في كل يوم يقتل في الدول التي حولنا من400 إلي500 شخص. ففي سوريا يقتل يوميا مالا يقل عن80 شخصا, بينما أعلن الأكراد في شمال شرق سوريا انفصالهم عن البلاد. وفي لبنان يجري في طرابلس قتال يومي بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. أما العراق فقد أصبح منقسما بين ثلاث جهات وتتجدد الحرب الأهلية هناك بكامل قوتها. وفي غزة ورام الله لاتبدو لدي الفلسطينيين فرصة الاتفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية. ولو انتقلنا إلي مصر نجدها تعيش في فوضي اقتصادية دستورية وشوارعها في اضطراب عارم. وزاد أخيرا قلق المصريين من بناء إثيوبيا سدا علي النيل الازرق الذي يمد مصر ب80 في المائة من الماء.وفي ليبيا تذبح القبائل والعصابات المسلحة بعضها بعضا ولم يعودوا يعدون الجثث هناك. بينما تدخل المدن الكبري في تونس في حظر تجول كل مساء, ويقتل جنود تونسيون في حربهم السلفيين علي حدود الجزائر. وكل ذلك ولم نتحدث بعد عما يحدث في الصومال وتشاد والسودان وعدن والبحرين. والحقيقة أن العالم العربي يحترق منذ سنتين ويفني نفسه دون تدخل خارجي. وهذا أمر قد يستمر سنوات طويلة هذا ماكتبه أليكس فيشمان الكاتب والمحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرنوت وقد ختم مقاله بقوله لماذا يجب علينا نحن الإسرائيليين, بسبب عدد من الضباط الكبار الذين لا يهدأون ورئيس حكومة يسارع إلي الحرب, منح العرب سببا للاتحاد حول القاسم المشترك الوحيد بينهم وهو كراهية اسرائيل.. دعوهم يقتلون أنفسهم بهدوء!. وأنهي بما قاله لي وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط عندما ذهبت أعزيه في وفاة السيدة والدته مساء أمس الأول في مسجد آل رشدان, فقد استوقفني معلنا رفضه الاقتراح الخاص بأن تسمح مصر يوما بوصول مياه النيل إلي إسرائيل. وحتي عندما قلت له احتمال أن يجري ذلك لو عادت حقوق الفلسطينيين في دولتهم, فإنه رد بصوت عال أبدا. ووقف طابور المعزين ينتظر المناقشة التي احتدمت وهو يقول خليهم ممسوكين من رقبتهم حتي لو راحوا يلعبوا مع أثيوبيا أو غيرها! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر
