لاشك أن الخطوة التي اتخذتها مصر أخيرا من خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها وزير الخارجية المصري مع نظيريه في اثيوبيا والسودان تعد خطوة صحيحة علي الطريق لإرساء قواعد جديدة للتفاهم والتعاون بين هذه الدول في مواجهة أزمة سد النهضة الإثيوبي, ولا شك ايضا أن الاجتماعات المقرر عقدها بين وزراء الموارد المائية للدول الثلاث تعد أيضا خطوة سليمة ومتقدمة للوصول الي حلول فنية تحقق مبدأ لا ضرر ولا ضرار لهذه الدول, وتحت مظلة التحرك السياسي الدبلوماسي الناجح, وانني هنا أؤكد أهمية الاستمرار في هذه الخطوات دون اللجوء الي السياسات الحنجورية أو استفزاز الرأي العام في مصر واثيوبيا أو استنفار المواطنين في مصر تحت دعاوي غير صحيحة, بل وتؤدي الي تأزم الموقف مما يهدد بخطورته المصالح المصرية, كما أنني أود تأكيد ضرورة مساندة الموقف المصري بكل التحركات الدبلوماسية الممكنة خارج دول حوض النيل والتوسع في الشرح بخطورة الموقف أمام الأطراف الدولية المختلفة, حتي يمكن تحقيق التوازي بين الدورين الفني والدبلوماسي لحل هذا الموقف بسلام, مع العمل بالتوازي أيضا علي تدعيم الدور الشعبي الهاديء والمتفاهم مع الشعوب الإفريقية جميعها والتخطيط المنظم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي لاستعادة الدور التاريخي لمصر في افريقيا. ومن جانب آخر فانني أؤكد أن ما تعيشه مصر حاليا من تظاهرات سياسية وخلافات بين النخب واستعدادت للمزيد من دوائر الصراع انما يضر مصر ويضربها في العمق ويصيبها بالأذي أكثر مما تصيبها سهام أي خطط وأجندات خارجية استعمارية في أي صورة من صورها, وعلي الجميع أن يتحمل مسئوليته ويتوقف فورا عن إراقة الدم المصري بدعوي الخلافات السياسية, وان التاريخ لن يرحم أحدا ممن يساهمون في إشعال الفتنة حاليا علي أرض الوطن لأنهم لم يرحموا مصر والمصريين. لمزيد من مقالات نهال شكري