الدعوة التي تحرم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم غريبة علي المجتمع المصري, ولا تستند إلي نص قرآني أو حديث شريف, وتتناسي أن الأقباط أخوة في الانسانية, ولهم حق المواطنة. والإسلام الذي جاء للتجميع وليس للتفريق أمرنا بالتعاون معا في الوطن والسلام الاجتماعي والانساني. وتهنئة شركاء الوطن من النصاري في مناسباتهم وأعيادهم المختلفة من الإحسان الذي أمرنا الله به, ومن البر الذي لم ينهنا الله عنه في قوله تعالي: لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم, إن الله يحب المقسطين( الممتحنة8). وقوله: تقسطوا إليهم أي تعدلوا اليهم, ومعهم وتحسنوا معاملتهم بالعدل. كما أن رسولنا محمدا صلي الله عليه وسلم لم ينه عن معايدة غير المسلمين, والتعامل معهم, وتبادل الهدايا حيث ورد عن علي بن أبي طالب قال: أهدي كسري لرسول الله فقبل منه الرسول, وأهدي له قيصر فقبل, وأهدت له الملوك فقبل منها وهم غير مسلمين! ورسولنا صلي الله عليه وسلم كان أيضا يعايد ويشارك اليهود أعيادهم, ولذلك كان يصوم هو والصحابة يوم كيبور, أي يوم الغفران عند اليهود الذي يصومه الآن المسلمون باسم يوم عاشوراء. ورسولنا أيضا وصي بأقباط مصر, وناسب أهل المنيا بصعيد مصر بزواجه من السيدة مارية القبطية, وأنجب منها ولدا, وقال صلي الله عليه وسلم استوصوا بأقباط مصر خيرا فان لهم رحما وذمة. وكلمة قبطي تعني مصري, دون أن تعبر عن ديانة, أو معتقد ديني, ومن ثم فشعب مصر يضم القبطي المسلم والقبطي المسيحي كنسيج واحد لشعب يكمل بعضه بعضا في المحروسة. لذا فاننا نقول إن التهنئة لأخواننا المسيحيين وغير المسيحيين واجبة علي كل مسلم, وعلي من يفتي بجهل وبدون علم أن يتوقف عن الإساءة لنفسه وللإسلام. لمزيد من مقالات عبد المعطى أحمد