كارثة بيئية بكل المقاييس تشهدها منطقة كنج مريوط بالاسكندرية..حيث اقيم مجمع لمخلفات الصرف الصحيعمره الآن أكثر من20 عاما ينشر أمراضا قاتلة.. والضحية300 ألف مواطن يواجهون خطر السرطان والربو والفيروسات الكبدية. كارثة بيئية بكل المقاييس تشهدها منطقة كنج مريوط بالاسكندرية..حيث اقيم مجمع لمخلفات الصرف الصحي بدون ترخيص...الكارثة عمرها الآن اكثر من عشرين عاما..والضحية300 ألف نسمة يعيشون في المنطقة ويعانون امراضا قاتلة بسبب ارتفاع معدلات التلوث. الماساة بدات في عام1992 حين وافق المسئولون بمحافظة الاسكندرية علي انشاء موقع للصرف الصحي علي مساحة120 فدانا لتجميع مخلفات الصرف الصحي الحمأة الخاصة بمحافظة الاسكندرية. الهيئة العامة للصرف اختارت الموقع بالقرب من نجع ابو بسيسة بالعامرية. حيث تم تجفيف مخلفات الصرف الصحي لتصبح حماة وطرحها للبيع علي المزارعين تحت اشراف كلية الزراعة جامعة الاسكندرية باعتبارها سمادا عضويا رغم أنها لم تعالج كيميائيا او بيولوجيا. الكارثة ان هذا السماد تم استخدامه في زراعة الخضراوات والفاكهة رغم قرار تخصيصه لزراعة الاشجار الخشبية ونباتات الزينة بعد ان اكدت الدراسات العلمية انه يسبب الامراض السرطانية والفيروسات الكبدية والربو وتشوه الاجنه واجهاض النساء. ورغم كل التحذيرات استمر العمل بالمشروع مما أدي الي انتشار الامراض بين اهالي قري مريوط خاصة اهالي نجع ابو بسيسة وكذلك المواطنيون الذين يتناولون الخضر والفاكهة التي استخدمت الحمأة سمادا عضويا لها مما تسبب في انتشار امراض الفشل الكلوي والكبد والسرطانات. بدر ابو بسيسة من اهالي النجع يقول.... إن موقع الحمأة والمعروف رسميا باسم(9 ن) يبعد عن العامرية10 كيلو مترات وخطورته تكمن في نقل400 طن مخلفات صرف صحي وسط قري مريوط.. معظمها يتساقط علي الارض مخلفا روائح كريهة ومسببا اصابات بامراض السرطان والكبد والرئة. ويؤكد ابراهيم مدكور قبطان بحري قائلا... إن مشروع(9 ن) يقوم بمعالجة بدائية لمخلفات الصرف الصحي حيث يتم تشوين الحمأة بنظام الكمر الهوائي الذي يتطلب درجة حرارة من60-70 درجة مئوية مما تسبب في رزاز ميكروبي اصاب الالاف من المواطنين بالامراض الصدرية. مشيرا بقوله... ومما ساعد علي تفاقم الكارثة قيام الهيئة العامة للصرف الصحي بزراعة(20) فدان زيتون تروي بمياه الصرف ويتم تسميدها بالحمأة القاتلة. شكاوي وصرخات: أما جمعة حسين جاد فيوضح قائلا.... لقد تقدمنا بالعديد من الشكاوي للسادة المسئولين بعد تزايد حالات الإصابة بالامراض وارتفاع معدلات الوفيات ولكن للاسف لم يتحرك احد..والاخطر ان الهيئة العامة للصرف الصحي في طريقها لاستخراج رخصة لتشغيل المشروع(9 ن) الذي يعمل منذ عام1992 وحتي الآن بدون رخصة. بدون ترخيص ويقول مجدي الشرقاوي رئيس مجلس ادارة جمعية البيئة العربية بالاسكندرية... إن الغرض من انشاء موقع(9 ن) بنجع ابو بسيسة بالعامرية هو دفن الحمأة لما تحتويه من ميكروبات ومعادن ثقيلة نتيجة مخلفات الصرف الصحي والصناعي والزراعي وايضا مخلفات المستشفيات. لكن المعالجة تتم بصورة بدائية ولا تراعي المعايير العالمية مما جعل هذه المخلفات غير صالحة للبيع كسماد عضوي لما تسببه من سرطنة للزراعات والانسان والحيوان. وعن الخطوات التي تم اتخاذها حيال هذا المشروع يقول الشرقاوي انه بعد شكاوي آلاف المواطنين صدر قرار محافظ الاسكندرية رقم658 لسنه2004 بتشكيل لجنة لتطوير الموقع(9 ن) والحمأة المكمورة به لكن القرار لم ينفذ كما صدر قرار آخر بتشكيل لجنة من اساتذة جامعة الاسكندرية لدراسة الوضع علي الطبيعة والنتيجة لا شيء! الاخطر ان محطة التنقية الشرقية والغربية ترسل الحمأة للموقع(9 ن) دون تجفيف مما تسبب في تلوث الطرق ومداخل القري بمخلفات الصرف الصحي والمدابغ والمصانع وكلها تحتوي علي عنصر الكروم السداسي التكافؤ وشديد السمية المسبب للسرطان. والسؤال الذي يفرض نفسه اخيرا لماذا لا يتم اختيار موقع بديل لتجميع مخلفات صرف صحي الاسكندرية بعيدا عن الكتلة السكانية قبل حدوث وباء يحصد ارواح الالاف؟!