مازال مشروع وادي التكنولوجيا الذي تم تصميمه ليكون مركزا للصناعات عالية التقنية محلك سر.. فالمرحلة الأولي من المشروع مازالت قيد التنفيذ رغم أنه كان من المفترض افتتاحها في عام2009, والسبب هو نقص التمويل فقد تم تخصيص53 مليون جنيه لهذه المرحلة من أصل470 مليون جنيه. المشروع يمثل خطوة واعدة لتنمية اقليم قناة السويس ووسط سيناء وتحقيق نقلة نوعية للاقتصاد المصري حيث تم تخطيطه ليقام علي مساحة16 ألف فدان كمركز لوجستي وصناعي عالمي مع مشروعي شرق بورسعيد وشمال وغرب خليج السويس. تحقيقات الأهرام زارت وادي التكنولوجيا للتعرف علي اهم التحديات التي تواجهه.. استغرقنا نحو ساعتين للوصول لمدينة الإسماعيلية وبالتحديد إلي وادي التكنولوجيا حيث اضطررنا لركوب معدية تستوعب16 سيارة فقط, وفي أغلب الأوقات يضطر العابرون للضفة الأخري من القناة إلي الانتظار عدة ساعات حتي يجدوا مكانا في المعدية, وتبلغ المسافة من المعدية إلي وادي التكنولوجيا نحو10 كيلو مترات حيث يقع المشروع علي طريق الإسماعيلية العوجا بالاضافة الي شبكة طرق دولية وبرية سريعة حيث يبعد عن القاهرةوالسويس وبورسعيد مسافات من80 120 كيلو مترا, ويبعد عن ميناء بورسعيد وميناء السويس80 90 كيلو مترا كما يرتبط بمشروعين قوميين هما مشروع شرق بورسعيد وشمال وغرب خليج السويس بالإضافة إلي أنه قريب من تجمعات عمرانية كمدينة الإسماعيلية ومدينة القنطرة غرب. وادي التكنولوجيا من المفترض ان يضم الصناعات عالية التقنية في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات والالكترونيات والمايكرو الكترونيات والتكنولوجيا الحيوية وكما تقول المهندسة نعيمة محمد محب مدير عام المشروع إن المشروع من المنتظر ان يسهم في نقل مصر من نطاق الصناعات التجميعية التي تستورد من الخارج إلي الدخول في مجال الصناعات التقنية مثل ماليزيا التي كانت تشترط علي المستثمرين تصنيع أجزاء معينة في الخمس سنوات الأولي علي أن يتم صناعة المكون خلال10 20 سنة. المشروع سوف يسهم في تنمية منطقة وسط سيناء التي لم يكن لها حظ في التنمية عكس منطقتي الشمال والجنوب التي اقيمت فيهما مشروعات سياحية حيث يركز علي اقامة مشروعات صناعية في وسط سيناء تعتمد علي المواد الخام الموجودة في رمال سيناء خاصة مادة السيلكون عالية النقاء والتي تستخدم في عمليةsmartcart التي تتكون منها الالكترونيات والمايكرو الكترونيات الي جانب صناعات الاتصالات. المرحلة العاجلة من المشروع تم تنفيذها والتي تمثل البنية الأساسية من شبكات المياه و الصرف و الطرق والكهرباء الي جانب مجمع خدمات متكامل به سنترال وإسعاف ومطافي, ومبني لأحد البنوك الوطنية لكن هذه المرحلة مازالت تنتظر كما تقول المهندسة نعيمة محمد تنفيذ محطة تجميع ومعالجة الصرف الصحي وقد قامت لجنة وزارية مؤخرا بتفقد المشروع للتعرف علي احتياجاته الحالية والمستقبلية والاعتمادات المالية المطلوبة. وبالرغم من بعض مظاهر الحياة في وادي التكنولوجيا إلا أنها مازالت محدودة في منطقة المرحلة العاجلة التي تبلغ مساحتها215 فدانا من المرحلة الأولي والتي تبلغ مساحتها3030 فدانا و تتكون المرحلة الأولي من مرحلة عاجلة و5 قطاعات. نقص التمويل هو المشكلة الاكبر فقد كان مقررا إتاحة الإعتمادات الخاصة بالمرحلة الأولي في عام1999 بنحو470 مليون جنيه للانتهاء منها في عام2009 لكن ما تم إتاحته لم يتجاوز53 مليون جنيه فقط وخلال السنوات الخمس الأخيرة تقلصت الاعتمادات المالية تدريجيا من500 ألف جنيه في عام2009 الي400 ألف في عام2010 حتي وصلت هذا العام إلي150 ألف جنيه رغم الاحتياجات المالية الملحة لاستكمال تنفيذ أعمال البنية الأساسية والمفترض إتاحة67 مليون جنيه لبدء العمل وإقامة محطة تجميع ومعالجة الصرف الصحي واقامة نفق في المنطقة يربط بين شطري القناة وزيادة ارتفاعات المنشات حيث يوجد قيود ارتفاع6 أمتار فقط لدواعي الأمن القومي. المشكلة الثانية التي تواجه المشروع حاليا هي نقص مياه الشرب مما يتطلب اقامة خط مياه حلوة رئيسي من الإسماعيلية للعوجا يمتد من أسفل قناة السويس ليخدم الوادي وكل المناطق المحيطة بالمشروع وكل القطاع الأوسط وهذا يلزمه300 مليون جنيه. العمل مستمر حاليا في إنشاء المجمع السكني الأول الذي يخدم الوادي علي إجمالي مسطح200 فدان وتقدر تكلفة المرحلة الأولي50 مليون جنيه تتكفل بها وزارة الإسكان ويشرف علي المشروع جهاز تعمير سيناء وفي المرحلة العاجلة تمت الموافقة علي إقامة4 مشروعات صناعية, ومشروع متكامل مكون من10 شركات صناعية متكاملة برأسمال حوالي مليار جنيه لاستخلاص السليكون من رمال سيناء لإنتاج الخلايا الشمسية وكابلات الألياف الضوئية بدلا من استيرادها الي جانب مركز أبحاث متكامل وجامعة هليوبوليس المنتظر اقامتها علي مساحة50 فدانا. اللواء مهندس محمد ناصر حسين رئيس جهاز تعمير سيناء يؤكد أن وادي التكنولوجيا سوف يوفر عند تنفيذه فرص عمل كبيرة للشباب,وسيتم تنفيذ تجمع سكني لخدمة المرحلة الأولي من المشروع وقد تم تصديق وزارة الإسكان علي تنفيذ نواة ظهير صحراوي بخدماتها. لكن المشروع يلزمه خط لمياه الشرب مما دفع جهاز تعمير سيناء لإعداد دراسات تصميمية لمشروع خط مياه الإسماعيلية الجفجافة الحسنة بطول193 كيلو مترا وبطاقة130 ألف متر مكعب/ يوم بتكلفة نحو ملياري جنيه لضمان تغذية الوادي بطاقة65 ألف متر مكعب/ يوميا من خلال خط مياه يمتد بطول15 كيلو مترا واقترح الجهاز تنفيذ مرحلة عاجلة لتغذية وادي التكنولوجيا بمياه الشرب تتكلف335 مليون جنيه ويؤكد الدكتور وليد عبد الغفار مستشار وزير الإسكان والمنسق العام للمشروع أن وادي التكنولوجيا سيكون جزءا من مشروع تنمية محور إقليم قناة السويس كمركز لوجستي وصناعي عالمي حيث يبلغ طول قناة السويس190 كيلو مترا و تبلغ قيمة البضائع في الحاويات المارة في القناة1.7 تريليون دولارتبلغ قيمة رسوم عبورها التي تحصلها مصر5.2 مليار دولار. والمطلوب الان وضع المشروع علي خريطة المشروعات ذات الأولوية العاجلة للدولة خاصة انه بمجرد الاعلان عنه تقدمت11 شركة لوزير الصناعة تطلب العمل في وادي التكنولوجيا وجاري التفاوض معها لاقامة مشروعات صناعية طبية وتكنولوجية. لكن العقبة الرئيسية والكلام مازال للمنسق العام للمشروع هي عدم توحيد جهات التعامل مع المستثمرين مما يتطلب تشكيل هيئة يرأسها مسئول بدرجة نائب رئيس وزراء له كامل السلطات في التعامل مع المستثمرين مع تطبيق سياسة الشباك الواحد والخضوع للجهات الرقابية. ومن الغريب ان وادي التكنولوجيا الذي بدأ التخطيط له منذ عام1999 مازال ينتظر توفير الاعتمادات المالية لاستكمال بنيته الاساسية وقرارا سياسيا بتشكيل الهيئة المسئولة عنه ومع كل عام يمر فان المكاسب المتوقعة للمشروع تتراجع! [email protected]