أحسن الرئيس محمد مرسي صنعا عندما أمر بسحب البلاغات المقدمة من الشئون القانونية برئاسة الجمهورية ضد عدد من الصحفيين والإعلاميين. ويجب أن يتبع هذا سحب البلاغات المقدمة من حزب الحرية والعدالة وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والسلطتين التنفيذية والتشريعية ضد الإعلاميين. ولعل ما حدث مع باسم يوسف يكون عظة وعبرة, عندما رفضت محكمة القضاء الإداري الدعوي المقامة من محامي جماعة الإخوان المسلمين, والتي طالب فيها بإصدار حكم وقف بث برنامج البرنامج, وسحب تراخيص وإغلاق قناة ال سي بي سي, بسبب المخالفات التي ارتكبها من التهكم والاستهزاء برئيس الجمهورية والاستخفاف بشخص الرئيس. وقد يري البعض أن ما يقدمه باسم يوسف نوع من النقد السياسي الساخر, يسير به علي نهج برامج أمريكية ساخرة, بينما يري آخرون أنه أراجوز أو مهرج يتلاعب بحواجبه وعينيه ويديه, ولإنتزاع الضحكات يستخدم عبارات إسفاف وتلميحات جنسية, وما يقدمه ليس نقدا سياسيا بل تجاوز لحرية التعبير والنقد المباح إلي السب والتجريح. وبتحقيق النيابة العامة مع باسم يوسف, واجه الرئيس انتقادات حادة داخل وخارج مصر, وطالته اتهامات بمحاولة تكميم أفواه الإعلاميين وفرض قيود علي حرية الرأي والتعبير. رغم أنه ليس هو مقدم البلاغات ضده, بينما خرج منها باسم وهو يرتدي ثوب البطولة. ولعل هذا يذكرني بخطأ إرتكبه المسيحيون المصريون, عندما عاملوا النص الأدبي الذي كتبه الدكتور يوسف زيدان باسم( عزازيل) علي أنه نص ديني يطعن في المسيحية, وهاجموه بشدة, فحققوا له ذيوعا وانتشارا شديدا, وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه المسلمون عندما هاجموا فيلما سينمائيا مسيئا للرسول, لم يكن شاهده أكثر من500 مشاهد, فرفعوا مشاهديه الي30 مليونا حول العالم. فالمطلوب فتح نوافذ الحرية علي مصراعيها, وترك الناس لتفرز النقاد السياسيين من الأراجوزات, والزمن قادر علي فرز الغث من السمين, أما مطاردة الأراجوزات فتصنع منهم شهداء أو أبطالا. لمزيد من مقالات جمال نافع