فيما يشبه عملية التنفس الصناعي لإنقاذ مريض في حالة خطيرة اقيمت عدة مهرجانات للمسرح في هذا الشهر وسط حالة كساد يشهدها المسرح بقطاعيه العام والخاص.. وكان منها بالطبع المهرجان القومي للمسرح المصري والذي ترأسه المخرج الكبير د. أحمد عبدالحليم ومنها مهرجان مسرح الهواة والذي رأس لجنة تحكيمه المخرج الكبير فهمي الخولي وأيضا مهرجان معهد الفنون المسرحية والذي شهد تكريم عدد من النجوم من بينهم النجمة ليلي علوي والنجم أحمد عز.. ووسط هذا الزحام الاحتفالي لم يحظ المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية بما كان يستحقه من اضاءة اعلامية مناسبة. رغم مشاركة عدد كبير من الفرق العالمية منها اليونان ضيف شرف المهرجان والإمارات وتركيا والصين والكويت وبنجلاديش وغيرها من فرق دولية بالإضافة إلي مشاركة كبيرة من الفرق المصرية وخاصة فرقة بورسعيد التي استقبلها الجمهور في حفل الختام بحفاوة خاصة ترجمت مشاعر المحبة الصادقة بين جميع المصريين كما شهد حفل الختام تجربة فنية مميزة للمخرج انتصار عبدالفتاح الذي أوجد تفاعلا في عزف الطبول من كل الفرق المشاركة رغم اختلاف النغمات والثقافات المتباينة التي تحملها كل فرقة.. والأعجب أن هذا العرض قد تم التحضير له في ليلة واحدة فقط ليؤكد مخرجه حالة المعايشة الصادقة بين كل العازفين والراقصين دون تدريبات مسبقة وكان احساسا رائعا لمن حضروا الحفل وهم يشاهدون فرقا تمثل مختلف بقاع العالم تعزف وتغني و لحنا واحدا في نهاية العرض لأغنية مصرية ريفية تقول كلماتها حبيت بلدي علشان بلدي أنا عايزك تكبر يا ولدي واشوفك بتعمر فيها وبتزرع ورد في صحاريها وبتبني مصانع ياولدي تحميها وتسعد أهاليها نجح انتصار عبدالفتاح ومخرج ورئيس المهرجان في تغيير مفهوم قرع الطبول الذي كان ينبيء بالحروب ويشير اليها إلي الدعوة للسلام بين الشعوب. وقد قام المهرجان بتكريم اسم الكاتب الكبير د. ثروت عكاشة والفنان الكبير الراحل زكريا الحجاوي كما كرم الفنان محمود رضا ود. عبدالحميد حواس والفنان عبدالرحمن الشافعي والفنان كمال نعيم كما كرم من فرنسا جي دونجرادي ومن جنوب افريقا الدكتورة نكوسازانا ولاميني زوما.