ما حدث في الخصوص بين المسلمين والمسيحيين, وما تبعه من اعتداء علي كاتدرائية العباسية, يعيد إلي الأذهان سوء إدارة الدولة لملف الفتنة الطائفية في ظل معالجة سطحية لا تنفذ إلي الأعماق لوأد الفتنة من جذورها. لقد سئمنا مما رأيناه في السابق, وما نراه مجددا, من شجب واستنكار وإدانات متلفزة تؤكد مكانة نسيج الوطن الواحد ولقاءات صحفية تتغني بالوحدة الوطنية دون ان تتعرض صراحة لاسباب الاحتقان الحقيقية بين الجانبين لتحديدها وازالتها. في هذا الإطار عدنا نسمع عن ضرورة تفعيل دور بيت العائلة للم الشمل, وعن مجلس للعدالة والمساواة يجري تشكيله حاليا لتحديد آلية عمله فضلا عن اقتراح بوزارة للوحدة الوطنية يتناوب علي رئاستها وزير مسلم ونائب قبطي تكون مهمتها الاساسية إدارة هذا الملف. وعلي رغم حاجتنا لتلك الكيانات ودورها, فإن جذور الفتنة الحقيقية تنحصر في تطبيق مفهوم المواطنة كاملا علي المسيحيين والمسلمين كل حسب ثقافته العددية في المناصب الحساسة والمواقع القيادية, وقبل ذلك حل مشكلاتهم من دور العبادة بعيدا عن النظرة الكائنية بشرط أن يصمت إعلان الفتنة بقنواته الفضائية من الجانبين وتكشف التحقيقات عن الجاني الحقيقي وراء كل واقعة حتي لا تتكرر غدا. إن ذلك وحده هو السبيل الوحيد لخلع الفتنة من جذورها التي تركناها طويلا للحلول الأمنية فنمت وترعرت علي نحو ما حدث في الكاتدرائية. لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل