احترس في شم النسيم اليوم من الاسماك الملوثة.. هذا مايؤكده الاطباء, فالتسمم بالاسماك يزداد في شم النسيم.. ولا فرق بين الاسماك الطازجة أو المملحة.. فبعض التجار يتخلصون في عيد الربيع من مخزونهم من الاسماك فاقدة الصلاحية. الدكتورة جيهان فتح الله استاذ امراض الاسماك بوزارة الزراعة تؤكد ان الاسماك سريعة التلف نتيجة التلوث بمياه الصرف الصحي أو فضلات الطيور المهاجرة, والتي تكون ملتصقة بنوعيات من الأسماك في عرض البحار ومع غياب الطهي الجيد والتعقيم المضمون تتحور هذه الطفيليات اليرقية في عضلات الاسماك أو الاعضاء الداخلية أو التجويف البطني للاسماك حتي بعد تنظيفها, ثم تنتقل للإنسان ببساطة. الديدان المفلطحة تنتشر في أسماك البوري والبلطي وهي ديدان الميتزوفيدي وتسبب الاصابة بالآلام والمغص والاسهال والغثيان وقد تصل بويضات هذه الديدان إلي الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان وأخطرها القلب والمخ, وتسد الشرايين وتؤدي للوفاة اذا لم يتم تشخيص مبكر للمرض والعلاج السريع. وأوضحت أن من اليرقات الطفيلية المتحوصلة في الأسماك أيضا دودة( الدايفيلو بوثريام) ويرقات التجويف البطني مثل الديدان الاسطوانية مثل ديدان( الكابيلاريا) وديدان( الاينساكس) وكلها ديدان تصيب الانسان مع تناول الأسماك بطريقة غير صحيحة فتسبب المغص والقيء والاسهال والضعف العام ومنه انهيار لاجهزة الجسم. أخطاء الحفظ ويقول د. نشأت عبدالمتعال الباحث بمعهد بحوث الحيوان ان عمليات حفظ الاسماك قد يشوبها أخطاء تسبب كوارث تؤدي للوفاة حتي مع وجود العلاج. وأضاف د. نشأت أنه بالنسبة لتأثير درجة الحرارة علي هذه الطفيليات المتحوصلة في لحوم الأسماك فإن درجة الحرارة في الشي والمناسبة تكون لمدة5 دقائق لكل جانب من السمكة, و3 دقائق في حالة القلي لكل جانب في درجة حرارة80 مئوية, وهي كافية مع الاسماك متوسطة الحجم مثل البوري لقتل الطفيليات اليرقية المتحوصلة في عضلات الأسماك. ويوكد د.ابتسام عبدالغني أستاذ سميات البكتيريا والطفيليات أنه بالنسبة لعمليات تمليح الأسماك, وبمناسبة قدوم شم النسيم فلابد أن تملح لمدة لاتقل عن15 يوما في تركيز ملحي يصل إلي59% لقتل الديدان اليرقية المتحوصلة التي تتركز في عضلات أسماك البوري أما اذا كان التمليح لاسماك التونة( الماكريل) أو الرنجة( الهرنج) فلابد أن تكون مدة التمليح لاتقل عن6/5 أسابيع بتركيز ملحي عال أو لمدة7 أسابيع فأكثر مع تركيز ملح43% لضمان قتل الديدان الاسطوانية التي تكون في التجويف البطني أو عضلات السمكة. .. والتموين تراقب تجار الفسيخ جهود مكثفه تشنها مباحث التموين في شم النسيم لضبط الأسماك المملحة والمدخنة الفاسدة قبل طرحها بالأسواق. يقول اللواء أحمد موافي مدير الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية إن رجال مباحث التموين يخوضون معركة شرسة مع التجار معدومي الضمير الذين يستغلون أعياد شم النسيم ويطرحون كميات من الفسيخ والرنجة تم تخزينها بطريقة خاطئة, ويتم اضافة لون لها لتغيير معالمها. واضاف ان هناك مصانع تعمل في مجال تصنيع الفسيخ دون ترخيص, وتم ضبطها والتحفظ علي الكميات الخاصة بالمصنع وتشكيل لجنة لتحليلها وفي حالة ثبوت فسادها يتم اعدامهما ومعاقبة صاحبها. وينصح داود بطرس فسخاني يعمل في المهنة منذ50 عاما المقبلين علي شراء الفسيخ بأن يختاروا السمكة المتماسكة, ويكون لونها من الداخل احمر ورديا وزعانفها سليمة ليس بها تآكل أو تورم, وعند فتح بطن السمكة تكون رائحتها مقبولة. وأوضح بطرس أنه بسبب ارتفاع سعر الفسيخ والملوحة هذا العام عزف الناس عن شراء الكميات المعتادة لهم واتجهوا لشراء الرنجة لرخص ثمنها مقارنة بالفسيخ والملوحة, فيتراوح سعر الفسيخ بين70 و90 جنيها حسب المنطقة وكيلو الملوحة70 جنيها والرنجة بين30 و35 جنيها, وقد اثرت ازمة السولار علي ارتفاع سعر الفسيخ لزيادة التكلفة علي التاجر والذي يتحملها المستهلك بالتبعية. وأكد ضرورة تعامل التاجر مع مصانع موثوق بها ومرخصة مع اهمية وجود الفاتورة والاختام فهذه اجراءات ضرورية حتي لا يفقد التاجر سمعته ومصداقيته عند زبائنه. وطالب بعدم شراء الفسيخ من علي الرصيف فهناك بعض البائعين الجائلين يستغلون هذه المناسبة فيعرضون بضاعاتهم من الفسيخ وأنواعه في الشارع ويجب ألا يغتر المستهلك برخص أسعارها ويقبل عليها لأن أضرارها كثيرة. ويقول محمود الشامي إن عيد شم النسيم لا يمر دون تناول الفسيخ علي الرغم من اضراره المعروفة ولكن ارتفاع سعره هذا العام الذي تخطي سعر كيلو اللحمة دفعه لشراء كمية أقل واتجه لشراء الرنجة والسردين فهما أرخص. أما الدكتورة نيبال عبد الرحمن استاذ التغذية الاكلينيكية ومدير الاعلام بالمعهد القومي للتغذية وتنصح بعدم الافراط في تناول الفسيخ الا في حدود150 جراما للشخص في الوجبة الواحدة مع الاكثار من تناول الخضراوات الطازجة والبصل الاخضر والخس والبقدونس والفلفل والسلاطة الخضراء لانها تساعد علي تقليل نسبة الاملاح التي يمتصها الجسم وكذلك تعمل علي تخلص الجسم منها.