وسط دعوات مخلصة من قلوب الطيبين بأن يحفظ الله مصر وشعبها.. وأن يمر اليوم30 يونيو بسلام.. وفي الوقت الذي تقف فيه مصر من أقصاها إلي أقصاها علي أطراف أصابعها, ساد الهدوء أماكن الاعتصام الأربعة صباحا. لكن هذا الهدوء الذي أعقب ليلة ساخنة مساء أمس الأول تحول تدريجيا إلي الصخب والشخن كلما اقتربت ساعات المساء. حيث ازدادت أعداد المتوافدين علي كل من رابعة العدوية حيث يعتصم المؤيدون للرئيس محمد مرسي. في مقابل ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية وأمام وزارة الدفاع حيث يتجمع المعارضون. كما ازدادت أعداد الخيام المنصوبة في الأماكن الأربعة نتيجة لتوافد المزيد من المؤيدين لكل فريق, تحسبا واستعدادا لليوم المشهود. فعلي جانب المؤديدين للرئيس واصلت القوي والأحزاب والحركات السياسية والإسلامية اعتصامها أمس بمحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر شرق القاهرة, والذي أعلنته أمس الأول عقب انتهاء فعاليات مليونية( الشرعية خط أحمر). وأغلقت خيام المعتصمين شارع الطيران باتجاه ميدان رابعة العدوية أمام حركة مرور السيارات, فيما قام المعتصمون بفتح بقية المداخل المؤدية إلي الميدان. وكان المعتصمون قد أعلنوا حالة الاستنفار القصوي عقب سماع دوي طلقات نارية قبل صلاة الفجر وتم تعزيز إجراءات الحراسة علي منطقة الاعتصام خشية من وقوع هجوم علي المعتصمين المؤيدين للشرعية وللرئيس محمد مرسي. كما شهد محيط مسجد رابعة العدوية وجودا مكثفا للباعة الجائلين بمختلف محاوره, خاصة علي جانبي طريق النصر, حيث انتشر العشرات من بائعي الأعلام والشارات والمأكولات الشعبية علي جانبي الطريق, مما أدي إلي اضطرابات في حركة مرور السيارات بالشارع. وعلي الجانب المعارض للرئيس شهد ميدان التحرير تزايدا ملحوظا في أعداد خيام المعتصمين داخل الميدان, حيث ارتفع إجمالي أعداد الخيام بالميدان إلي نحو150 خيمة استعدادا لمظاهرات30 يونيو. ورصد مندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط تركز معظم الخيام بالحديقة الوسطي للميدان, بينما تم نصب بعض الخيام بالحديقة الصغري المواجهة للمتحف المصري. كما تم رصد قيام المعتصمين بفتح مدخل الميدان من ناحية المتحف المصري أمام حركة مرور السيارات, فيما استمر إغلاق بقية المداخل مما أدي الي اضطراب حركة المرور بمحيط الميدان. وقام العشرات من أعضاء حركة( تمرد) بالانتشار في الميدان منذ الصباح الباكر وجمع توقيعات المواطنين المارين من الميدان. وفي السياق ذاته, شهد ميدان التحرير وجودا مكثفا للباعة الجائلين بمختلف أرجائه, حيث انتشر العشرات من بائعي الأعلام والكروت الحمراء المقرر استخدامها في مظاهرات30 يونيو للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي, بالإضافة الي انتشار المقاهي المتنقلة بالقرب من المنصة الوحيدة المنصوبة بالميدان بالقرب من شارع محمد محمود وببداية كوبري قصر النيل. وعلي صعيد آخر, انتشرت اللجان الشعبية علي مداخل الميدان لتأمين المعتصمين والاطلاع علي هويات الوافدين إلي الميدان خشية اندساس أي عناصر خارجة علي القانون بين صفوف المعتصمين. وكان هتاف المتظاهرين في ميدان التحرير تزايد مساء الجمعة للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وفي محيط قصر الاتحادية قام المعتصمون صباح أمس بنصب منصة كبيرة أمام باب رقم4 قصر بشارع الميرغني بمصر الجديدة بالقرب من البوابة الرئيسية لنادي هليوبوليس لاستخدامها في القاء الكلمات والاغاني الوطنية علي المتظاهرين وبلغت عدد الخيام التي أقامها المعتصمون حتي الساعة الواحدة ظهرا نحو21 خيمة يوجد في كل خيمة بين أربعة الي خمسة متظاهرين علي الأقل طوال الوقت ويرفعون لافتات وشعارات تطالب الرئيس محمد مرسي بالرحيل ومخاطبة راكبي السيارات مرددين أن الشعب يريد اسقاط النظام. ولم تشهد المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية أية إعاقة للمرور أو غلق للشوارع أمام حركة السير والمشاة أو تضيق في الحركة علي السكان المقيمين بها حتي ظهر أمس رغم مخاوفهم الشديدة من حدوث فوضي أمنية في حالة زيادة أعداد المتظاهرين وحدوث أعمال عنف اليوم. وأمام وزارة الدفاع واصل المتظاهرون اعتصامهم أمام مقر الوزارة بالعباسية لليوم السابع علي التوالي. وساد الهدوء التام محيط الاعتصام وسط سيولة طبيعية في حركة مرور السيارات بشارع الخليفة المأمون, وفي الاتجاه الي العباسية أو في الاتجاه الي ميدان روكسي. حتي عصر أمس تجدر الإشارة الي أن المئات من المتظاهرين قد توافدوا الليلة الماضية علي مقر اعتصام المتظاهرين أمام وزارة الدفاع حيث قاموا بنصب منصة بالقرب من مسجد جمال عبدالناصر لإذاعة فاعليات الاعتصام, كما قاموا بإغلاق شارع الخليفة المأمون في الاتجاهين.