لا يكاد يمر اسبوع إلا وتشهد محافظة المنيا واقعة سقوط ضحية في أيدي عصابات الخطف... وبين ملاحقة الشرطة للخاطفين وخوف المواطنين من إبلاغ الشرطة حفاظا علي أرواح ابنائهم وسداد الفدية للعصابات تمتزج قصص. وحكايات الخطف بنهايات متعددة إما بعودة المختطف وإطلاق سراحه أو التخلص من المختطف بقتله أو غموض حول عودته بعد انقطاع الاتصالات من جانب الخاطفين وأسر الضحايا. جرائم الخطف التي شهدتها محافظة المنيا منذ ثورة يناير تطرح عدة تساؤلات عن أسباب انتشار هذه الجريمة وهل أصبحت ظاهرة وهل الشرطة عاجزة عن ملاحقة عصابات الخطف؟! الأهرام يرصد نماذج من وقائع اختطاف اختلفت نهاياتها وينقل مخاوف وتساؤلات أقارب الضحايا والأهالي ليضعها أمام القيادات الأمنية: مايكل صبحي عريان عم الطفل( أبانوب) الذي تم اختطافه يوم9 مارس الماضي أثناء ذهابه الي المدرسة مع شقيقه شادي7 سنوات يحكي مفاوضاته مع الخاطفين حتي إطلاق سراح الطفل بعد13 يوما من الاختطاف انتهت بدفع60 الف جنيه, ويقول: في أول اتصال من الخاطفين طلبوا700 الف جنيه ثم بعد مرور الوقت انخفضت الي60 الفا ونظرا لان حالة شقيقي أسامة والد الطفل كانت سيئة حزنا علي نجله قمت أنا بالاتصال والتفاوض معهم فطلبوا مني أن أحمل المبلغ في حقيبة وأن أستعد للتحرك بالسيارة في الرابعة فجرا وبعد أن تركت لهم الحقيبة عند الزراعات كما أخبروني في التليفون علي جانب طريق فرعي( سيسكو التل) تلقيت اتصالا بالذهاب لاستلام نجل شقيقي عند مدخل كوبري ملوي العلوي علي النيل وبالفعل وجدته في انتظاري. وأضاف العم أن الخاطفين كانوا يخفون الطفل في منطقة لا يعرفها بعد أن قاموا بوضع لفافة علي عينه كانوا يعاملونه معاملة طيبة ووفروا له جهاز كمبيوتر لتسليته. سألت عم الطفل: هل طلب منك الخاطفون عدم إبلاغ الشرطة؟ فأجاب متهكما: دول ولا في دماغهم الشرطة, ثم استطرد قائلا بمناسبة الشرطة عندما وقع حادث اختطاف أبانوب ظهر يوم9 مارس ذهبنا لتحرير بلاغ في قسم الشرطة ولكن كان هناك إضراب عن العمل بالقسم وانه انتظر حتي انتهاء الإضراب في المساء وقام بتحرير محضر اختطاف نجل شقيقه. أما في قرية نزلة سمهان التابعة لمركز دير مواس فكانت نهاية اختطاف الطفل محمد أحمد نجيب سمهان(4 سنوات) في الثاني من شهر ابريل الحالي نهاية سعيدة لأسرته بعد أن تمكن المقدم محمود حسن مشهور رئيس مباحث مركز دير مواس من ملاحقة التشكيل العصابي الذي استخدم سيارة في خطف الطفل وتم ضبط أحد أفراد التشكيل العصابي مقيم بقرية عزب التل حيث أرشد عن شريكيه في واقعة الخطف واضطر التشكيل العصابي الي اطلاق سراح الطفل الذي عاد الي أسرته بعد أقل من24 ساعة من اختطافه, وكانت أكثر حالات الاختطاف مأساوية في قرية تندة التابعة لمركز ملوي عندما قام مجهولون باختطاف الطفل محمد هشام شارف عبد الحكيم(5 سنوات) أثناء ذهابه لتوصيل طعام الغذاء لوالده بمحله التجاري بالقرية يوم10 يناير الماضي وطالب الخاطفون بمبلغ600 ألف جنيه فدية لإعادة الطفل, وتواصلت المفاوضات حتي تم تخفيضه إلي06 ألف جنيه, ولكن انقطعت الاتصالات مع الخاطفين ولم تتمكن أسرة الطفل من استعادته حتي تاريخ كتابة هذه السطور وأسرة الطفل يراودها الأمل في عودته خاصة بعد تأكيد قيادات أمنية أن الطفل لا يزال علي قيد الحياة. يقول اللواء ممدوح مقلد مساعد وزير الداخلية لمنطقة شمال الصعيد ومدير أمن المنيا السابق ان معدل جرائم الخطف بالمنيا يمثل أقل نسبة علي مستوي الجمهورية وخلال الفترة التي تولي فيها عمله مديرا للأمن شهدت المحافظة43 حادث اختطاف تم إطلاق سراح32 مختطفا وهناك3 قضايا اختطاف انتهت بقتل الضحايا المخطوفين وقد تم ضبط جميع المتهمين في القضايا التي تم تحديد المتورطين فيها. من بين هذه القضايا واقعة اختطاف في ملوي أصدرت محكمة الجنايات أحكاما رادعة ضد المتهمين حيث قضت بمعاقبة3 بالأشغال الشاقة المؤبدة والسجن15 عاما ل4 متهمين. وأشار اللواء ممدوح مقلد إلي أن أقارب المخطوفين لا يساعدون الشرطة في الإدلاء بأي معلومات عن الخاطفين خوفا علي حياة ذويهم مشيرا إلي أن هناك إحجاما من المواطنين في الإبلاغ عن المتهمين في قضايا الاختطاف وضرب مثالا علي ذلك عندما طلب رجال الأمن من عميد طبيب بمستشفي المنيا أن يدلي بأقواله للنيابة عن المتهمين بخطفه ولكنه أبلغ الشرطة برسالة مختصرة تقبلوا تحياتي وشكري ورفض الإدلاء بأسماء المتهمين باختطافه وهذا الإحجام في الإبلاغ يؤدي الي إهدار دليل الاتهام حيث لا يوجد في القضية سوي تحريات المباحث والقاضي يحتاج الي القطع واليقين ليصدر أحكاما رادعة في قضايا الخطف. وأضاف اللواء مقلد أن الخطف تحول الي مهنة الكسب السريع وأصبحت مهنة من لا مهنة له حيث تحقق عصابات الخطف عائدا سهلا وسريعا بالمقارنة بجرائم سرقة المنقولات والمواشي. العميد علي سلطان مدير إدارة البحث الجنائي بالمنيا قال: حالات الخطف في باقي المحافظات أكثر مما في المنيا ولكن الإعلام في المنيا ويقصد الأهرام يضخم في نشر جرائم الخطف ويعطيها حجما كبيرا وأن الأمن تمكن من تحديد العناصر المتورطة في حوادث الاختطاف التي وقعت في ملوي سواء للمتهمين باختطاف الطفلين أبانوب وعبد الرحمن اللذين تم اطلاق سراحهما أو للمتهمين باختطاف الطفل محمد هشام المختطف مند شهر يناير الماضي. وقال مدير إدارة البحث الجنائي لماذا لا تنشروا الوقائع التي تقوم الشرطة بضبطها كما حدث في نجاح مباحث سمالوط في إطلاق سراح شابين تم اختطافهما في قرية منقطين رغم أن أسرتي الشابين رفضا الأبلاغ عن اختطافهما. وبالنسبة لواقعة اختطاف الدكتور ايهاب مجدي فرج الله فقد تم ضبط أحد المتهمين وعرضه علي النيابة التي أمرت بحبسه. وأضاف العميد علي سلطان ان هناك بلاغات اختطاف وهمية.. فقد تلقت الشرطة بلاغا من عصام مكرم حافظ39 سنة وسائق ومقيم بمدينة ملوي يفيد اختطاف ابنته زينب11 سنة وانه تلقي اتصالا هاتفيا من تاجر غلال يطلب منه فدية لإطلاق سراح طفلته ولكن التحريات توصلت الي ان السائق اتفق مع طفلته علي ادعاء اختطافها في محاولة لابتزاز التاجر والحصول منه علي مبلغ مالي مقابل التنازل عن البلاغ باتهامه باختطاف نجلته.