شهد يوم أمس تصاعدا ملحوظا في المواقف المتباينة للقوي السياسية, ففي الوقت الذي خرجت فيه مسيرات حاشدة, متجهة إلي ميدان التحرير ومحيطي قصري القبة والاتحادية وأمام وزارة الدفاع للمطالبة برحيل الرئيس, تظاهر مؤيدو الرئيس بميداني رابعة العدوية والنهضة, كما تظاهر الجانبان في ميادين المحافظات. فقد توافد مئات الآلاف علي ميدان التحرير للمشاركة في مليونية الإصرار علي الرحيل, التي دعت إليها حركة تمرد وعدد من القوي السياسية المعارضة للرئيس مرسي, وشدد المتظاهرون علي ضرورة رحيل الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ونظمت حركة تمرد مسيرات في إطار حملة أطلقت عليها يوم الشعب انطلقت إلي قصر القبة من ميدان الخلفاوي بشبرا, وشارع مصر والسودان, وميدان المطرية, ومسجد النور, وشبرا الخيمة, والشرابية, والدرب الأحمر, والوايلي, وميدان الجيش, وباب الشعرية. ورفض معتصمو محيط الاتحادية أي حوار مع نظام وصفوه بأنه فقد شرعيته وأسقطه الشعب يوم الخروج العظيم في30 يونيو, وطالبوا القوات المسلحة باتخاذ إجراءات العزل السياسي لكل رموز جماعة الإخوان, وحل حزب الحرية والعدالة والأحزاب الموالية للنظام. وأعلن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أنه ستتم إزالة الحواجز الخرسانية من محيط الوزارة تدريجيا, بعد أن أزيلت الحواجز النفسية بين المواطن ورجل الشرطة, عقب انحياز الوزارة لإرادة شعب مصر العظيم, الذي خرج في حشود أبهرت العالم أجمع. وعلي جانب آخر, دعا حزب الحرية والعدالة أنصاره إلي التظاهر لمقاومة أي تحرك للجيش, وقال مراد علي المتحدث باسم الحزب إنه سيكون علي غرار الانقلاب الذي أدي إلي الحكم المدعوم من الجيش علي مدي ستة عقود. وقال المتحدث لوكالة رويترز هذه لحظة حرجة للغاية في تاريخ مصر, ونواجه لحظة مماثلة إلي حد بعيد لما حدث في عام1952, حيث أطاح جمال عبدالناصر والضباط الأحرار بالملك فاروق. وقد رفضت الأحزاب والقوي الإسلامية بيان القوات المسلحة, ودعت إلي تنظيم مسيرات جماعية لدعم الرئيس في الميادين العامة, واستمر لليوم الخامس علي التوالي اعتصام المؤيدين للرئيس في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر, وذلك بمشاركة ملحوظة من السيدات. وفي ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة, تجمع الآلاف من أنصار الرئيس والمتعاطفين مع التيار الإسلامي, لإعلان تأييدهم استمرار الرئيس حتي انتهاء ولايته الدستورية, وطالب المتظاهرون باحترام الشرعية, وتطهير الإعلام والقضاء, وأكدوا أنهم يدافعون عن أصوات13 مليون مصري دعموا الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية.