غضب ومعارك واتهامات بالبطلان والتزوير, هذا هو الحال في النقابات الفنية الثلاث وهو الأمر الذي لا يختلف كثيرا عن المشهد السياسي في مصر, فهناك الكثير من الصراعات بين أطراف متعددة في نقابة الموسيقيين والسينمائيين ونقابة المهن التمثلية, وأيضا اتحاد النقابات الفنية والذي من المفترض أن تنتهي مدة رئيسه الحالي ممدوح الليثي في ال18 من مايو المقبل, واتفقت اللجنة المشكلة من أشرف عبد الغفور ومسعد فودة ومحمد أبو داوود وخالد بيومي لتسيير أعمال الاتحاد بعد تردي الأوضاع في النقابات الثلاث علي أن يحل أشرف عبدالغفور رئيسا مؤقتا للاتحاد إلي أن يتم اختيار رئيس جديد. ومن جانبها تري لجنة تسيير الأعمال أن وجود ممدوح الليثي كرئيس للاتحاد أمر غير شرعي وذلك طبقا لتعديل القانون101, وأن الليثي يماطل من أجل الاستمرار في المنصب بعد انتهاء مدته الرسمية, وذلك من خلال المطالبة بإجراء انتخابات التجديد النصفي لمجالس الإدارات قبل انتخاب رئيس الاتحاد, وهو الأمر الذي يعني تأجيل أو تعطيل انتخاب رئيس جديد. أما الليثي فأكد من جانبه أن كل الخطوات التي قام بها المؤتمر العام للنقابات الفنية ليست قانونية, لأنه هو الرئيس الفعلي للاتحاد حتي18 مايو, وأن أي إجراءات سيتخذونها بناء علي قرارات هذا المؤتمر ستكون باطلة, مشيرا الي أن المادة105 من قانون النقابات تنص علي أن انتخاب مجالس النقابات يجب أن يتم قبل انتخاب رئيس الاتحاد وكانت نقابة المهن التمثيلية قد أجلت قرعة التجديد النصفي لأعضاء مجلس إداراتها للأسبوع المقبل, حسبما أكد الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة الممثلين. وتقرر إجراء التجديد النصفي لمجلس إدارة الممثلين في الأسبوع المقبل بنادي النقابة, حيث يتم إسقاط عضوية6 من المجلس الحالي بعد مرور سنتين علي انتخابهم, ليصعد6 آخرون بدلا منهم بحسب قانون النقابات الفنية. وإذا كانت نقابتا المهن التمثيلية والسينمائية من المفترض أن تشهدا التجديد النصفي لمجلسهما والمحدد في28 من أبريل الحالي, إلا أن الوضع في نقابة الموسيقيين هو الأكثر سخونة, فبالرغم من أن النقابة تشهد صراعا طويلا بين نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش وأعضاء مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية امتد لساحات المحاكم, فإن النقابة أعلنت عن بدء التصويت علي مقعد نقيب الموسيقيين3 مايو المقبل بمسرح جلال الشرقاوي تحت إشراف هيئة النيابة الإدارية بعد اتخاذ مجلس إدارة الموسيقيين اخيرا قرارا بفتح باب الترشح للانتخابات علي منصب النقيب, حيث ترشح للمنصب الفنان الكبير محمد الحلو الذي سبق أن ترشح للمنصب الدورة الماضية ولم يحالفه الحظ, والنقيب السابق منير الوسيمي والمطرب مصطفي كامل وكيل النقابة, والملحن علي أبو الخير. ولكن يبدو أن الأمور لن تهدأ حتي مع انعقاد الانتخابات, خصوصا أن بعض أعضاء النقابة أكدوا أن ترشح المطرب محمد الحلو جاء مخالفا لقواعد العمل النقابي, حيث إنه كلف محاميه الذي يحمل توكيلا عاما عنه بتقديم أوراق ترشحه لمكوثه بدبي في الفترة الحالية, وشروط الترشح لمنصب النقيب تقتضي توكيل خاص لتقديم أوراق الترشح فقط هو ما يعتبر مخالفا لقواعد النقابة. الحال بالنسبة للمطرب مصطفي كامل, والذي يري البعض أن ترشيحه مخالف أيضا, حيث لم يكمل فترة ال7 سنوات عضوا بالنقابة, وهي الفترة التي لابد أن تتوافر لإتمام عملية الترشح, كما أن المطرب كان قد سحب عضويته من نقابة الموسيقيين قبل الثورة المصرية وعاد مرة أخري للنقابة بعد ذلك, أما المطرب إيمان البحر درويش فقد تكون فرصه قليلة بسبب المشاكلات التي أثيرت بينه وبين مجلس النقابة الحالي, والتي وصلت الي المحاكم, ومن هنا يبدو أن فرصة الموسيقار منير الوسيمي في الفوز أحسن من منافسيه, علي رغم الانتقادات التي كان يواجهها سابقا عندما كان رئيسا للنقابة في الدورة قبل الماضية.