اليقظة الدوائية ضرورية للكشف عن الآثار الجانبية والسمية التي قد تنجم في الجسم عن استخدام الأدوية المختلفة, سواء كيميائية أو مستخلصة من أعشاب طبيعية, وفقا لأبحاث المؤتمر الأول للصيدلة الإكلينيكية الذي اختتم أعماله قبل أيام بالقاهرة. وشدد فيه الباحثون علي أهمية علم الصيدلة الإكلينيكية, وتطبيقاتها في مصر, للكشف عن مخاطر التفاعلات الدوائية نتيجة تناول أكثر من دواء في وقت واحد. في البداية, تحدثت الدكتورة منال الحمامصي مقرر عام المؤتمر عن أهمية المهارات التي يكتسبها الصيدلي الاكلينيكي في كيفية فحص الوصفات الطبية, واكتشاف الأخطاء المهنية الموجودة بها.وأوضحت أن وجود الصيدلي الاكلينيكي في فريق العلاج يقلل من خطورة تناول الدواء وتفاعلاته وأعراضه الجانبية لدي المرضي بنسبة تصل إلي24%. الدكتور محمد شرف الدين أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب طنطا قال إن7% من المرضي داخل المستشفيات, والذين يتناولون عددا كبيرا من الأدوية تصل لأكثر من خمسة أنواع, يتعرضون لمضاعفات تفاعلات الادوية مما يعرضهم للسمية, وتدهور الحالة الصحية, في حين وجد تفاعل إيجابي في1% فقط من بين هؤلاء المرضي يكون فيه تفاعل الدواء لصالح المريض. ويوصي الدكتور شرف الدين بالاعتماد علي رأي الصيدلي الاكلينيكي في كم الادوية التي تقدم للمرضي داخل المستشفيات, وكذلك جرعاتها, وطريقة تناول الدواء حتي تكون هناك استفادة كاملة منه, ولا تتعارض مع غيرها داخل الجسم. من ناحيته, أوضح الدكتور عمرو سعد رئيس المركز المصري لليقظة الدوائية بوزارة الصحة أن اليقظة الدوائية تعني الكشف عن الآثار الجانبية, والمشكلات الناتجة عن استخدام الدواء أو مستخلصات الأعشاب, وكذلك التطعيمات. وأضاف أن من مهام علم الصيدلة الإكلينيكية تتبع الأعراض الجانبية, ومضاعفات تناول الادوية المستخدمة والإبلاغ عنها لسرعة تفادي مضاعفاتها. وأشارت الدكتور جيهان السيسي نائب مدير إدارة صيدلة المستشفيات بوزارة الصحة إلي أهمية الاستخدام الرشيد للأدوية وتقييم الفاعلية مقابل التكلفة للأدوية المنتقاة في دليل الادوية الوطني أو الدواء المستخدم في نظام التأمين الصحي لضمان أفضل النتائج بالنسبة للمريض بأقل تكلفة. وأكدت أن اليقظة الدوائية تهتم بسلامة المراحل التي يمر بها الدواء من المرحلة الأولي التي يتم فيها دراسة الدواء بواسطة30 متطوعا مع أخذ موافقة كتابية منهم, وحتي تصل إلي المرحلة الرابعة والأخيرة ويتم فيها دراسة تأثير الدواء علي مجموعات كبيرة في مراكز علمية متعددة.