شجرة عيد الميلاد المزينة بألعاب زاهية اللون, وإضاءة تحيط بها الهدايا عادة تمثل أكبر سمات الاحتفال بأعياد الميلاد, ولتلك الشجرة قصص لا تنتهي. تلك الشجرة لا تزرع إلا في محافظتي( الإسكندرية والبحيرة) لتغمر مختلف محافظات الجمهورية من محبي الاحتفال باستقبال العام الجديد بالبشري والترحاب, ولا تنتج تلك الشجرة ولا تطرح في الأسواق إلا في الفترة ما بين العشرين من ديسمبر وحتي بداية يناير لتختفي وتغيب حتي العام الذي يليه. وعلي الرغم من وجود16 نوعا من أشجار الكريسماس منتشرة حول العالم إلا أن أشجار الكريسماس المصرية تتميز بطولها المناسب للبيئة, بالإضافة إلي انخفاض سعرها النسبي وهي نوعان تريا وهو الأكثر انتشارا, بالإضافة إلي سرو ليمون. بنت القنصل لم تتمكن من منافسة توريا هذا العام: وهناك نوع آخر من أشجار عيد الميلاد التي بدأت تنتشر في أسواق الزهور خلال السنوات الأخيرة وتسمي بنت القنصل; حيث تتميز بانخفاض سعرها مقارنة بشجرة عيد الميلاد العادية, بالإضافة إلي ألوانها المختلفة التي تتميز عن شجرة الكريسماس الخضراء فقط. ويقول فؤاد خميس مالك محل زهور أن بنت القنصل لم تتمكن من منافسة أشجار الكريسماس مثل العام الماضي بسبب تراجع المعروض منها بشكل كبير بسبب خلل في الأحوال الجوية الذي لم يساعد علي إنتاجها بالشكل الملائم أو الكميات المناسبة. ويوضح فؤاد أن تلك الشجرة يتراوح سعرها من30 إلي40 جنيها بما يجعلها تتنافس مع شجرة عيد الميلاد التي يصل سعرها إلي150 جنيها, بينما يصعب عملية تقزيمها أو الحفاظ عليها في المشاتل لمدة طويلة وجعلها ملائمة للطلب الشرائي علي أحجام معينة; خاصة وأنها تحتاج إلي معاملة خاصة تختلف عن شجرة الكريسماس. ويضيف أن شجرة بنت القنصل معروفة أكثر لدي طائفة الكاثوليك والمسيحيين الغربيين بسبب انتشارها خارج مصر بشكل أكبر, لافتا إلي أن تلك الشجرة يتم جلب شتلاتها من الخارج ليتم زراعتها في المشاتل تمهيدا لعرضها وبيعها خلال الأسابيع الأخيرة من العام, ولا تظهر مرة أخري إلا في العام الذي يليه. الإقبال علي أشجار الميلاد: وتنتشر عادة اقتناء شجرة الكريسماس بين السكندريين علي وجه التحديد بسبب الترابط الحضاري بينهم وبين العديد من ثقافات شعوب البحر المتوسط علي مدي التاريخ, وانعكاسه علي مظاهر التواصل بين أبناء الكنيستين( الشرقية والغربية), بالإضافة إلي العادات والتقاليد بين الشعوب. ويقول فؤاد خميس إن الأحداث الجارية أثرت بشكل كبير علي مبيعات أشجار الكريسماس وإن من يقبلون علي شراء تلك الأشجار تختلف طلباتهم وفق الاحتياج; فمنهم من يحتاج إلي الشجر القصير الذي يتراوح طوله ما بين متر ونصف إلي مترين ليسهل نقلها إلي الشقق السكنية, بينما تحتاج المحلات والمراكز التجارية إلي أشجار طويلة يصل ارتفاعها إلي ثلاثة وخمسة أمتار ولا تتوقف عادات السكندريين في الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية علي شجرة الكريسماس والمشروبات الساخنة فقط; بل ينفردون عن غيرهم من المواطنين بعادة كسر الأطباق الخزفية والزجاجات في الشوارع خلال الدقائق الأخيرة من العام, بدافع توديع عام سابق واستقبال عام جديد بلا أحزان أو ذكريات غير مرغوب فيها. وفي الكنيسة الشرقية وخاصة عند الأقباط الأرثوذكس لا يوجد ما يربط دينيا بين شخصية بابا نويل وشجرة الكريسماس; فيما أعتبر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أن الاحتفال بشجرة الكريسماس لا يخالف النصوص المقدسة, ولكنه مظهر فولكلوري وليس مظهرا دينيا. وتنتشر القصص المختلفة حول علاقة بابا نويل وشجرة عيد الميلاد وفق الروايات الشعبية التي تتداولها الطوائف المختلفة ويتم تجمع العائلات لروايتها إلي الأطفال الذين يرون فيه الشخص الذي يقدم لهم الهدايا عشية رأس السنة من كل عام إذا أحسنوا التصرف, وروايات أخري تاريخية لها علاقة بمساهمة القديس نيقولاس في القضاء علي بعض العبادات الوثنية خلال حياته, وروايات أخري عن مساندته لبعض الأطفال الفقيرة وإدخاله البهجة عليهم خلال عيد الميلاد وتزيينه شجرة للاحتفال.