تواصل مشهد المليونية في شوارع الاسكندرية أمس الاول, حيث اكتظ ميدان سيدي جابر بالمتظاهرين المطالبين بالانتخابات الرئاسية المبكرة والرافضين للنظام وسيطرة جماعة الإخوان علي الدولة. وتزيدت اعداد المعتصمين في الميدان امس الاول عن أول أيام الاعتصام ووجدت قوات من الشرطة علي اطراف اماكن التظاهرات لتأمينها في ظل نزول جماعة الإخوان في مسيرات ليلية في منطقة الرمل شارك فيها المئات تحت عنوان الدفاع عن الشرعية والدعوة لتظاهرات حاشدة مساء امس الثلاثاء بمنطقة سيدي بشر وأعلن حزب الدستور عن مشاركة عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تظاهرات امس في ميدان سيدي جابر وتصاعدت مطالب القوي السياسية بالاسكندرية حيث طالب التيار المدني الديمقراطي الذي يضم30 حركة وحزبا سياسي مطالبته بمحاكمة الرئيس محمد مرسي. ففي ميدان القائد ابراهيم واصلت المسيرات التوجه من وإلي الميدان وكورنيش الاسكندرية بمنطقة محطة الرمل احتفالا ببيان الجيش الذي اعتبروه انحيازا لثورة الشعب المصري ضد الإخوان المسلمين. أما ميدان سيدي جابر فامتدت حشود المتظاهرين به الي شوارع ابي قير, وزنانيري, والمشير, وصولا إلي طريق الكورنيش الذي تسببت الاعداد الكبيرة للمتظاهرين به في إغلاقه من الجانبين. وعلي غرار ثورة25 يناير, استمرت العائلات السكندرية من النساء والاطفال وكبار السن في تدفقهم علي الميدان حاملين أعلام مصر والكروت الحمراء. وطوال الساعات الماضية لم تنقطع الهتافات المناهضة للإخوان والتي هزت ارجاء الميدان, ومنها السيسي قالها في البيان فاضل يومين للإخوان, ويسقط يسقط حكم المرشد, وإرحل إرحل مش عايزينك. أثار وجود سيارة ملاكي زرقاء اللون بدون لوحات بالقرب من ميدان سيدي جابر, مساء امس الاول الاثنين, حالة من الخوف بين آلاف المتظاهرين بالميدان, بعد أن ترددت شائعات عن إحتمال وجود مفرقعات بداخلها. وعلي الفور دفعت مديرية أمن الاسكندرية بسيارة مجهزة لكشف المفرقعات إلي ميدان سيدي جابر لفحص السيارة المشتبه بها وقام خبراء المفرقعات بمعاينة السيارة وقاموا بسحبها بعدا عن أماكن تجمعات المتظاهرين بميدان سيدي جابر, بعد التأكد من عدم وجود مفرقعات بداخلها. واعلنت الدعوة السلفية في بيان لها خارطة الطريق التي تراها وذراعها السياسية حزب النور للخروج من الأزمة الراهنة وتضمنت ثلاثة محاور رئيسية هي إعلان موعد انتخابات رئاسية مبكرة, وتشكيل حكومة تكنوقراط محايدة تكون قادرة علي حل المشكلات الحيادية للشعب المصري وتشرف علي الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي ينبغي ان تتم في أسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تبحث اقتراحات تعديل الدستور مع إصرارنا علي عدم المساس بمواد الهوية علي ان يكون التعديل من خلال الآليات المذكورة في الدستور الذي وافق عليه الشعب, والذي تعتبر اي محاولة لتعطيله هدما لما بناه الشعب من إنجازات ينبغي علي كل مؤسسات الدولة. بينما أكد أنس القاضي المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بالاسكندرية أن الجماعة قد اتخذت قرارها بالدفاع عن الشرعية الثورية والدستورية للرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي وإطلاق الدعوة لحشد الجماهير لإعلان الدفاع عن الإرادة الشعبية ومكتسبات الثورة مشددا علي أن الوطن يشهد حالة من الصراع بين الثورة وابناءها وبين الثورة المضادة وفلول النظام البائد وعملا المخلوع مبارك ودولته العميقة, موضحا أن الثورة المصرية تمر الآن بأخطر مراحلها بعد أن احتشد فلول النظام البائد وبلطجية الداخلية وأركان الدولة العميقة في وجه أول سلطة شرعية منتخبة من داخل ميدان التحرير مستغلين النوايا الطيبة لبعض الثوار ورفقاء الميدان, واحتل الفلول ميدان الثورة رافعين صورة المخلوع مطالبين بعودته, واعتلي منصة التحرير لأول مرة رموز الحزب الوطني المنحل بمساندة الشرطة. وقال لن ينسي الشعب المصري المحاولات المستمرة من الفلول للانقضاض علي الثورة واجهاضها بداية بموقعة الجمل التي قدم فيها الشعب المصري وفي قلبه الأخوان المسلمين شهداء للحفاظ علي الميدان ورفقاء الثورة, ثم محاولات الوقيعة بين الثوار وتوجه الفلول لإنشاء قنوات فضائية وصحف لنشر الشائعات وتشويه رموز الثورة وابنائها ومحاولات عرقلة بناء مؤسسات الدولة وتضخيم الازمات قبل كل انتخابات واستحقاق شعبي ودستوري لمنع الوطن من التعافي بعد ثورته. وأضاف: إن الشعب المصري لن يرضخ لإرادة فلول النظام البائد والقوي والمؤسسات التي تريد الانقلاب علي الشرعية الثورية والدستورية المتمثلة في دستور هذا الوطن والسلطة المدنية المنتخبة للرئاسة, وسينتفض الشعب المصري من أجل تأييد الشرعية ورفض الانقضاض عليها والحفاظ علي مكتسبات الثورة ورفض عودة الفلول. وأعلن القاضي عن تنظيم الجماعة ومؤيدي الرئيس لفعاليات جماهيرية حاشدة تجوب ربوع الاسكندرية شرقا وغربا, تأييدا للرئيس وشرعيته ورفضا لأي إنقلاب سواء سياسيا أو عسكريا, موضحا أن الفعاليات انطلقت امس الثلاثاء بالكيلو21 في مسيرة تتجه الي البيطاش وفي الساعة السادسة مساء شرق الاسكندرية أمام مسجد سيدي بشر الشيخ للدفاع عن الإرادة الشعبية ومكتسبات الثورة وأول سلطة مدنية منتخبة. وعلي جانب أخر اصدر التيار المدني بالاسكندرية والذي يضم في عضويته30 حزبا وحركة سياسية بيانا علي لسان رشاد عبد العال المنسق العام يعلن التيار الليبرالي المصري عن ان بيان القوات المسلحة هو بمثابة إعطاء الخيار للرئيس المنتهية شرعيته ان يتنحي عن سدة الرئاسة التي يغتصبها هو وجماعته إما طوعا أو كرها في غضون الثماني والاربعين ساعة المقبلة. ويطالب التيار الليبرالي بإلقاء القبض علي الرئيس محمد مرسي المتهم في قضية تخابر مع دولة أجنبية وكذلك لهروبه من السجن بمساعدة عناصر من حركة حماس. كما يطالب التيار الليبرالي بفتح تحقيقات جديدة في قضايا شهداء الثورة والواجب الوطني من رجال الجيش والداخلية الذين استشهدوا في حقبة الرئيس محمد مرسي, نظرا لتورط ميليشيات جماعة الإخوان والجماعات الجهادية الحليفة للسلطة الإخوانية في ارتكاب هذه الجرائم. ويثمن التيار الليبرالي علي بيان القوات المسلحة الذي إنحاز فيه لإرادة ملايين المصريين التي خرجت ومازالت تعتصم بالميادين رافضة استمرار حكم جماعة الإخوان ومطالبة برحيل محمد مرسي, يؤكد التيار الليبرالي أن الجيش المصري العظيم يحمي الأمن القومي والنظام الجمهوري لكنه لا يحكم فالحكم للشعب. ويحذر التيار الليبرالي جماعة الإخوان من أي محاولات قد تقدم عليها للعبث بالأمن القومي المصري مطالبا الجماعة بالانسحاب من المشهد السياسي بعدما أصبحت يداها ملطخة بدماء المصريين. ومن ناحية أخري قرر مرفق أسعاف اسكندرية إعلان حالة الطواريء القصوي في46 نقطة أسعاف منتشرة في انحاء المحافظة بالإضافة الي نحو25 نقطة أضافية متحركة لتأمين الاحداث الجارية التي تشهدها البلاد. وصرح بذلك د. عمرو نصر مدير مرفق اسعاف الاسكندرية وأضاف ان أحداث مساء ليلة أمس شهدت إصابة15 متظاهرا بتجمعات القائد ابراهيم وسيدي جابر بحالات أعياء وأختناقات من الزحام وتم التعامل معها في المواقع وعلاجها علي الفور وأشار د. عمرو نصر أن سيارات الإسعاف تتابع مسيرتين لتأييد الإخوان متجهتين من مناطق العجمي وسيدي بشر بعد عصر أمس الثلاثاء وذلك لمواجهة أي حوادث لا قدر الله.