مالت كفة المقارنات علي المواقع الرياضية وبعض الصحف الأمريكية لصالح بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكره القدم. أمام الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الأمريكي, وذلك علي خلفية التقييم للجولات الثلاثة الأولي للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم( البرازيل2014), وكذلك قدرة المديرين الفنيين علي التأقلم مع الظروف التي حاطت بكل منهما. كما علت أصوات المقارنة لأن الأمريكي برادلي قاد منتخب بلاده لسنوات ثم خلفه الألماني يورجن كلينسمان ليكون المدرب رقم35 لمنتخب العم سام. بثنين نواك الذي عمل في المجموعة الفنية لبوب برادلي كان أول من أثار تلك المقارنة من حيث التعامل الإعلامي الأمريكي, واختلافه بين برادلي وكلينسمان حيث قال: إن المنتخب الأمريكي لم تتحسن حالته الفنية والدليل علي ذلك النتائج التي تحققت في الفترة التي تولي فيها الألماني المسئولية, ولم نر أي جديد حتي الآن بالنسبة لطريقة اللعب. وأضاف نواك أن كلينسمان يتمتع بسمعة طيبة واسم رنان وهذا غطاء كبير له حتي الآن. وعلي الرغم من أن المنتخب الأمريكي يحتل المركز الثالث في مجموعته بحصوله علي أربع نقاط من ثلاث مباريات, إلا أن يورجن كلينسمان قال: إن المنتخب يسير بشكل جيد وسيسعي لحسم التأهل في المباريات المقبلة وأن التعثر في البداية أمر غير مقلق. وأكد كلينسمان في أكثر من مقابلة صحفية أن الهدف العام والبعيد هو التواجد بين المنتخبات ال12 الأولي تصنيفا علي العالم.. في الوقت الذي لم يستطع فيه الإجابة علي سؤال متكرر حول ما ينقص المنتخب والكرة الأمريكية بصفة عامة لتغيير طريقة لعبها والانتقال إلي مستوي أعلي مما كان عليه الحال مع برادلي, وكان رد الألماني في آخر مقابلة صحفية له هو أن الأمور تسير علي الطريق الصحيح وأن اللاعبين بدأوا في استيعاب طريقة اللعب. مثل هذه الردود هي التي أثارت ضده بعض وسائل الإعلام, وتناولت الصحف بعض التقارير قبل أيام هذه التصريحات مؤكدين أن الغرض من التعاقد مع الألماني هو إصباغ الطابع العالم علي أداء المنتخب وهو الأمر الذي لم يحدث حتي الآن. يأتي ذلك في الوقت الذي نجح فيه بوب برادلي التأقلم مع الظروف المحيطة والجديدة في مصر, وتفوق أيضا من حيث الأرقام بحصوله علي العلامة الكاملة في الجولات الثلاث الأولي من التصفيات.. لكن أهم ملامح النجاح تتمثل في الانخراط السريع داخل المنظومة الرياضية المصرية متخطيا حاجز اللغة و الظروف غير الطبيعية عقب الثورة. في حين لم يستفد يورجن كلينسمان من المناخ المستقر للرياضة الأمريكية وكرة القدم بصفة خاصة واحتاج لوقت طويل حتي يستطيع ان يميز الفوارق الواضحة بين الكرة الأمريكية و نظيرتها الأوروبية. استطاع برادلي بناء فريق وطني قوامه أكثر من40 لاعبا انضموا إلي الفريق وأعطي الفرصة للعديد منهم بشكل ممنهج مما يتيح للمنتخب الاستفادة منهم في المستقبل. هذا التنوع اتضحت معالمه في الأهداف السبعة التي سجلها المنتخب المصري عن طريق خمسة لاعبين, عل عكس المنتخب الأمريكي الذ سجل هدفين فقط ودخل مرماه مثلهما واتسمت مبارياته بالقوة البدنية دون الفنيات. ورغم أن المقارنات الإعلامية تتنبأ بعدم استمرار يورجن كلينسمان طويلا مع المنتخب الأمريكي, إلا أن اتحاد اللعبة نفي هذا الأمر علي موقعه الرسمي بالقول والفعل من خلال فعاليات إعلامية وجولات للألماني في أكثر من ولاية, لكن بعضهم لم يخفي قلقه من النتائج التي تحققت حت الآن. وبصفة عامة.. فإنه يمكن القول أن بوب برادلي استطاع الاستفادة من الجانب الايجابي الأبيض للثورة المصرية بعيدا عن الدماء والدمار, ف حين لم يستفد يورجن كلينسمان من آليات النجاح الأمريكية بعيدا عن النتائج وإنما عل الصعيد الأدبي والتعامل الإعلامي.
