الذي يقرأ تقرير وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون الذي قدمته للكونجرس أخيرا, عن أوضاع الصين العسكرية, يكتشف أن الحرب الباردة عادت من جديد, لكن ليس بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي, كما كان الأمر في الماضي, بل بين الولاياتالمتحدة والصين, وهو ما يدفعنا إلي التفكير في عواقب هذه الحرب علينا نحن العرب. لقد أشار التقرير إلي ارتفاع محموم في الإنفاق العسكري الصيني, وإلي تزايد عمليات التجسس الاقتصادي والتكنولوجي الصينية علي أمريكا, وبالتالي فإن الصين لم تعد مجرد قوة اقتصادية جبارة وحسب, بل هي عملاق عسكري أيضا, ومن ثم ينبغي علينا في المنطقة العربية أن نتعامل مع الصين من هذا المنطلق. ولو أننا بحثنا عن الدور الصيني في المنطقة العربية لكان أبرز مظاهره موقفها مثلا إزاء الحرب الأهلية السورية, وكيف أنه يتوافق مع الموقف الروسي, ويكون علينا أن نسأل هنا: وماذا عن إيران؟ إن فهم الدور الصيني قد يدفعنا إلي الاستفادة من هذه القوة الكونية الناشئة, ونعيد حساباتنا معها, لا بحسبانها تصدر لنا سيارات وموبايلات وفوانيس رمضان فقط, بل لأنها عسكريا منافس قوي لأمريكا. ثم إن هناك الدور الصيني في إفريقيا, ومساعداتها الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية الضخمة لدول حوض النيل, وأيضا في موضوع بناء السدود علي النيل. الفكرة هنا ببساطة أنه إذا كان عملاق العالم, الولاياتالمتحدةالأمريكية, بدأ ينتابه الخوف من الصين, فلماذا لا نسعي جميعا إلي إعادة حسابتنا بذكاء مع هذا التنين؟ لمزيد من مقالات