لم يكن غريبا علي الوسط الكروي أن يستيقظ علي خبر تسريح فريق21 سنة بالنادي الأهلي الذي كان يقوده فتحي مبروك, ولم يكن غريبا أن تتناثر أخبار بحث فريق النادي الأهلي عن لاعبين في أكثر من مركز: حراسة مرمي ووسط مدافع وصانع ألعاب ورأس حربة, وما يسري داخل الأهلي ينطبق علي الزمالك بالكربون. ولم يكن أيضا غريبا أن تجد منتخب الشباب الفائز مؤخرا بلقب كأس أفريقيا للشباب بدون كلمة عليا من القطبين فالزمالك لم يكن لديه سوي حارس المرمي والذي أصيب قبل البطولة, وكان للأهلي أربعة لاعبين اثنان فقط منهم هم صناعة قطاع الناشئين رامي ربيعة ومحمود تريزيجيه واثنان من خارجه هما حسام غالي وعمر بسام, في حين أن أندية أقل كثيرا في الإمكانان من القطبين ضمت لاعبين أكثر للإسماعيلي أربعة لاعبين وهناك إنبي الذي قدم ستة لاعبين. هذه المعطيات المتناقضة تذهب بنا إلي ضرورة مناقشة الدور الذي يقدمه قطاع الناشئين داخل الأهلي والزمالك, وما هو المردود الذي يعود علي فريق الكرة الأول, أم أنه فقط تحول إلي مجرد إدارة وبيزنس خاص لمدربي القطاع. نقول هذا لأن قطاعات الناشئين تحولت إلي مرتع خاص لأبناء واقارب المدربين في الوقت الذي لا تستفيد مه إدارة النادي في شيء حتي حينما لا تدري ماذا تفعل بلاعبيها تقوم بتسريحهم دون حتي التفكير في بيعهم لأي من الأندية الأخري التي تبحث عن وجوه جديدة قادمه من مدارس الأهلي والزمالك, والغريب والذي يدعو للتأمل أن يعود القطبان مرة أخري بعد بضع سنوات لشراء لاعبيها من الفرق الأخري والذي سبق وأن سرحوهم, ويتكبدون ملايين الجنيهات, بدليل سعي الأهلي والزمالك لاعادة كهربا وفرج بعد طردهما. وقد يكون هذا الملف برمته اهدارا للمال العام يجب أن يتم محاسبة المسئولين عنه. الأمر الثاني والذي يدعو إلي المحاسبة والنقاش هو كيف يتم تعيين مدربي قطاعات الناشئين, ولكن هناك مدربين أخرين أمثال علي ماهر وعماد النحاس وآخرين بدون خبرات, هل حصلوا علي شهادات تدريبية تؤهلهم لصناعة النشء أو خبراتهم التدريبية تسمح بذلك, في الوقت الذي تم فيه التفريط في بدر رجب الذي اصبح مديرا لقطاع الناشئين بالجزيرة الإماراتي, ولا ينكر أحد أن قطاع الناشئين بالأهلي تأثر بعد رحيل بدر وانهارت مدرسة الكرة علي يد عبدالنبي عاشور الذي حولها مكانا للمجاملات. ونفس الأمر في نادي الزمالك وبرغم وجود الدكتور محمود سعد مديرا للقطاع فإن نفس الأسلوب والأخطاء تتكرر داخل القلعة البيضاء فالجميع لم يكن علي علم بأن الناشيء أحمد سمير الذي تألق أمام الزمالك كان ضمن أبناء الزمالك ورحل دون قيد أو شرط. والأخطاء داخل قطاعات الناشئين لا حصر لها فهناك مجاملة واضحة وإدارة فاشلة لقطاع الناشئين داخل القطبين نجد, لدرجة أنه لا يوجد مدرب في قطاعات الناشئين لا يضم أبناءه وأقاربه ويمنحهم فرصة لا يحلمون بها لمجرد قربه من موقع المسئولية وعلي سبيل المثال نجد أن عماد النحاس والذي يقوم بثلاثة أدوار داخل الأهلي من خلال منصب نائب مدير القطاع والمدير الإداري والمدير الفني لفريق15 سنة, قد ضم اثنين من أبنائه لفريق الناشئين بعد أن كانوا في صفوف أكاديمية الأهلي مدفوعة الثمن. ولو أردنا أن نلقي بأصابع الأتهام لن نجد سوي مجالس الإدارات في الأهلي والزمالك التي تركت هذا القطاع دون رقيب أو تحديد هدف منه وظلمت أبناءها الأكفاء بحرمانهم من قيادة فرق الشباب وكلفت من ليس لهم خبرة بهذا الدور. فتجاهلوا ماهر همام وعادل طعيمة وعلاء ميهوب وخالد جاد الله بالإضافة طابور الجالسين في الزمالك.