دشنت الهند في3 أبريل الحالي أكبر مهرجان ثقافي لها في مصر, وتقام فاعليات المهرجان في القاهرة والاسكندرية وفي عدة أماكن مع مجموعة من الشركاء المختلفين, ولقد تساءل بعض أصدقائي المصريين عن سبب إقامة المهرجان في هذا التوقيت. إن مصر في واقع الأمر تمر بمرحلة انتقال سياسي ضخمة ونحن نعترف بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن تصل الدولة والمجتمع إلي مرحلة التوازن ولقد أجبتهم بأننا إذا أردنا انتظار الوقت المناسب, فقد ننتظر إلي الأبد فالتحضير لمثل هذا المهرجان يستغرق وقتا طويلا وعندما اخترنا فترة أبريل مايو لإقامة المهرجان قررنا الالتزام بتلك الفترة علاوة علي ذلك, فأنا اعتقد أن المهرجان سيدخل البهجة والمرح علي المشاهدين وهو أمر مستحسن خاصة في أثناء الأوقات الصعبة. ومنذ أول فترة عمل لي قضيتها في مصر في فترة الثمانينيات, شعرت أنا وزوجتي بالانبهار من دفء المشاعر والمحبة التي يكنها المصريون للهند, وهناك العديد من الأمور التي يعرفها المصريون عن الهند مثل التاريخ القديم والثقافة, والديمقراطية والتعددية, طاغور وغاندي واميتاب باتشان وبالطبع هناك تلك الشعبية الكبيرة للأفلام الهندية. ومن المهم ان نستمر في حواراتنا ونقوم بالبناء علي ما نتمتع به من تراث عظيم لنرسم الطريق الذي يساعدنا علي اكتشاف حضاراتنا ويسير بنا إلي آفاق جديدة, وسوف يكون مهرجان الهند علي ضفاف النيل نقطة البداية لرحلة مهمة في هذا الاتجاه لأنه سيجلب بعضا من أفضل عناصر الثقافة الهندية الكلاسيكية والمعاصرة إلي جماهير القاهرة والاسكندرية, ولأن مهرجان الهند علي ضفاف النيل سيغطي فترة شهر فإنه سيتضمن عروضا موسيقية ورقصات وحرفا يدوية وسينما وأدبا ومطبخا هنديا وجلسات خاصة لتذوق الشاي الهندي. ونأمل في أن تحوز مختلف العروض إعجاب أصدقائنا المصريين. لكننا سنحاول أن ننطلق إلي آفاق أرحب من الحدود التقليدية للترفيه, فنحن ننتوي أن نعمل علي تشجيع التعاون والمشاركة بين الزوار الهنود ومضيفيهم في مصر. فاستعراضات بوليوود الراقصة التي ستقام في دار الأوبرا بالقاهرة, علي سبيل المثال, سوف تضم مصممي رقصات وموسيقيين من الهند يعملون مع فريق يتكون من عشرين مصريا من فرقة باليه أوبرا القاهرة ومركز مولانا آزاد للثقافة الهندية. حازت السيدة جايا جايتلي, المشرفة علي المعرض, علي ثناء المجتمع الدولي وذلك لدورها في مساعدة النساء علي استخدام الحرف اليدوية كوسيلة كريمة لكسب العيش, وفي مصر سوف تقوم بمشاركة خبراتها مع د. هبة حندوسة وشبكة مصر للتنمية المتكاملة وسوف تتفاعل مع مجموعات مختلفة من الحرفيين, كما سيقوم مصمم الرقصات الهندي راجيف كومار بالعمل مع نظيره المصري محمد عبدالحميد البرجيني وسوف نري النتائج المدهشة التي سيسفر عنها التعاون بينهما. كذلك ستبحث الكاتبة ناميتاجوكالي إمكان التعاون مع بيت الترجمة وإمكان نقل المزيد من الأدب المصري إلي الهند ونقل المزيد من الأدب الهندي إلي مصر من خلال عملية الترجمة. وفي مجال الفكر, سوف يتحدث كل من الكتاب الهنود د مشير الحسن وناميتا جوكالي وأميش تريباثي مع الشباب المصري في عدد من الجامعات, كما سيعقدون حوارا مع عدد من الكتاب المصريين البارزين مثل الدكتور جلال أمين والدكتور عمرو حمزاوي والكاتبة أهداف سويف, وسوف يناقشون موضوع الديمقراطية والتعددية والربيع العربي وأهمية التجربة الهندية وإنني علي ثقة بأن هذا الحوار لن يؤدي فقط إلي تثقيف وتنوير الحضور, ولكنه سوف يقدم مادة كافية للتفكير والتدبير.