الامتحانات في بلادنا فقط موسم انتعاش لعيادات الطب النفسي! عندما يدمر القلق والتوتر أعصاب ابنائنا والبيت المصري بأكمله.. وتسمع داخل العيادة النفسية أشعر بالقلق والخوف كلما اقترب الامتحان.. ويمنعني القلق والأرق والصداع من المذاكرة.. لا أستطيع التركيز.. أعاني من السرحان والتفكير في أشياء خيالية.. وأعاني من النسيان.. لا أتذكر الدروس التي قرأتها منذ قليل.. وغير ذلك من الأعراض التي تحدث للطلاب مع اقتراب الامتحان.. وهي كما يشرح د.لطفي الشربيني أستاذ الطب النفسي نتيجة للقلق والتوتر وما يفعله من سوء تركيز وتحصيل ونسيان وأحلام يقظة. ويري أطباء النفس كما يضيف د.الشربيني أن هذا القلق مطلوب ومفيد للغاية وهذا ما يعرف بالقلق الطبيعي الذي يحقق للطالب استعدادا إضافيا وتهيئة بدنية ونفسية لبذل جهد أكبر. ويزيد من حالة اليقظة والانتباه والتركيز وزيادة ساعات الاستذكار.. ولكن أن يكون في حدود معقولة.. فإذا ذاد القلق والخوف يتحول إلي حالة مرضية ويصبح معوقا يتسبب في الشرود وضعف التركيز والتوتر والهروب إلي أحلام اليقظة وهو نتيجة لنظام الامتحانات الذي لا يقوم بإعداد الطالب نفسيا بطريقة متدرجة للامتحان.. والرهبة المصطنعة التي تسهم فيها وسائل الإعلام والبيت المصري حيث تشعر الطالب أنه في مواجهة مصيرية, وهذه المبالغة تسبب المزيد من الضغط النفسي والقلق.. وتأتي نصيحة الطب النفسي بإلتزام الهدوء, والتخلي عن المخاوف, واكتساب الثقة, والابتعاد تماما عن الأدوية المهدئة أو المنبهات بآثارها المدمرة, والأسلوب الأمثل في التحصيل هو مذاكرة أكثر من مادة واحدة في نفس اليوم.. والراحة والخروج للهواء الطلق من حين لآخر.. وتهيئة المكان وضبط طريقة الجلوس في إضاءة مناسبة, مع الاستماع إلي موسيقي خفيفة تساعد علي توجيه مركز الانتباه إلي المادة, ويمكن لمواجهة صعوبات التركيز نتيجة للسرحان والاستغراق في أحلام اليقظة أن يذاكر مع زميل, وان يضع لنفسه نوعا من المكافأة بعد كل إنجاز بالرياضة أو الراحة.