منذ العرض الأول لفيلم جاتسبي العظيم المأخوذ عن القصة الرائعة ل سكوت فيتزجيرالد ونقاد هوليود منقسمون علي أنفسهم في حين يري البعض منهم أنه مخيبا للآمال, بينما يري البعض الآخر أنه بدأ من القمة منذ اللحظة الأولي واستمر في الصعود لما بعدها. قصة الفيلم الذي عرض أمس الجمعة في نيويوك مأخوذة عن قصة الكاتب الكبير سكوت فيتزجيرالد التي تحمل نفس الاسم وكتبها عام5291, وهي خامس معالجة سينمائية لها, وتتناول أحداثها الشاب نك كاراوي الذي يقوم بدوره في الفيلم توم ماجوير فقد انتقل نك إلي شرق الولاياتالمتحدة في صيف1922لدراسة أعمال الأسهم والسندات, وهناك يلتقي بابنه عمه ديزي كاري ماجوير التي تزوجت من توم بوكانان الذي يجسد دوره جويل ادجارتون. ويعتبر توم نموذجا للشاب الأرستقراطي في زمنه فهو نجم كرة سابق, ثري ثراء فاحشا, يستمتع بملذات الحياة, وشديد العنصرية, في الوقت نفسه فإن نك تتواصل صداقته مع المليونير الغامض جاي جاتسبي الذي يؤدي دوره الممثل دي كابريو. وكان هوس جاتسبي ب ديزي وحبه لها حين كان مجرد ضابطا صغيرا وحتي أصبح مليونيرا هو المحور الأساسي للقصه والفيلم. وهنا تظهر نقطه الخلاف بين النقاد وقد تكون نقطة اللا عودة في الفيلم, فالقصة تعد من كلاسيكيات الأدب الأمريكي ولها مكانة خاصة في نفوس الأمريكيين لأنها تقدم نموذجا صارخا للحلم الأمريكي الذي بنيت الامبراطورية علي أساسه. فالسيد جاي يستطيع الوصول إلي مرتبة المليونير رغم أنه بدأ كضابط صغير لا يعيره أحد اهتماما يذكر. وكما يري الكثيرون فان قصة جاتسبي العظيم هي الأكثر تدريسا في العالم كنموذج للأدب الأمريكي فهكذا يقدم الأمريكيون أنفسهم للعالم أو هذه ما كانت عليه الروح الأمريكية حتي وإن تكن نسيا منسيا يمكنك بالجهد والعرق أن تصبح مليونيرا!. لكن هناك أيضا من يرون إن شخصية جاتسبي تقدم الطاقة المدمرة لهذا الحلم الأمريكي فهي تقدم كل الأمراض الاجتماعية التي لحقت بهذا الحلم, فكل من بلغ هذا الثراء ووقف علي شواطئ تحقق هذا الحلم لابد إنه قد دفع الكثير ليصل إليه ولابد للآخرين أن يدفعوا هم أيضا ولو جزءا من هذا الثمن, ففي ثلاثينيات القرن الماضي كانت أمريكا تموج بالتغيرات في كل شئ, فقد بلغ المجتمع حدا من الرفاهية سمح له بالمغامرة في كل شئ وكما يقول الأمريكيون اختبار الحدود القصوي سواء كان ذلك في سوق الأسهم, أو في الحب أو الجنس أو الموسيقي والفن أو حتي في تشكيل العصابات, لذلك فقد امتلأت حفلات الأغنياء أو حفلات جاتسبي كما يقدمها الفيلم بالموسيقي الصاخبة وكل أنواع الملذات التي قد تمكن هذا المليونير من استعاده حبيبته التي يعتقد أنه فقدها بسبب الفقر ويبدو للوهله الأولي إنه حب رومانسي لا يستطيع نسيانه, لكن الحقيقة إنه هوس الإمتلاك والحنين للعودة لماض كان فيه قادرا علي الحب ولم يعد يستطيع ذلك بعد أن فقد قلبه في طريقه للصعود. ولأن الكاتب الكبير فيتزجيرالد كان شاعرا أيضا فقد استطاع أن ينقل الحفلات الصاخبة التي كان يقيمها جاتسبي لجيرانه واصدقائه رغم عدم مشاركته فيها الا كمراقب بلغه امتلأت بالألون والموسيقي التي أضفت شيئا متوحشا علي هذه الحفلات وهو ما أتاح للمخرج الأسترالي ليرمان الفرصة ليقدم عبر فيلم ثلاثي الأبعاد خليطا هائلا من أبرع الاستخدامات التكنولوجية التي تثير ليس فقط ديزي بهذا الجاتسبي العظيم لكن أيضا إعجاب المشاهدين من أبناء هذا الجيل ممن دخلت التكنولوجيا إلي عقولهم وقلوبهم فهم لا يعيشون بدونها ولا يستطيعون الاستمتاع بالحياة بغيرها. فمنذ اللحظة الأولي التي تم فيه اختيار باز ليرمان سيكون مخرج هذا الفيلم والنقاد في نيويورك وانجلترا يصرخون ضد هذا الاختيار. فعلي الرغم من أن ليرمان يعد من أفضل مخرجي هذا الجيل الذي يعتمد التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد كجزء لا يتجزأ من تأثيره كمخرج كما فعل