عاد من توشكي الاسبوع الماضي حاملا مفاجأة من العيار الثقيل الدكتور سعيد سليمان الملقب بعاشق الارز والاستاذ بكلية الزراعة جامعة الزقازيق والذي توصل منذ أكثر من3 سنوات الي استنباط صنف جديد من اصناف الارز الذي يتحمل العطش لفترات تتراوح بين10 و15 يوما وهو صنف عرابي2 حيث اعلن نجاح زراعة60 فدانا من صنف عرابي2 المعروف بأرز الجفاف بالاراضي الرملية بالكيلو19 علي فرع3 بمنطقة توشكي واصبح عمرها الآن57 يوما كما تم زراعة60 فدانا اخري يوم13 يونيو الحالي ويتوقع ان تصل المساحات المنزرعة بالاراضي الجديدة الرميلة بنظام الري بالرش الي نصف مليون فدان في عام2016 واضاف انه لاستمرار مسيرة الارز المقاوم للجفاف والملوحة قام باستنباط3 اصناف اخري جديدة وهي عرابي1 و3و4, واشار الي ان صنف عرابي2 يتميز بالعديد من المزايا منها انه يقاوم العطش ويعطي انتاجية تفوق الاصناف الاخري ولايحتاج الا لنصف كمية المياه التي تحتاج اليها الاصناف الاخري, وانه بالرغم من ذلك فان وزارة الزراعة لاتزال ترفض زراعة الارز من هذا الصنف في الوقت الذي تتردد فيه الكثير من الاقاويل حول التأثيرات السلبية لسد النهضة الاثيوبي علي حصة مصر من مياه نهر النيل, لكن رغم هذا الرفض الوزاري من المسئولين السابقين فان المئات من مزارعي محافظات الدقهليةوالشرقية والمنوفية وكفر الشيخ تحمسوا لهذا الصنف وقاموا بزراعة اكثر من10 آلاف فدان من عرابي2 هذا العام بعد ان جربوه في الاعوام السابقة وشجعت مزايا هذا الصنف خاصة زيادة الانتاجية وعدم احتياجه الا لنصف كمية المياه التي يحتاجها الفدان المنزرع بالاصناف الاخري كثيرا من المزارعين علي الاقبال علي زراعة عرابي2 بدلا من الاصناف الاخري لدرجة ان احدهم قام بتجربته في اراضي الصالحية الجديدة الرملية بالاسماعيلية عن طريق الري بالرش. واوضح سليمان ان سبب رفض الوزارة زراعة هذا الصنف يرجع الي مايسمي ب حق المربي وهو مثل براءة الاختراع لصاحب الصنف وان هذا العائد يتم توزيعه علي العاملين بمراكز البحوث الزراعية التي استنبطت الاصناف الاخري... وقال ان وزارة الري وضعت ارز عرابي2 في الاستراتيجية المائية الخاصة بها لكن عدم تسجيل هذا الصنف في وزارة الزراعة لايزال يعوق تعميمه, واضاف ان فدان الارز العادي يستهلك نحو7 آلاف متر مكعب من المياه في حين ان ارز عرابي2 يستهلك حاليا نصف هذه الكمية وانه بصدد تجربة خفض كميات المياه التي يحتاج اليها الفدان المزروع بأرز عرابي2 الي نحو2500 متر فقط وان زراعة هذا الصنف سوف تسهم في توفير كميات السولار التي تستخدمها ماكينات وآلات الري, بالاضافة الي توفير ثلث كمية الاسمدة. المهندس محمود الحسيني من قرية منشأة عبدالرحمن مركز دكرنس قال لم اكن اعلم شيئا عن موضوع ارز الجفاف وفي احد الايام شاهدت احد البرامج التليفزيونية تستضيف الدكتور سعيد سليمان الملقب بعاشق الارز والذي تحدث باستفاضة عن فوائد ارز الجفاف عرابي2 ولما كانت ارضنا تقع في نهايات الترع وتعاني بشدة عدم وصول مياه الري قمت بزيارة الدكتور سليمان بمكتبه بالكلية والذي امدني بكمية من التقاوي وكان ذلك في عام2011, وقمت بزراعة مساحة30 فدانا وكانت المفاجأة ان انتاجية الفدان زادت علي2.4 طن في بعض المساحات بالمقارنة بالاصناف الاخري التي بلغ انتاجية الفدان فيها3.7 طن ولان ذلك كان مفاجأة كبيرة لي وللعاملين معي في مجال الحصاد قمت بتنفيذ يوم حصاد ودعوت300 مهندس من مديرية الزراعة والجمعيات الزراعية حضره مندوب عن وزير الزراعة وقتذاك والمرحوم الدكتور محمود عادل رئيس لجنة تقييم الاصناف بالوزارة وتم تقديم تقرير لوزير الزراعة وقام قسم فحص واعتماد التقاوي بمديرية الزراعة بالدقهلية بتنفيذ تجربة خاصة للمقارنة بين جميع اصناف الارز المصرية المعروفة وصنف ارز عرابي2, وكانت المفاجأة التي اذهلت الجميع ان الصنف الوحيد الذي تحمل الجفاف واعطي نتائج ممتازة كان ارز عرابي2 في حين لم تثبت الاصناف الاخري وجودها ولكن للاسف الشديد تم اعداد تقرير مضاد وقدمه مسئولون بالزراعة للوزير يتضمن ان صنف عرابي تم تعريضه للفحة صناعية في المعمل وبذلك يصبح صنفا غير قابل للتداول في الوقت الذي تصاب فيه اغلب اصناف الارز المصرية بمرض اللفحة بشراسة واذا مانجت من اللفحة وقعت في براثن التبقع.. ولقناعتنا الشديدة بجدوي هذا الصنف واهميته الشديدة في الوقت الحاضر لانه يستهلك3500 متر مكعب من المياه تمثل نصف كمية المياه اللازمة لفدان الارز العادي طالبنا بمناقشة الموضوع في مجلس الشعب الذي تم حله للتوسع في زراعة هذا الصنف لكن غاب المهندس محمد رضا اسماعيل وزير الزراعة في ذلك الوقت عن حضور الجلسة.. وفي مارس الماضي تم تجميع كل اعداء هذا الصنف حتي لا تتم زراعته في الموسم الحالي. واستطرد المهندس محمود الحسيني: توسعت في العام التالي2012 في زراعة هذا المحصول, حيث قمت بزراعة45 فدانا وهذا العام زرعت65 فدانا, واقتنع عدد كبير من مزارعي القري والعزب المجاورة بزراعة هذا الصنف مثل المحمودية وعرب زيدان وعزب مصطفي وحمادة والعمدة والمهدي والدراكسية والتي تقع علي نهايات الترع. واضاف الي ذلك محمود ابو شعير رئيس الجمعية الزراعية بقرية دماص مركز ميت غمر السابق وعضو الجمعية المشتركة بالمركز انه بدا زراعة عرابي2 منذ3 سنوات في مساحة10 افدنة وبلغت انتاجية الفدان5 اطنان و150 كيلو جراما في السنة الأولي مما شجع المزارعين من اهالي القري المجاورة علي زراعة هذا الصنف خاصة بقري اوليلة وصهرجت الكبري وهلا والقيطون وميت الفرماوي والحاكمية ودنديط وانه قام باعطاء تقاوي هذا الصنف لاقاربه بمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ في العام الماضي واعطي الفدان انتاجية هناك افضل من الدقهلية واكد انه قام بري هذا الصنف7 مرات فقط بواقع مرة كل15 يوما وانه يزرع هذا العام12 فدانا. المهندس الزراعي ابراهيم الديب من قرية ميت العامل مركز اجا قال انه قام في ابريل الماضي بزراعة3 مساحات من الارض بصنف عرابي المقاوم للجفاف المساحة الأولي عبارة عن فدانين والثانية ثلاثة افدنة والثالثة خمسة افدنة, ولقناعتنا بهذا الصنف قام مزارعو القرية بزراعة نحو50 فدانا وانتقلت عدوي زراعة هذا الصنف إلي قرية سنجيد لكن المفاجأة انني اقوم بتجربة زراعة هذا الصنف في اراضي الاستصلاح الجديدة بمنطقة الصالحية القديمة بمحافظة الشرقية. وبرغم ان تلك كانت شهادات حق لثلاثة من كبار الزراع بمحافظة الدقهلية التي يغزوها هذا الصنف بقوة في هذه الايام الا انه كان من الضروري الالتقاء بالرجل الذي توصل إلي هذا الصنف الجيد من الارز الدكتور سعيد سليمان الذي اكد ان هناك تجارب جديدة لتوفير كميات اكبر من المياه, عند زراعة هذا الصنف وانه في سبيله الي ان يكون الحد الاقصي اللازم لزراعة فدان الارز لا يتجاوز2500 متر مكعب من المياه وقال انه اذا عقدت مقارنة بين عرابي2 و جيزة178 وهو صنف رفيع الحبة فاننا سنجد ان عمر عرابي2 لا يزيد علي120 يوما وفي البداري110 ايام فقط في حين ان عمرجيزة178 يصل135 يوما وان عدد الافرع في صنف عرابي تصل إلي18 فرعا في حين لا تزيد علي6 فروع في الصنف الاخر كما يتميز عرابي بعدم قابليته للرقاد عكس الصنف الاخر كما ان طول الجذر يبلغ21 سنتيمترا في حين لايزيد علي11 سنتيمترا في الصنف الآخر وان عرابي صنف متماسك السبلة في حين ان الصنف الاخر قابل للفرط وان نسبة التصافي في الارز الأبيض بالنسبة لصنف عرابي تفوق الصنف الاخر في حالة استخدام مضارب ارز حديثة وان نسبة البروتين في ارز عرابي تزيد بنحو3% علي الصنف الاخر بالاضافة الي انه يستهلك اقل من نصف كمية المياه اللازمة للري ويتحمل العطش من10 إلي15 يوما حسب نوعية التربة ويجب ان تحرص الدولة علي التوسع في زراعة هذا الصنف خاصة في الاراضي الجديدة والمستصلحة حيث انه يتحمل الملوحة حتي7 الاف جزء في المليون ومقاوم للفحة إلي جانبه اراضي الدلتا, مشيرا إلي انه تم لاول مرة هذا الموسم زراعة مساحات كبيرة منه في منطقة توشكي بلغت120 فدانا واصبح عمر60 فدانا منها57 يوما وهذه هي المفاجأة الكبري.
