أحدث نبأ إعلان وزارة الداخلية، عن ضبط تنظيم إرهابي، كان يخطط للقيام بعمليات، تستهدف منشآت حيوية وأجنبية، في محافظتي القاهرة والإسكندرية، دوي في الشارع السياسي المصري، خاصة بعد أن كشفت تحقيقات النيابة، عن اعتناق اثنين من المتهمين، للأفكار الجهادية والتكفيرية. يبدو أن هذا النبأ، أثار حفيظة القوى الإسلامية، التي وصف بعضها النبأ بأنه "تمثيلية"، بينما طالب البعض الأخر بانتظار ما ستفر عنه التحقيقات، فيما رأى آخرون أنه تلفيق لتشويه صورة الإسلاميين. ووفقا للمتحدث باسم الحزب الإسلامي التابع لتنظيم الجهاد، محمد أبو سمرة، فإن هذه الاتهامات أكاذيب، وافتراءات ملفقة، من داخلية النظام الحالي، التي لا تختلف عن داخلية النظام السابق، وأن السبب في تخوف الداخلية من تنظيم الجهاد واتهامهم بأنهم إرهابيون يرجع إلى أنهم يرهبون النظام الحالي كما كانوا يرهبون النظام السابق، بينما وصف القيادي بالسلفية الجهادية مرجان سالم الواقعة بأنها مسلسل سياسي جديد من أجل محاولة عودة جهاز أمن الدولة مرة أخرى. الإعلان عن هذا التنظيم، يأتي في الوقت الذي نظم فيه عدد من التيارات الإسلامية، وقفات احتجاجية، أمام مبني الأمن الوطني بمدينة نصر، وقيامهم بمحاولة اقتحام الأبواب، وإلقاء الشماريخ داخل المبني، ونزع علم الوزارة، ووضع علم أسود بدلا منه، كتبوا عليه "لا إله إلا الله"، إضافة إلى رفعهم صور أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الراحل، وأيمن الظواهري، الرجل الأول بالتنظيم، وأبو مصعب الزرقاوي، القيادي الراحل بالقاعدة. أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا الصدد .. هل الإعلان عن التنظيم هو حصاد للتظاهرات التي تم تنظيمها أمام مبنى جهاز الأمن الوطني؟ .. وما الهدف من إعلان وزارة الداخلية في هذا التوقيت عن هذه الخلية الإرهابية؟ .. وهل هذه محاولات للسيطرة على الجهاديين والجماعات الإسلامية خاصة أنهم المحرك الأساسي فيما يحدث من خطف واعتداء على رجال الشرطة في سيناء أم محاولة من الشرطة لإعادة سيطرتها على الأمور واتخاذ ما تراه مناسبا مع هذه التيارات المتشددة من وجهة نظرها؟ .. وهل سيحدث صدام بين وزارة الداخلية والجماعات الجهادية؟ .. وما موقف مؤسسة الرئاسة في حال وجود صدام بينهما باعتبار الرئيس منتمي للتيار الإسلامي؟ [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر