلي شخص آخر, وهذا النوع أشد من الأول, إذ لا يعني الحاسد أن تنتقل النعمة إليه إنما ما يعنيه هو أن يجرد محسوده من كل نعمة المهم أن يراه عاريا من تلك النعم حتي لو انتقلت تلك النعمة إلي عدو له والعياذ بالله عز وجل,والمهم أن يعلم الناس أن الحسد لا يضر المحسود أبدا وانما يضر الحاسد لأنه يتألم كلما رأي النعمة باقية عند محسوده, يقول الشاعر: اصبر علي كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. ويضيف الدكتور مبروك عطية أن الدليل علي أن الحسد لا يضر المحسود قول الله تعالي: ام يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما أي برغم الحسد آتي الله عز وجل آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتاهم ملكا عظيما, فلا يكسل إنسان ويتخلف ثم ينسب تخلفه إلي الحظ تارة وإلي القدر تارة أخري وإلي الحسد تارة ثالثة وإنما عليه أن يجتهد وأن يبذل قصاري ما لديه من جهد ويتوكل علي الله ولا يغيظ الحاسد باستعراض النعم, صحيح أمرنا ربنا أن نحدث بالنعمة حيث قال: وأما بنعمة ربك فحدث لكن من الناس من يستعرض ما عنده ليغيظ الناس وليس هذا من الإسلام الحنيف الذي أمر ذا النعمة بأن يتصدق منها شكرا لله الذي رزقه, وقد نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم الناس عن التحاسد حيث قال لا تحاسدوا, فمن كان في نعمة فاسأل الله أن يزيده وأن يعطيك فالله لا تفني خزائنه وملكه لا يحيط به عدد ولا حصر ولا علم فلماذا تتمني زوال نعمة أخيك ولا شك أن هذه النعمة تدفع عنك تطفله و شره؟وما الذي تحصده من شقائه إن ذهبت بالفعل نعمته!