تعرقل الانقسامات والخلافات بين حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط جهود إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل تبني رد فعل موحد تجاه أزمات المنطقة وفي مقدمتها الصراع بسوريا والأزمة الاقتصادية في مصر, بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وذكرت الصحيفة أن مسئولي البيت الأبيض كثفوا جهودهم خلال الأيام الأخيرة من أجل كسر الهوة بين حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وحشد الدعم لاستئناف مباحثات السلام بين العرب وإسرائيل. وتضمنت هذه الجهود اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وفد الجامعة العربية أمس في بلير هاوس بواشنطن والذي جاء بعد أسبوع من لقاءات أوباما مع قيادات الإمارات وقطر والأردن. وأشار مسئولون أمريكيون وأوروبيون إلي أن الانقسامات الإقليمية الراهنة يحركها التباينات الدينية والسياسية والاقتصادية والتي تعززت بثورات الربيع العربي. وأوضح مسئول أمريكي أنه لم يعد هناك تحالف عربي واضح وأن الانقسامات يمكن أن تتحول لصراعات علي السلطة في المستقبل. وأضاف المسئول الأمريكي أن هناك معسكرا تقوده قطر وتركيا وهو المعسكر الذي يدعم التيار الإسلامي في مصر وسوريا وتونس وليبيا. وفي المقابل يوجد معسكر تقوده السعودية والإمارات والأردن ويضم الأسر الحاكمة السنية التي تحمل عداء واضح تجاه الإخوان المسلمين وتسعي إلي زعزعة استقرار الأنظمة التي يقودها الإخوان سياسيا واقتصاديا. وظهر هذا الانقسام جليا في واشنطن, حيث اتهم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم- خلال زيارته للولايات المتحدة- صراحة حكومات عربية بنشر إشاعات بشأن التحالف مع الإخوان المسلمين. وحذر بن جاسم دولا عربية من هشاشة نظامها السياسي بسبب عدم قدرتها تبني الديمقراطية والاصلاح السياسي, مشيرا إلي تسونامي قادم. وقال إنه لا نسطيع أن نختار للدول من يحكمها أو أي حزب يفوز في الانتخابات. ولكن في النهاية سنكون ديمقراطيين في موقفنا. بالتوازي, أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلي أن المسئولين الأمريكيين والأوروبيين يرون أن الانقسامات والخلافات تمثل اشكالية كبيرة بشأن التعامل مع الصراع في سوريا وتوحيد الجهود لإسقاط نظام بشار الأسد. وبحسب الصحيفة فإن السعودية وقطر وتركيا يدعمان المعارضة السورية ولكن التباين يظهر عبر الدعم المقدم للأجنحة المختلفة داخل المعارضة السورية وهو ما يحبط الجهود الأمريكية والأوروبية لتوحيد المعارضة السورية المعتدلة في جبهة واحدة ضد الأسد. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي أن استقالة معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف السوري المعارض جاءت بدعم من السعودية والإمارات, حيث دعم الخطبيب سياسة الحوار مع النظام السوري في مواجهة رفض المعارضة المدعومة من قطر لهذا الخيار. وبالنسبة لمصر, فإن الانقسامات كانت أكثر وضوحا, فبينما اتجهت قطر لدعم مصر بنحو8 مليارات دولار عبر أكثر من عامين- منذ ثورة25 يناير- لمواجهة التحديات الاقتصادية الضخمة, امتنعت السعودية والإمارات عن ضخ استثمارات أو تقديم المنح المالية للحكومة المصرية التي يقودها الإخوان المسلمون.