علي بركه : من ينقذ نادي السويس من أزمته المالية الطاحنة التي يعانيها منذ فترة طويلة؟! هذا هو السؤال الذي يشغل بال كل من له علاقة بالرياضة في المدينة الباسلة باعتبار أن نادي السويس هو الممثل الشرعي الوحيد لمدينة الغريب التي انطلقت منها شرارة الثورة, وكانت دائما الحصن الأمين للوطن في مواجهة العدو الصهيوني. والمشكلة بانتظام أن نادي السويس كان أكثر الأندية التي تضررت من الأوضاع المالية الصعبة التي صاحبت ثورة يناير بعد أن كان المهندس أحمد أبو نازل رئيس النادي وأمين عام الحزب الوطني المنحل بالسويس قد تقدم باستقالته وما ترتب علي هذا من توقف الدعم الذي كان يتلقاه النادي من شركات البترول العاملة بالسويس بأوامر عليا من قادة القطاع البترولي وهو ما كان قد أدخل النادي في مرحلة من الاستقرار المادي سمحت بالتعاقد مع مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين والأجهزة الفنية المحترفة من خارج السويس. غير أن المهندس أحمد خيصم رئيس النادي الحالي الذي تم تصعيده بعد استقالة أبو نازل والمهندس محمود عتمان نائب الرئيس كانت لهما وجهة نظر أخري وكأنهما كانا يقرآن الغيب, حيث تبنيا مشروعا بإنشاء محلات وحمام سباحة ونادي اجتماعي متكامل يقام علي أرض استاد النادي القديم, بحيث يتم تأجير المحلات بما يضمن عائد ماديا مستقرا ومضمونا مدي الحياة ولايعتمد علي الظروف الإستثنائية. وبالفعل نجح نبيل غلاب المدير النشيط بالنادي بمعاونة أعضاء مجلس الإدارة في استخراج التصاريح اللازمة لإقامة المشروع, وتحمس حسن صقر رئيس المجلس القومي السابق للرياضة باعتبار أن اللائحة الأساسية تحتم ضرورة موافقة الجهة الإدارية, وكذلك وافق محافظ السويس السابق اللواء سيف جلال.. وفجأة توقف كل شيء بسبب الأحداث التي وقعت بعد ذلك.. وهكذا تراكمت المديونيات علي النادي ولم يعد الأمر ممكنا بسبب ضرورة تدبير مبلغ عاجل يزيد علي الربع مليون جنيه فوق دعم المائة ألف جنيه التي قررها محافظ الأقليم اللواء محمد عبد المنعم هاشم. والحل الوحيد الجذري الآن لإنقاذ النادي من الانهيار يتعلق بلقاء عاجل يجمع الدكتور عماد البناني رئيس المجلس الأعلي للرياضة مع محافظ السويس من أجل إزالة المعوقات التي تعترض المشروع, أو قيام كل جهة من الجهتين بصرف دعم مادي عاجل يفي ولو بجزء يسير من قيمة المديونية.