لم أتمالك نفسي وأنا أقرأ رسالة السيدة التي فقدت ابنتها في نفس يوم ولادتها لأنها لم تتمكن من إدخالها إلي احدي حضانات الأطفال المبتسرين في المستشفيات الحكومية المجانية. وانخرطت في بكاء مرير, إذ انني تعرضت لما تعرضت له هذه السيدة, وفقدت طفلي, حيث انني من سكان احدي القري التابعة لمركز شبين القناطر, وبعد ولادتي طفلي ذهبت به إلي المستشفي المركزي لكنني لم أجد به حضانة للأطفال المبتسرين, وسارعت إلي مستشفي بنها الجامعي, فوجدته مكتظا بالحالات, ولم أجد بدا من الانتقال إلي القاهرة لادخاله مستشفي أبو الريش للأطفال.. لكن الطفل فارق الحياة قبل وصولي المستشفي, وأدركت أهمية هذه الحضانات التي قد لا تتكلف الكثير لكنها تنقذ حياة المبتسرين, ولقد كنت علي حق عندما أطلقت علي ندائك في بريد الجمعة الماضي اسم نداء الحياة, وانني وكل من حولي من قراء بريدك الانساني الجميل, ندعو الله أن يكتب النجاح لهذا المشروع الكبير, وسوف نسهم فيه بما يتيسر لنا, ولو بأقل القليل, فإن القليل عند الله كثير. وهو وحده المستعان. ◘ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: فور أن وجهت النداء لمشروع الحضانات, وخاطبت المستشفيات العامة لمعرفة احتياجاتها من الحضانات هالني النقص الكبير في هذا الجانب المهم من الخدمة الطبية, وقد بدأ فريق بريد الأهرام في إعداد دراسة شاملة حول المستشفيات الأكثر احتياجا, وسوف نبدأ بمستشفي شبين القناطر العام. وأرجو إبلاغ رجال الأعمال وأهل الخير الذين يبحثون عن مشروعات للصدقة الجارية أن يساهموا بقدر ولو بسيط في هذا المشروع لأن ثمن الحضانة الواحدة يبدأ من اثني عشر ألف جنيه. والباب مفتوح لتقديم المساعدة أمام الجميع, وكلي ثقة في أن قراء بريد الأهرام سوف يغطون احتياجات المستشفيات من هذه الحضانات التي تتعلق بها الآمال في انقاذ حياة الأطفال المبتسرين بإذن الله.