كشفت مناقشات المؤتمر الإقليمي السنوي الحادي عشر للجمعية العلمية المصرية للشعب الهوائية بالتعاون مع الكلية الأمريكية لأطباء الصدر, عن ثورة علاجية جذرية لحالات الربو الشعبي المتقدمة التي لاتستجيب للعلاج الدوائي باستخدام مناظير الشعب الهوائية, وإنجاز علمي آخر, تم تطبيقه في طب عين شمس, بتوجيه العلاج الكيميائي والإشعاعي مباشرة لأورام سرطان الرئة من خلال مناظير الشعب الهوائية, فيما يشبه الرصاصة السحرية, ما يعني تفادي الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي علي الجلد والصدر وآثار العلاج الكيمائي علي الأنسجة المجاورة, وتم اعتماد المؤتمر من الأكاديمية الأوروبية للتعليم الطبي المستمر ب18 ساعة معتمدة, وعقب المؤتمر وفي إطاره تم تنظيم ورشتي عمل لمناظير الشعب الهوائية ومناظير تجويف الصدر, والثانية حول عمل وظائف التنفس ومعمل الخلل التنفسي أثناء النوم. المؤتمر ناقش علي مدي4 أيام الحديث في مختلف الأمراض, ومنها مناظير الشعب الهوائية, والعناية المركزة الرئوية, ومرض الانسداد الشعبي المزمن, وحساسية الصدر وسرطان الرئة وتليف الرئتين, وارتفاع ضغط الدم الرئوي والخلل التنفسي أثناء النوم, كما تضمن جلسه تذكاريه باسم الراحل الدكتور طارق محفوظ أستاذ الأمراض الصدرية بطب أسيوط وسكرتير الجمعية السابق, وحضره مجموعة كبيرة من الأطباء المصريين بالإضافة لعلماء من الولاياتالمتحدةالأمريكية والتشيك و السعودية والسودان وقطر والأمارات. وأوضح الدكتور عادل خطاب أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس ورئيس اللجنة المنظمة أن استخدامات مناظير الشعب الهوائية في التشخيص والعلاج, حظيت باهتمام كبير من المناقشات, فمن خلالها يمكن حاليا تصنيف درجة أورام الرئة بأخذ عينة من الغدد الليمفاوية لتحديد ما إذا كان المريض سيخضع للجراحة أم للعلاجات الأخري, واليوم لدينا جهاز يحدد مسار المنظار, مثلما يحدد جهاز تحديد المواقع GPS مسار السيارات, وذلك بأخذ عينة من الورم مهما كان موقعه في الرئة, وباستخدام المناظير يمكن الآن التشخيص المبكر للأورام, والتي توفر رؤية كاملة ووصفا باثولوجيا للورم وكأنه تحت الميكروسكوب, أما علاج الربو الشعبي بالكي الحراري بالمنظار, فيتم من خلال إذابة واستئصال عضلات الشعب الهوائية المتضخمة في حالات الربو, وهو ما يعد حلا نهائيا للحالات المتقدمة التي لاتستجيب للعلاج الدوائي, وهو علاج غير متاح حاليا خارج الولاياتالمتحدة. ومن الاستخدامات الجديدة لمناظير الشعب الهوائية, كما يوضح الدكتور طارق صفوت أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس ورئيس الجمعية والمؤتمر, إدخال نوع من الصمامات الدقيقة في فص الرئة المنتفخ لدي مرضي السدة الرئوية, والذي يصبح عديم الوظيفة ويسبب مشاكل في التهوية والأكسجين, حيث يعمل الصمام الذي تم زرعه في اتجاه واحد يسمح بخروج الهواء من هذا الفص ولايسمح بدخوله, مما يحقق تحسنا في نوعية حياة المريض, واعتبر الدكتور طارق صفوت حقن العلاج الكيميائي والإشعاعي من خلال مناظير الشعب الهوائية ثورة علاجية في مرضي أورام الرئة تتفادي كل الآثار الجانبية للطرق التقليدية في علاج مثل هذه الأورام. أما عن توجيه العلاج الكيميائي مباشرة داخل أورام الرئة بمنظار الشعب الهوائية, فيوضح الدكتور أشرف مختار مدكور أستاذ مساعد الأمراض الصدرية بطب عين شمس أنه يتم بحقن عقار سيسبلاتين الكيميائي مباشرة داخل الورم للمرضي غير القابلين للتدخل الجراحي, ويعتبر ذلك وسيلة ناجحة, وفعالة إلي حد ما, وغير مكلفة وقليلة الخطورة لتخفيف الأعراض المصاحبة لانسداد الممرات الهوائية نتيجة هذه الأورام وتحسين الحالة العامة للمرضي, وهي طريقة موضعية لمحاولة تصغير حجم الورم السرطاني داخل الشعب الهوائية دون حدوث آثار جانبية كثيرة, مقارنة بحقنه عن طريق الوريد, وأجريت الدراسة بقسم الصدر بطب عين شمس لأول مرة بمصر علي 15 مريضا لتقرير مدي كفاءة حقن هذا العقار مباشرة داخل الورم, وأظهرت النتائج تحسنا ملحوظا في درجة النهجان وألم الصدر ووظائف التنفس وكذلك حجم الورم بشكل ملحوظ جدا. وعن حدة الأزمات الربوية أثناء الليل, أوضح الدكتور عصام جودة أستاذ الصدر والحساسية بطب الإسكندرية أنه لوحظ ازدياد حدة الأزمات الربوية وضيق الشعب الهوائية لمرضي الحساسية أثناء النوم وفي الساعات الأولي من الصباح, وهناك أسباب عديدة لهذه الظاهرة, منها تعرض مريض الحساسية لمثيرات الحساسية المختلفة أثناء النهار وفترة بعد الظهيرة, فتظهر آثار ذلك من ضيق الشعب الهوائية أثناء فترة الليل, يضاف إلي ذلك أن ضيق الشعب الهوائية يزداد أثناء الليل تبعا للتغيرات التي تحدث في مستوي مجموعة من الهرمونات والعوامل الكيميائية في الدم مثل الأدرينالين ومستوي الكورتيزون الطبيعي في الدم, حيث تنخفض نسب هذه المواد أثناء الليل. ومن أسباب هذه الظاهرة, طبقا للدكتور جودة, أيضا الفراش نفسه, حيث يحتوي علي حشرة الفراش وفطريات تهيج الغشاء المخاطي, كما أن انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء النوم من الأغطية الباردة يمكن أن يزيد من ضيق الشعب الهوائية, يضاف إلي ذلك إذا كان المريض يعاني من حساسية الجيوب الأنفية فإن الإفرازات أثناء النوم أيضا تهيج الغشاء المخاطي وتؤدي إلي الأزمات الربوية, وأخيرا فإن ارتجاع المرئ الحمضي أثناء النوم يزيد من ضيق الشعب الهوائية, وينصح هؤلاء المرضي بتناول العشاء قبل النوم بساعتين علي الأقل, وتجنب الأغذية الحريفة والمقليات لتفادي الارتجاع الحمضي والأزمات الشديدة أثناء النوم