ليلة الزفاف التي تنتظرها كل فتاة لبناء أسرة وبيت جديد أملا في مستقبل جديد تحولت هذه الليلة إلي كابوس لن تنساه أسرة أسماء الفتاه التي لم تكمل عامها العشرين عندما فقدتها ليلة زفافها بل ان عريسها الذي كان يقف أمام( الكوافير) ينتظر اللحظات التي سوف تخرج فيها عروسه حتي يتم زفافهما ويتوجها إلي منزلهما الجديد ولكن سرعان ما تبدل الحلم وتحول الي كابوس فبدلا من أن يمسكها بيديه ليستقلا السيارة الي حفل زفافهما الذي قد اعد له العدة حتي تكون ليلة العمر التي تمنياها وحلما بها طوال فترة خطوبتهما خرجت له جثة هامدة ليحملها ويهرول الي المستشفي في محاولة لانقاذها لكن بعد فوات الاوان وتحول فستان زفافها الابيض تدخل به الي قبرها بدلا من عش الزوجية. المأساه بدأت عندما حدد أحمد وأسماء موعدا لزفافهما يوم الاثنين الماضي بعد ثلاث سنوات من خطبتهما كانا يعدان الايام واليالي ليتحقق حلمهما بالزواج ولان ضيق ذات اليد جعل الزفاف يتأخر ويتم تأجيله أكثر من مرة فكانت سعادتهما غامرة عندما تمكن العريس من التغلب علي مشاكله المادية بعد أن أن اوصل الليل بالنهار وبعدها حضر أحمد الي عروسه مسرعا ليخبرها بالموعد فلم تكد تصدق أن أخيرا تحقق الحلم وهمست في أذنه بأنها غير مصدقة وكأنها كانت تعلم أن القدر يخفي لها في جعبته مالم تكن تتخيله بل إنها كانت تحدثهم بأنها تشعر بأن الزواج سوف يتم تأجيله ككل مرة لكنه أخبرها بأن ذلك لن يكون وعندما توجه لها ليلة الزفاف ليذهب بها الي( الكوافير) شأنها كشأن كل عروس تريد أن تظهر في أحسن صورة وتتزين ذكرها بأنه لا داعي لمخاوفها فها هو الحلم أوشك علي التحقق وما أن وصل الي الكوافير ودعها بعد أن أخبرها أنه سوف يحضر اليها بعد ساعتين ولم يعلم أن ذلك هو الوداع الاخير وهي تقول ابقي معي لكنه يخبرها بأنه سوف يرتدي ملابسه ويعود اليها وكانت آخر كلماتها له بأنها لا تصدق أنه سيجمعهما منزل واحد بعد ساعات ليعود اليها بعد الساعات التي أكد له العاملون بالكوافير بأنها سوف تكون جاهزة خلالها وفجأة وبدون سابق انذار ينقطع التيار الكهربائي كالعادة وتشعر العروس بأن الحلم يبعد وكان القدر يضع العراقيل بينها وبينه ولكن سرعان ما هدأها العاملين وأخبروها بأنهم مستعدون لذلك وانهم يمتلكون مولدا للكهرباء لان الكهرباء أصبحت تنقطع بصورة مستمرة وهو ما يعرقلهم عن أداء عملهم وهنا بدأت العروس تبتسم ولكن الابتسامة لم تدم طويلا فما ان تم تشغيل هذا المولد لم تمض بعدها سوي عشر دقائق معدودة بدأ العاملون داخل الكوافير يهنئونها بأنهم سوف يخرجون لاحضار العريس وهنا يحدث ماس كهربائي وينفجر المحول ويحترق المحل ولوجود مواد قابلة للاشتعال امتدت النيران بسرعة لتحرق العروس وشقيقاتها وسبعة من جيرانها بل إن النيران امتدت الي العمارة الموجود بها المحل حتي سيارة زفافها فقد احترحقت وكأن الحلم يأبي أن يتحقق وقد انتهت حياة العروس قبل أن تبدأ والعريس يقف وأقاربه غير مصدقين ما يحدث وحاولوا الاتصال بقوات الدفاع المدني الا أن المحل كان قد إحترق ليصاب العريس بحالة هيستيرية ويهرول يمينا ويسارا محاولا انقاذ حلمه الذي كافح من أجله3 سنوات متواصلة وهو يشاهد النيران تأكله في لحظات ليحمل عروسه علي كفيه ويهرول يسابق الريح الي المستشفي وهو يصرخ فيها أن تجيبه أو ترد عليه حتي وصل الي المستشفي ليخبره الاطباء بأن الحلم انتهي ليصاب بأزمة نفسية لا يصدق ما حدث في الوقت الذي تحولت فيه الانوار والاحتفالات التي أعدتها أسرة العروسين الي سرادق لتلقي العزاء وتبدلت الزغاريد بالصراخ والعويل وبدلا من التهاني كان العزاء خاصة وان اسرة العروسين كانتا تقفان علي مشارف القرية التي تبعد عن مدينة سوهاج05 كيلو مترا في انتظار حضور العروسين ولكن فوجئوا بدلا من حضورهما بسيارة الزفاف تعود العروس داخل سيارة نقل الموتي ويصاب الجميع بحالة من الحزن الشديد وتخرج القرية لتودع العروس الي مثواها الاخير وهم يرددون أنها تزف الي الملائكه فاصبحت شهيدة انقطاع الكهرباء ويخرج الاهالي في ثورة عارمة يطالبون بمحاسبة المسئولين المتسببين في اجهاض فرحتهم ومقتل ابنتهم فالكهرباء بعد أن تسببت في احتراق اجهزتهم المنزليه حرقت قلوبهم علي عروسهم ليتم ابلاغ اللواء محسن الجندي مدير أمن سوهاج بالواقعة الذي أمر بإخطار النيابة التي قررت انتداب المعمل الجنائي لتحديد أسباب الحادث ولكن مهما كانت الاسباب فهناك حقيقه واحدة هي أن أسماء قتلت يوم زفافها.