دوامات من أحاديث وتصريحات عنترية قوتها يوما واحدا سنويا من كل عام تقرأ في الصحف وتتردد في نشرات الأخبار مغلفة بأماني تنمية وحقوق لمواطنيها في المساواة والعيش الإدمي، وفي نهاية زفاف وحفاوة اليوم اليتيم يختتم بوليمة عدة أغاني حماسية حنينا وشوقا إليها، ووعودا بمشروعات الإنماء والعمل علي عدة محاور ولكن كالمعتاد طوال سنوات تحريرها التي بلغت أكثر من 31 عاما تذبل الأحلام وتنفض الوعود المستهلكة حتي ضاعت بين أيدينا الضعيفة والإرادة الغائبة ونسيان الدماء الطاهرة التي سالت في سبيلها ، والأحلام المشروعة لسكانيها ، والأماني الواجبة للمحافظة علي ترابها الزاكي ، وإهمال كنوزها وخيراتها متعددة أوصاف ، وتركها للإطماع في إنتزاعها استرجاعا للأوهام أو جعلها وطنا بديلا لغير أهلها ، أو مرتعا للخارجين علي القانون، وملاذا للمطلوبين دوليا ومشروعا للجماعات الإرهابية والتكفيرية لتكون "تورا بورا" . الواقع السيناوي حتي الان يسير من سئ لأسوء الآن إجتماعياً وسياسياً وإقتصادياً بعد ثورة 25 يناير مباشرة بعد الانفلات الأمني الذي عم القطر المصري ، وملاذاً للجماعات الإسلامية المتشددة ، ومرتعاً لحماس تحديداً في المنطقة "ج" وخلق طبقة من "أمراء الأنفاق"، ولأزال أهالنا في سيناء يعانون من مشاكل التهميش وتصنيف مواطنة "درجة ثانية " وتشكيك في الهوية ، والمتاجرة بهمومهم ومشكلاتهم ، وإستمرار غياب الإرادة السياسية وتحرك مؤسسات الدولة ، فهل معقولا أن يكون مشروع "تنميه سيناء" الذي اصدر به مجلس الوزارء قانونا ضمن لائحته التنفيذية بندا يسمح للأجانب بالإنتفاع ب 50٪ من الاراضي المصرية وهو ما يمكن فلسطينين وأجانب من التواجد في سيناء ، إلا أنه نحمد الله علي قيام الفريق السيسي وزير الدفاع بمنعه ، ياأخوة أن تنميه سيناء لابد أن ينظر اليها بشكل متكامل عن طريق الجنوب والوسط والشمال بشكل متوازي ، وفي أطار منهج واستراتيجية تأتي من أن أمنها يأتي من تنميتها اقتصاديا من خلال مشروعات حقيقية إنتاجية زراعية وصناعية وتجارية وسكانية, ويكون عائد التنمية أولا لأهل سيناء ويعتمد عليهم , ومنها مثلا في شمال سيناء يوجد بها ترعة السلام وتعاني من مشكلة "الكثبان الرملية" وعالجها عن طريق تثبيتها بإستخدام النباتات والشجيرات المثبته للتربه عليها , ولا تستهلك الكثير من المياه وتقلل الإنبعاثات الكربونية, وهناك أيضا بحيرة البردويل والتي يمكن تصدير الاسماك بها، ومنطقه بئر العبد التي تتميز بالنشاط الداجني , ويمكن زراعة الذره الصفراء والاعلاف بها , وفي رفح والشيخ زويد يمكن زراعة الفاكهة والخضروات واستخدامها في الصناعة , عن طريق بناء مصانع في وسط سيناء , واستخدام ميناء العريش في تصديرها ، وبمنطقه وسط سيناء يوجد حيث الامطار والسيول فيمكن بناء خزانات لإستخدامها في الري والشرب , والرمال التي يتم تصديرها الي تركيا وتونس يمكن استخدامها في صناعه اللالكترونيات ، وبجنوبسيناء حيث السياحة وآبار البترول في منطقة ابو زنيمة ورأس غارب ، ويمكن تمويل المشروعات الزراعية والصناعية عن طريق السياحة وجزء من عائد البترول ، سيناء أرض الفيروز درة أرض الكنانة وتجليات الخالق ومعبر الأنبياء للهداية والمذكورة في كتابه الكريم ، والحصن الحصين أمام الغزاة طوال الزمان ، حتي وصل صراخ ترابها عنان السماء يشكو مرارة الهجران ، ونسيان وعود وأماني الرجوع لجسد منقسم، بعد ثورة قامت للتغيير وطالبت بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ، مما أوجب البدء بالدرع الواقي لا تركه وتدويل إهماله ، سيناء تمثل العبور الآمن للمستقبل فهي بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، ومشروع تنمية سيناء يمثل عبورا ثانيا للشعب المصرى، والدعامة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء، والانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان ، ويمثل العبور الثاني لمصر وشعبها بعد ثورة عظيمة بامالها العريضة ، ونقلة في جميع النواحى والمشروعات الاقتصادية المتمثلة في الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة وما يتبعها من مشاريع خدمية والانطلاق من ضيق الدلتا والوادي وتكدس السكان إلى رحابة سيناء، التى تمتد على مساحة 60088 كيلو متراً مربعاً تمثل 6% من مساحة مصر، وتخدم محافظات شرق الدلتا (دمياط- الشرقية–القليوبية–القاهرة الكبرى) بل محافظات الصعيد المطلة على البحر الأحمر، إضافة إلى محافظات القناة (بورسعيد– الإسماعيلية–السويس)، حيث تمثل لها شبه جزيرة سيناء منطقة جذب للسكان والاستثمار ، وان كان تاخر بدء تنفيذ مشروع تنمية شاملة لمحافظة شمال سيناء، منذ بداية تسعينيات القرن الماضى، وبتكلفة إجمالية تبلغ نحو 5.8 مليار جنيه بأسعار 1995، لم يأت بثماره فى تحقيق التنمية الشاملة حتى الآن إلا على استحياء فى مجال الزراعة والرى، حيث تمت إقامة ترعة السلام بطول87 كم غرب قناة السويس عند الكيلو 219 على فرع دمياط، والتى تتجه شرقا فجنوبا ثم شرقا حتى قناة السويس عند الكيلو 27.8 جنوب بورسعيد، ثم تعبر أسفل قناة السويس وتمتد شرقا حتى وادى العريش (شرق القناة)، لتسمى ترعة الشيخ جابر بطول 175 كم، وإقامة 3 محطات من عدد 9 محطات لخلط ورفع المياه على طول سيناء .. فهل نري قربيا المشروع الحلم والشغل الشاغل للملايين من أبناء مصر من خريجيها وصغار مزارعيها وأيضا خبرائها وعلمائها الذين يرونه المشروع الأكثر قدرة على تأمين حدود مصر من الأخطار المحدقة بها من الشرق لتحقيق الانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان على صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها.. ام نبكي علي اللبن المسكوب كالعادة ، ارجوك انقذوا سيناء بتنفيذه قبل فوات الاوان. لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ