حالة من العزلة يفرضها علي نفسه المخرج القدير توفيق صالح, صاحب لقب شيخ المخرجين, والذي قدم مجموعة من أروع الأفلام السينمائية نالت الجوائز العالمية. فقد اتسم المخرج الكبير باهتمامه بالكيف وليس الكم علي مدي تاريخه السينمائيمنذ انطلق في مسيرته الفنية السينمائية بأول أفلامه( درب المهابيل) سنة1954 الذي كتبه نجيب محفوظ, ثم أخرج فيلم صراع الأبطال سنة1962 وفيلم يوميات نائب في الأرياف سنة1968 عن رواية بنفس الاسم للكاتب توفيق الحكيم والمتمردون سنة1967 والمخدوعون سنة1972 والسيد البلطي1969 والأيام الطويلة وكلها علامات في تاريخ السينما المصرية. نجوم وفنون اقتحمت عزلة المخرج القدير وسألته عن أسبابها فقال: ربما تكون حالتي الصحية هي التي دفعتني لذلك ولكن ما أخرجني من هذه الحالة خلال الأيام الماضية لمسة الوفاء التي شعرت بها جانب البعض وخاصة تلاميذي في الوسط الذين فاجأوني بزياراتهم للاطمئنان والسؤال عن صحتي وهو ما أسعدني وجعلني أشعر بالحياة فأكثر شيئ يسعدني هو هذا التواصل الذي حدث مؤخرا منذ دعا لعدة زيارات ليالأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما ورافقه فيها سمير سيف وعلي بدرخان ورجاء حسين وعاطف بشاي ود.فاروق الرشيدي وسيف عبدالرحمن ومن التليفزيون تلاميذي الذين أعتز بهم المخرجون رضا شوقي وحمدي متولي وأسامة عبد العزيز وآخرون. وعن تكريمه في عدد من المحافل الدولية عن مشواره الفني قال توفيق صالح: أعتبر التكريم تحية وعرفانا لمجهود قمت به وكان له مكان في السينما المصرية والعربية, وحول اعتباره أبا للسينما الواقعية قال: الواقعية في السينما كان لها تاريخ معين تبدو فيه ملامحها واضحة وحقيقية وكانت تصلح بين جيلنا ولكن الآن الواقع فيه الآن قلق وحيرة وضبابية في كل شيء فلم يصبح لسينما الواقعية مكان حيث اختفي هذا اللون وإن كنت أري بعض المحاولات من المخرجين الشباب في أفلام تسجيلية تعبر عن بعض الحركات والمواقف السياسية وأتمني أن أري أعمالا سينمائية مميزة تضاف لرصيد الأفلام السينمائية المصرية التي أسهمت في خلق وجدان أجيال مختلفة ويأتي ذلك بالتفكير العميق في المضمون وعدم السعي وراء الربح فقط. وتقوم ريم ابنة توفيق صالح بعمل أرشيف خاص له يتضمن جوائزه وتكريماته المختلفة وكل ما كتب عنه في مصر والخارج.