بعد ساعات من التفجيرات الدموية التي هزت نيجيريا أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد, كثفت الشرطة النيجيرية أمس الإجراءات الأمنية حول المساجد والكنائس وأكد وزير الداخلية النيجيري كالب اولوباندي أهمية تشديد الإجراءات حول أماكن العبادة من مساجد وكنائس بعد أن أصبحت هدفا للهجمات, وتوعد بملاحقة المسئولين عن حوادث العنف. ودعا الوزير النيجيريين إلي اليقظة وإبلاغ الشرطة عن الأشخاص المشتبه فيهم, وقال إن الحكومة ستتخذ إجراءات اضافية في المستقبل للحفاظ علي الأمن. وكانت جماعة بوكو حرام النيجيرية قد أعلنت مسئوليتها عن الانفجارات التي استهدفت كنائس علي مشارف العاصمة النيجيرية أبوجا ومدينة جوس وأدت إلي مقتل40 شخصا, وأدانها الرئيس النيجيري جودلاك حوناثان ومنافسه السابق في الانتخابات الرئاسية محمد بوهاري. وصدرت معظم الصحف النيجيرية صباح أمس بعناوين باللون الأسود حدادا علي أرواح الذي سقطوا في الهجمات. وقالت صحيفة ذيس داي وهي من أكبر الصحف انتشارا في البلاد إن كريسماس هذا العام هو الاسوأ في تاريخ نيجيريا بسبب كثرة عدد الضحايا والدمار الذي لحق بالبلاد. واتهمت الصحيفة جماعة بوكو حرام بالوقوف وراء الهجمات التي وصفتها بالمنظمة, وقالت إن هجمات أمس جاءت بعد أيام قليلة من هجمات في مدن كادونا وداماتوروا ومايدوجوري في شمال نيجيريا والتي أدت إلي مقتل وإصابة العشرات. ووصفت صحيفة ذي نيشن الموقف بعد التفجيرات بأنه مرعب بسبب تفحم جثث الضحايا وصرخات أقاربهم التي هزت المشاعر. وقالت صحيفة فانجوارد إن أمس كان الأكثر دموية في تاريخ نيجيريا المعاصر بسبب توقيت العمليات وسقوط قتلي بينهم أطفال ونساء وأفراد شرطة. وفي نيويورك, أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات الهجمات التي استهدفت كنائس في بلدة مادالا, علي مشارف العاصمة النيجيرية أبوجا ومدينة جوس, والتي خلفت العديد من القتلي والجرحي. وأعرب الأمين العام- في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه- عن تعاطفه وتعازيه لشعب نيجيريا, وإلي أسر الضحايا الذين فقدوا أحباءهم. وجدد بان كي مون دعوته إلي وضع حد لجميع أعمال العنف الطائفي في البلاد, كما جدد اقتناعه الراسخ بأن الهدف المنشود لا يمكن أن يبرر هذا اللجوء إلي العنف. وفي القدسالمحتلة, أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية الهجمات التي وقعت في نيجيريا, وأكدت أن إسرائيل ستزود السلطات النيجيرية بالمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدة ضحايا هذه الهجمات. ومن القاهرة- د. هالة أحمد زكي: نددت منظمة التعاون الإسلامي بأعمال العنف التي شنتها جماعة بوكو حرام مؤخرا في داماتورو وبوتسكوم ومايدوجوري في شمال شرق نيجيريا والتي أسفرت عن سقوط العشرات من القتلي الأبرياء. وأدان الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام المنظمة استمرار حالة انعدام الأمن جراء أنشطة تلك الجماعة المتمردة في أنحاء من البلاد, داعيا إياها إلي سلوك طريق الحوار فورا مع الحكومة وإلي وقف عملية سفك الدماء وإنهاء معاناة الناس, وحث المواطنين كافة علي التكاتف والتلاحم مع السلطات صونا لأمن البلاد واستقرارها.