عندما ولد توقع الجميع أنه لن يعيش طويلا, ولكن شاء المولي عز وجل أن يخيب توقعهم وأن يصل إلي21 عاما رغم معاناته الشديدة من إعاقته الحركية والذهنية وضعف البصر. استطاع أن يثبت أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الروح وليس الجسد, فهناك أسوياء كثيرون لا يملكون سوي مشاهدة أمجاد غيرهم, ولكن كريم جمال تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا برقم الآيات والصفحات رغم أنه لم يكمل تعليمه ولكن بحث عن ملكاته ليصنع شيئا مختلفا. يقول كريم جمال لصفحة صناع التحدي: عندما ولدت كان مخي متوقفا تماما و القلب فقط هو الذي يعمل, لذلك بقيت في الحضانة27 يوما, وبعد عامين اكتشفت أسرتي أني غير قادر علي المشي, وبعد عرضي علي الأطباء أجمعوا علي وجود ضمور في المخ, وتخلف عقلي. وخضعت لرحلة علاج طويلة, بعدها تمكنت من السير علي أطراف أصابعي, ووقتها كان عمري6 أعوام, وأيضا كنت أعاني من ضعف شديد في البصر, ورغم ذلك التحقت بمدرسة ابتدائية للأسوياء, وكنت من أشهر الطلاب وأكثرهم تفوقا وضمن قائمة الأوائل حيث بدأت تظهر قدراتي الفائقة علي الحفظ. ويضيف كريم: وعندما انتقلت إلي المرحلة الإعدادية وجدت صعوبة في دراسة المواد العلمية مثل الجبر والهندسة وأيضا كنت أتعرض لبعض المضايقات والسخرية من زملائي بسبب إعاقتي في قدمي لوجود تقوس بها, كما أن يدي بها إعاقة إلي جانب معاناتي من الكهرباء الزائدة بالمخ, وكل ذلك كان يسبب لي حالات تشنج مما جعلني محبطا نفسيا ولا أرغب في الذهاب إلي المدرسة حتي لا يسخر مني أحد, لذلك تركت المدرسة نهائيا بدءا من الصف الثاني الإعدادي, وبدأت اتردد علي المسجد بانتظام, وكرست كل جهودي من أجل حفظ القرآن علي يد أحد الشيوخ حيث كنت عندما أعود من المسجد أستمع إلي شرائط القرآن الكريم وأكثر الأصوات المحببة إلي قلبي هو صوت القارئ الراحل عبد الباسط عبد الصمد, العجمي, الحصري, مشاري راشد, وبقيت علي هذا الحال إلي أن تمكنت من أتمام حفظ القرآن الكريم كاملا, وأعرف أرقام الآيات والصفحات ونوع الصورة مكية أم مدنية, وهذا أمر صعب للغاية علي الأسوياء, وقتها كنت وصلت إلي17 عاما, وداومت علي قراءة القرآن حيث أقرأ من4 إلي5 أجزاء يوميا, وفي رمضان أختم القرآن20 مرة. ويكمل كريم: بعد أن تمكنت من حفظ القرآن بدأت أحفظ بعض الأحاديث وأقرأ كتب التفسير مثل صحيح البخاري, وصحيح مسلم وقصص الأنبياء, بعد ذلك أصبحت أشارك في مسابقات حفظ القرآن الكريم والتي كان أخرها مسابقة المولد النبوي الشريف الماضية التي أقيمت تحت إشراف وزارة الأوقاف وحصلت علي المركز الأول علي محافظة القاهرة والثالث علي مستوي الجمهورية وكرمت من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية, كما تم تكريمي مؤخرا في احتفالية أقيمت في دار الكتب المصرية وذلك لتفوقي في حفظ القرآن الكريم, وأيضا تم تكريم والدتي باعتبارها الأم المثالية علي مستوي حي الوايلي. وعن أحلامه يقول كريم: احلم أن يكون لي عمل كي أتمكن من تحمل مسئولية علاجي, ولقد حاولت الالتحاق ببعض الوظائف ولكن لم أتحمل مشقة ساعات العمل الطويلة بسبب ظروفي الصحية, وأتمني أن تمنحني المحافظة كشكا بجوار المنزل أعمل به, وبالفعل تقدمت بطلب لمحافظ القاهرة ووافق عليه, ولكن عندما ذهبت إلي الحي جاء ردهم أنهم ينتظرون موافقة المحافظ, لذلك أتوجه إ ليهم بسرعة إتمام الإجراءات رفقا بحالتي الصحية.