أثارت التصريحات التي أدلي بها القيادي بمجلس شوري الجماعة الاسلامية المهندس عاصم عبدالماجد ردود فعل واسعة ومختلفة من قبل القوي والاحزاب السياسية, ووصفت الأحزاب والقوي السياسية المدنية هذه التصريحات بأنها تعني وفاة دولة القانون والمؤسسات وطالبت جماعة الاخوان المسلمين وجميع الاحزاب والقوي الاسلامية بإعلان موقف صريح ومعارض لهذه التصريحات التي تمس أمن البلاد, واستقرارها وتدخلها في الفوضي. من جانبها دافعت بعض القوي, والأحزاب والتيارات الاسلامية عن تصريحات عبدالماجد حيث أيدت الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح عبدالماجد ببيان دعت فيه القوي الاسلامية للاستعداد لمواجهة أي انقلاب علي الثورة بكل قوة وحسم. وكان عبدالماجد قد قال في مؤتمر جماهيري بمركز أبو تيج بأسيوط أمس إن سبب ما تمر به مصر الآن من الأزمات أن التيارات الاسلامية قد خدعت وانساقت وراء عمل دستور يقلص صلاحيات السلطة التنفيذية وخاصة صلاحيات رئيس الجمهورية. وأضاف عبدالماجد الدستور الحالي اقتص الصلاحيات من الرئيس وأعطاها لمؤسسات الدولة الاخري التي يتحكم فيها الفلول, لذا فالرئيس لا يستطيع أن يحكم فهو لايملك إلا نسر الجمهورية فقط مطالبا اياه بالتخلي عن هذا الدستور. وطالب عبدالماجد الرئيس محمد مرسي بأن يخرج إلي الشعب ويصارحه بالقول أن الدستور الحالي يعيقني عن العمل, ويترك الخيار للشعب لتعود الثورة للشارع لعمل دستور جديد للخروج من المأزق. وانتقد عبدالماجد الرئيس مرسي لاعتماده علي أهل الثقة مطالبا اياه بالاعتماد علي أهل الخبرة من مختلف الفئات, وبقدر من الحكومة وحذر عبدالماجد من أن البلاد تسير من سييء إلي الأسوأ قائلا إن مليونية الجمعة المقبلة هدفها عودة الثورة للشارع لاستكمالها وللرد علي براءة مبارك ومواجهة الثورة المضادرة التي يقودها الفلول. وردا علي هذه التصريحات قال المهندس محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية أنها تصريحات غير مسئولة. لا تدخل إلا في اطار التحريض علي العنف والفوضي, حيث إن الدعوة إلي تعاليم الأديان لها رجالها في الأزهر والكنيسة أما ما يدعو إليه عبدالماجد هو طرح يستهدف تدعيم فكرة الميليشيات والتنظيمات وجماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما يعتبر تعديا علي هيبة مؤسسة الدولة المعنية بالسيطرة علي الشارع المصري بموجب القانون والدستور والممثلة في الداخلية وقواتنا المسلحة لا غير. ومن جانبها حذرت مارجريت عازر سكرتير عام حزب المصريين الأحرار مما سمته بمخطط جماعات التيار الاسلامي لطمس هوية الدولة المصرية. وقالت عازر ردا علي تصريحات عبدالماجد هدفها تغيير هوية مصر ومسخ عاداتها وتقاليدها واتهمت عازر عبدالماجد بأنه يتعامل مع مصر علي أنها كعكة يجري تقسيمها بين الاخوان والجماعة الاسلامية. ووصف المهندس شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم المصريين الاحرار تصريحات عبدالماجد بأنها أفكار متطرفة لاتؤمن بدولة القانون ولا الديمقراطية. واستنكر الدكتور أيمن أبو العلا عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي والقيادي بجبهة الانقاذ تصريحات عبدالماجد قائلا:إن محاولة بعض تيارات الاسلام السياسي استعراض القوة علي القوي المدنية مرفوضة ولن تحل الأزمة القائمة ولكنها ستزايد الأمور تعقيدا. وأضاف أبو العلا ان الشعب المصري لايمكن أن يقبل بلغة التهديد التي تمارسها بعض القوي الاسلامية في مواجهة معارضيهم مطالبا تلك القوي بالكف عن التحريض علي العنف بحجة مواجهة أي أنقلاب علي الثورة.